أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان يوسف - محنة شعب سوسيولوجيا الدين والسياسة















المزيد.....

محنة شعب سوسيولوجيا الدين والسياسة


عدنان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6343 - 2019 / 9 / 6 - 16:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتاب محنة شعب
لمؤلفه ، الباحث صادق الروازق .
الصادر عام ٢٠١٩ عن دار روافد اللبنانية ، يتصدره البيان التالي ؛
"اذا تخطى رجل الدين مهمته في الموعظة والارشاد والنصيحة للسياسيين ، فهو قد انزلق في عالمهم ، وحينها تنتهك حرمة الدين وتفسد السياسة"
يلخص هذا البيان بشكل دقيق وصحيح ازمة الحكم في العراق بعد اسقاط النظام الدكتاتوري السابق . الذي حدث ان الاحزاب الاسلامية (الشيعية والسنية) هي التي تولت الحكم بمساعدة بل بأمر سلطة الاحتلال الامريكي من خلال تشكيل مجلس حكم عراقي وزعت مقاعده بمحاصصة طائفية وقومية ، احدثت انقساما طائفيا "شعبيا" فيما بعد ، وهذا يمثل هدفا رئيسيا للولايات المتحدة الامريكية كخطوة اساسية لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات متناحرة والهدف النهائي لذلك تفكيك القوة العراقية وانهائها.
يتضمن الكتاب استعراضا مسهبا لتاريخ الصراع الطائفي في العراق والذي اوجده وغذاه وعمل على استمراره ، كما يقول الكاتب ، دولتان قويتان (الفارسية والعثمانية) تناوبتا على احتلال العراق على مدى اربعة قرون ، كانت الفترة الاطول فيها للدولة العثمانية ، ويصف الصراع الصفوي العثماني بانه صراع طائفي .
والحقيقة لم يكن الصراع بين الدولتين طائفيا ، بل كان من اجل الاحتلال والسيطرة على العراق لاهداف استعمارية ، سياسية واقتصادية ، وان اظهار كلتا الدولتين دعم طائفة معينة لا يتعدى "الضحك على الذقون" كما يصف الكاتب الطائفية في مكان آخر من الكتاب ، فحين تجد الدولتان المعتديتان فرصة للتفاهم وتحقيق مصلحة مشتركة توقفان القتال بينهما كما حدث سنة ١٨٤٧ بعقد اتفاقية ارضروم الثانية بتنازل الدولة العثمانية عن المحمرة وضفة شط العرب اليسرى الى ايران مقابل تنازل ايران عن المطالبة بالسليمانية وما يجاورها . ان انحياز العراقيين البسطاء بتأثيرات طائفية ، الى الدولة العثمانية او الفارسية سببه الجهل اما انحياز المثقفين بمن فيهم علماء الدين فهو غباء او خيانة فكلتا الدولتين عدوة ، مستعمرة يجب مقاومتها لا تجييش الناس الى الاصطفاف معها كما حدث اثناء الحرب العالمية الاولى باصدار علماء الدين الشيعة فتاوى الجهاد مع الاتراك .

وقدم الكتاب عرضا آخر لفترة الاحتلال الانكليزي ويذكر الكاتب (كما قلنا) ان العراقيين قاتلوا الى جانب العثمانيين ضد البريطانيين استجابة لفتاوى الجهاد التي اطلقها علماؤهم . وبعد اضطرار لندن لانهاء الحكم المباشر للعراق اثر قيام ثورة العشرين بزعامة علماء الدين وشيوخ العشائر يذكر المؤلف ان الشيعة لعبوا دورا كبيرا في استقدام فيصل بن الحسين وتنصيبه ملكا على العراق .
ومما لا شك فيه فهذه خيانة اخرى للوطن ، كان الاجدر اقامة مجلس تأسيسي وطني ينتخب ملكا عراقيا مقيدا بدستور ومجلس تشريعي .

