|
لله درّكَ يا عراق ....!!
زهور العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 6343 - 2019 / 9 / 6 - 19:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انَّ الله جميلٌ يحبُّ الجَمال ... الجَمال موجود في كل بقعة ومكان لكن أن يكون في المطلق هكذا وفي العموم كما رإيته هنا في هذا البلد العربي الشقيق ..في سوريا الحبيبة فلا ...ولا اظن ....فالجمال العربي غير.......!! سألتها وهي فتاة جميلة مثقفة واعية بعد أن اشتريت منها بعض الأغراض وبعد ان لاحظت انها أظهرت لي بعض الود والأعجاب ...قلت لها هل لي بسؤال وعسى أن لا أكون متطفلة او أُسبب لك بعض الأحراج أو الأزعاج..وأتمنى ان تعطيني أجابة شافية وصريحة لذاك السؤال الذي طالما حيّرني منذ أن وطئت قدماي بلادكم الحبيبة...... قالت تفضلي ...بكل سرور وأكيد سأجيبك بصراحة .. قلت .. اننّا في العراق قد أُبتلينا في الحروب قبلكم ومنذ أمد طويل ..منذ الثمانينات خضنا حربا دامت ثمان سنوات وعشنا ظروف صعبة جدا لايمكن أن يعشها أحدا قبلنا... وعانينا بعدها الأمرين من حصار وحروب تلو الحروب دفعنا فيها خيرة شبابنا وترملت الكثير من نساءنا ..تيتَمت أطفالنا..تهاوى تماما اقتصادنا ...عانينا ما عانينا اذ لايوجد بيت في العراق الا ولديه عزيز قد فُقِد أو استُشهد !! لم نعرف الراحة والامان أبداً لكننا رغم هذا كله لازلنا نبتسم للحياة ونمتلك مسحة من التفائل والأمل ولدينا روح النكتة والدعابة أحياناً.... أتسائل ......!؟ لماذا أنتم هكذا !؟ لمَ انتم بهذا الكم من الحزن والخيبة والألم ...أقولها بكل صدق انني لم أرى اياً منكم يبتسم أبداً بدءاً من طاقم الطائرة السورية التي أقلتنا الى هنا ..الطيّار.. المضيفات كانوا بمنتهى الجمال والأناقة والذوق والكياسة ولكن وجوههم جميعا لا تخلو من الكابة والحزن .. لماذا ؟...الشعب السوري بأمانة شعب جميل محب ومسالم لكنه شعب كئيب يحمل هم الدنيا فوق راسه ولست وحدي من يقول هذا بل كل من حولي من العراقيين يشاطرني هذا الرأي ...لمَ انتم هكذا ..صحيح أن الاعداء ( لعنهم الله وأخزاهم في الدنيا قبل الآخرة ) تكالبوا عليكم من كل حدب وصوب لكنكم في النهاية انتصرتم وجعلتم مخططاتهم بائت كلّها بالفشل ...وباتت بشائر النصر تلوح بالافق يوما بعد يوم والأمور كما نرى ونسمع تسير نحو الأحسن والحمد لله.. فكل من يزور هذا البلد يشعر بالفرح لأن يشاهد سوريا تستعيد عافيتها من جديد ..لكن الشعب السوري لا ...ما السبب !؟ ترى هل أنتم لم تستوعبوا إلى الان ما جرى!؟ ام انكم مهوسون بالانتماء وحب الوطن أكثر من أي شعب آخر !!؟ أو لعلَّكم أكثر وطنية منّا نحن العراقيون... ام ماذا !؟ أنا فعلا اريد أن أعرف كي أفهم ....... أجابتني وثمة دموع في عينيها حاولت جاهدة أن لاتدعها تُبان وأصرت أن تعد لي القهوة السورية المميزة وكأنها وجدت ضالتها في سؤالي هذا لتبوح لي بما في وجدانها من ألم ... قالت .....لا (يا خالتي ) الوطن عزيز ونحن وأنتم بل شعوب الخلق كلها تعشق أوطانها ...الوطن يعيش في الوجدان هذا لا جدال ولا لبس فيه ...لكن الفرق بيننا وبينكم هي ( المصاري ) التي هي عصب الحياة(خالتي ) ....المال وليس غيره من يجعلك سعيدة ...المال يجعلك تعيشين حياتك بصورة طبيعية . تبتسمين... تتفائلين بالمستقبل اكثر وتتجاوزين المحنة مهما كانت قاسية وصعبة. .نحن في سوريا وهنا في دمشق مثلا أغلبنا بين مهَجَّر...وبين من كان هارباً من الحرب ثم عاد ..وأنّ مدننا الاخرى دمرت أغلبها بالكامل... فقدنا بهذه الحرب القذرة علومنا ودراستنا ..كلياتنا ..والأهم من هذا كله فقدنا أعمالنا ومصادر رزقنا ..جئنا هنا في العاصمة بحثا عن الأمن والأمان لكننا تعبنا فعلا في البحث عن العمل ومصدر الرزق .. اننا بالكاد نحصل على مايجعنا نعيش يومنا لا أكثر ..وحتى من يسكن أصلا في العاصمة هو أيضا لا تخلو حياته من المعاناة أما يشتكي قلة العمل أو يعاني من ديمومته ..الجميع يسعى جاهدا لضمان العيش الكريم لأولاده وعائلته فالسوري اليوم مثقل بالهموم والمتاعب يفكر كيف يعمل ليل نهار و يكافح من أجل العيش بكرامة ...