كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 6344 - 2019 / 9 / 7 - 10:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدولة الأردنية كباقي الدول العربية لا تولي الاهتمام المطلوب لإرادة الشعب، وتتجاهل حقوقه السياسية وتطلّعاته لمشاركتها في صناعة القرار السياسي من خلال السماح له بتنظيم نفسه بأحزاب سياسية فاعلة وتمكينه من انتخاب ممثّليه بحرية ونزاهة، وإطلاق الحريات العامّة، وتطبيق القانون على الجميع وتحقيق العدالة والمساواة ومحاربة الفساد.
على الصعيد الاقتصادي فشلت الحكومات الأردنية المتعاقبة في تطوير الصناعة والزراعة والتبادل التجاري بينها وبين دول المنطقة والعالم، وخاصة دول الجوار سوريا والعراق ولبنان، وارتفعت نسبة البطالة ومديونية الدولة بشكل كبير يؤثر سلبا على النمو الاقتصادي، وأرهقت الدولة المواطن بالضرائب فزادت أوضاعه المعيشية ترديا.
وعلى الصعيد السياسي تجاهلت الدولة غضب الشعب وعدم رضاه عن موقفها الرسمي المهادن لسياسات إسرائيل العدوانيّة التوسعيّة العنصريّة ورفضها لحل الدولتين، وتهويد القدس ونقل السفارة الأمريكية اليها، ومحاولة تجريد الأردن من وصايته على الأماكن المقدسة، والتحالف مع الولايات المتحدة، ومحاباة بعض الدول الخليجية، ومناصرة العدوان على اليمن، واستمرار إغلاق الحدود مع سوريا.
أدى كل هذا إلى اتساع الهوّة بين الحاكم والمحكوم، وقيام المواطنين باحتجاجات واضرابات واعتصامات في العديد من المدن الأردنية تعبّر عن غضبهم، ونفاذ صبرهم، وإصرارهم على أن تقوم الدولة بإصلاحات دستوريّة وقضائيّة وسياسيّة حقيقيّة تعبّر عن إرادتهم في محاربة الفساد، وإقامة نظام ديموقراطي مبني على تعدّدية حزبيّة، وانتخابات برلمانية حرّة نزيهة تجسّد الحق والحرية وتؤسّس لتنمية الحياة السياسية وإعادة بناء الاقتصاد الوطني.
الملك عبد الله الثاني يدرك أن الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الشعب تتطلّب حلولا عاجلة فقد أكد مرارا وتكرارا دعمه للإصلاح واجتثاث الفساد، وأعلن لاءاته الثلاث " لا تنازل عن القدس، ولا للتوطين، ولا للوطن البديل." ولكن ما تقوم به الدولة يتعارض مع لاءات الملك ويسبب المزيد من التذمر والتبرم الشعبي الذي قد يتحول الى حركة جماهيرية تهدد استقرار واستمرار النظام.
الوضع في الأردن يزداد تعقيدا وتردّيا، ولا حلّ أمام النظام سوى العودة إلى الشعب واحترام إرادته، والقيام بإصلاحات ديموقراطية حقيقيّة تضمن حريته ومشاركته في الحكم، والوقوف بحزم في وجه العدوان والصلف والتجاوزات الإسرائيلية، والابتعاد عن المحور السياسي الأمريكي الصهيوني الخليجي، وتوطيد العلاقات والشراكة الاقتصادية والسياسية مع العراق وسوريا وفلسطين ودول محور المقاومة!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