الاقتصاد السوري تهاوى تماما والدولة لم تعد تمنح المرتبات كما الأمس لان مواردها قليلة فدخل الفرد بعد الحرب لا يحقق الأكتفاء الذاتي كما كان قبل الحرب ...هناك معاناة حقيقة يعيشها المواطن فطبيعي جدا أن ينعكس هذا على سلوكه وسحنة وجهه......أما انتم في العراق فلديكم مواردكم من النفط التي جعلتكم تحافظون على ديمومة حياتكم رغم قساوة وكثرة الحروب التي مرت بكم فلم يتغير دخلكم أو تتأثر مرتباتكم وهذا شيء مهم جدا لتخطي المحنة....العراقي غني ونحن نشعر ونلمس هذا جيدا من خلالكم ...السوريون يفرحون جدا بالسائح والزائر العراقي لأن العراقيين فعلا أهل الخير والكرم ...اغلب الشباب السوري يعيش على الزوار فتشاهدينه يعمل اي شيء منهم من ( يدفع عربانة ..كرسي متحرك ..اخر يلف الأسواق ليبيع بضاعته البسيطة...منهم من يحمل حقائب الزائر....يبدل عملة ...و..و ) ونحن كشعب سوري أقسم صادقة نعشق العراقيين بشكل كبير ونشعر اننا وأياهم بلدا واحدا لا تفصلنا سوى الحدود...... هذه الفتاة الجميلة جدا ذات (الثلاثين عاما...بكلوريوس علم النفس ) والتي تتمتع بخلفية ثقافية ممتازة ...تمتلك نظرة ثاقبة وملمّة بكل ما يدور وما يحدث من حولها ...هذه العاملة في محل لبيع الألبسة الجاهزة أغنتني في الأجابة على تساؤل طالما حيرتني وحيّر كل من كان معي في الكروب السياحى الشقيقة سوريا..... ف لله درّك يا عراااق...يا حبيب يامظلوم يا منبع الخير...بل انت الخير كله.... خيرك لاينضب ابداً.. وحتى على الغير لاينقطع..كم انت كريم يا عراق ....خيرك يشمل الجميع لكن للاسف لا يوجد من يرد لك شيء من هذا الجميل...كنتَ للأسف الشديد ولازلت في أيدي غير أمينة...لم يسعَ من يقودك الى ان ينهض بك زمن جديد...فلا اهتمام ولا أعمار..لابنى تحتية ...لا مصانع ..لا جسور لا مستشفيات حديثة ...لا ..ولا ...ولا. !! يا بلدي يا مهد الحضارات... منك وبك ياعراق نحيا ونعيش بكل كرامة ..نروح ونجيء هنا وهناك ..نسافر ..نلف العالم...نملأ الحقائب بالأغراض (والصوغات بلا وجع كلب....!! ) حتى بات السفر لخارج العراق كما الذهاب( لعلاوي الحلة ) هكذا يقال !!!! ... لكن بالمقابل هل حقق لك حكامك كما حقق الآخرون لبلدانهم !؟..لا والله...جعلوك يا وطني تفتقر لأبسط مقومات الرقي والتحضر والجمال ..لا شوارع نظيفة ولامنتزهات او منتجعات تليق بك كما البلدان التي نزورها وننبهر لجمالها ونعجب لرقيها....اه ثم اه ياعرااق.....!! والله أن القلب قبل العين ليدمع انها الخيبة والحسرة والخذلان والوجع والندم.... من يقودك ياعراق لم يحسن الصنع والتدبير ..من يدير الدفّه لم يكُ ربانا ..بارعاً.. اميناً كما يجب لينتشلك مما انت فيه ويرسو بك إلى بر الامان ويجعلك في مكانك الصحيح الذي تستحق ..... يا وطني الجريح المبتلى يحق لك ان تسمو وتزدهر وتشمخ عاليا لتكون أروع واجمل وأعظم البلدان ......!!!
#زهور_العتابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رغمَ البُعدِ والمسافات.....!!
-
ليس من السهل أن نتغير !!! قصة قصيرة
-
التقينا ولم نكن غرباااء ...قصة قصيرة
-
تذكرني الأيام بك .... !!
-
ستعود عزيزا يا عراااق ...!!
-
شيء من ألم .......!!!
-
الكلمة الطيبة صدقة .....!!
-
بين استثمار النفط ...واستثمار العقول ....!!
-
جفاااء .....!!
-
المرأة العراقية ليست ككل النساء ....امرأة تستحق الحب والثناء
...
-
كارولا كيريت ...رمز للإغاثة والأنسانية والعطاء...!!
-
صفقة القَرن وتداعياتها على قضية العَرب الأم ( قضية فلسطين )
-
ماذا بعد إسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية !؟ ومن يقف وراء الد
...
-
اليك أيها المرأة ....!!
-
الأختلاف في الرأي لايفسد للود قضية.....!!
-
وقفة ......!!
-
الحَياة كِذبَة .....!!!
-
متى ينصف الزوج زوجته ويشعرها بشي من الاهتمام .!!؟
-
وادي السلام ..مقبرة للموتى أم هلاك للأحياء !!؟
-
مقبرة وادي السلام ....زيارة موتى أم انتحار !؟
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|