وفي تناوله لما آل اليه الوضع في العراق بعد الغزو الامريكي وظهور طائفية سنية شيعية ادت الى اقتتال وحرائق وتدمير يقدم المؤلف رؤيته لحل ازمة العراق لتجاوز المحنة ثم الالتفات الى بناء الدولة كما يلي ، يقول في ص ٢٦٨ : "ونرى من الافضل -اليوم- ان لا يكون للشيعة والسنة تنظيمات سياسية ، بل عليهم ان يكونوا فاعلين على الساحة السياسية بصورة مواطنين عراقيين في جميع فعاليات المجتمع المدني لتحقيق مصلحة العراق العليا
وهذا هو المحور الاهم في الدراسة التي وصفها الاستاذ الروازق بالتأصيلية لاحداث التلاقي والتقاطع ، ولا شك ان تشخيصه للمشكلة كان دقيقا وسليما الا ان حلوله لها لا تعدو كونها تمنيات او نصائح ولو اردنا الجمع بينها وبين محتويات الكتاب ستغدو مجرد عرض شكلي ، فالاحزاب الحاكمة وصلت الى السلطة بإسم الدين والطائفة ، وهم ضللوا بسطاء الناس ليحتفظوا بالسلطة ليس بدوافع سياسية انما لتحقيق مصالح حزبية ضيقة ثم فردية .

اخيرا سأدرج الخلاصة التي وضعها الاستاذ الروازق وهي خلاصة نظرية جيدة ، وأضع بعدها مباشرة الخلاصة التي رأيتها في قراءتي للبحث او الدراسة

خلاصة المؤلف
اتضح من خلال هذه الدراسة ان العراق يعيش ازمة حقيقية (ازمة وجود) امتدت من العهد الاموي الى عهد صدام حسين ، وكانت الطائفة الشيعية هي الاكثر اقصاء وتهميشا ، وبعد سقوط نظام صدام ودخول السياسيين الشيعة في العملية السياسية غلبت على الواقع السياسي صورة تنافس مخيف ادى الى شيوع الاقتتال الطائفي ، وقد تناسى السياسيون من كلا الطائفتين ان العراق لا يمكن ان تحكمه طائفة واحدة ، وحل المشكلة لا يكمن في المحاصصة الطائفية ، بل في مشروع بناء وطن معياره الوحيد الكفاءة والاخلاص

خلاصة القارئ

لم اجد في الكتاب ما يكفي من تسليط ضوء وتحليل لما اعلن عنه غلافه الاخير من انه يدعو الى عدم تدخل رجال الدين في السياسة وهي دعوة تتضمن معنى فصل الدين عن السياسة ، اي اقامة دولة مدنية بحكومة منتخبة بديموقراطية حقيقية .
ووجدت بدل ذلك ان الكتاب مكرس في كليته تقريبا لبيان وشرح ، بتفاصيل تاريخية نشوء التشيع وما تعرض له الشيعة من تمييز في التعامل وغمط حقوقهم في تولي الوظائف العامة .
ان اتجاه الكتاب لتقديم هذه الدراسة بشكلها المذكور اعلاه خدم ويخدم احزاب السلطة "الدينية" المتولية منذ سنة ٢٠٠٣ ، فهو يبتعد بالناس عن المهمة الاساسية التي يجب ان تتصدى لها وهي اصلاح جذري للسلطة الحالية ، بل اسقاطها لازالة الفساد بازالة المفسدين . ان طرح مسألة المذاهب في الكتاب بهذه السعة ينفع دعاة الحفاظ على المذهب ، المتنفذين الان بهذه الحجة ويسرهم ان تبقى هذه الطروحات في الإعلام وفي عقول الناس لكي تترك المواضيع الأهم مثل استقلال البلاد واعمارها وتنشيط الاقتصاد والإنتاج والزراعة وإصلاح القضاء والتعليم والصحة الخ .. فالذي يبحث بحاجات البلاد وشعبها سيكتشف الحجم الهائل للخراب الذي تنفذه احزاب السلطة الحالية باسم الدين . لكن الناس حامية لهم ومدافعة عنهم بسبب حجم التضليل الكبير في الادعاءات بالحرص على الدين والمذهب لكلا الفرقتين السنية والشيعية باحداث انقسام مجتمعي طائفي حاد انتج صراعا خدم الاحتلال الذي سعى منذ يومه الاول في العراق الى خلق هذا الانقسام وتغذيته ليسهل له تنفيذ مخططه الاهم في تقسيم العراق وهو خطوة اولى لتقسيم وتفكيك دول الشرق الاوسط للسيطرة على مواردها وثرواتها خاصة النفط والمعادن



#عدنان_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوعيون في الذاكرة
- شوارد فاطمة الفلاحي ، الجأتني لتاج العروس
- ثامر الحاج امين .. صفة طيبة جديدة
- الحب .. قراءة في اوراق مدرستين ، فلسفتين و نظريتين
- مع مقاربات الروازق لطروحات علي الوردي
- لقاء مع مظفر النواب .. في بستان الرازقي
- الذكرى السابعة والاربعون
- بعض ما جرى على الشيوعيين العراقيين في الشهر -الناقص-
- في موقع اتحاد ادباء الديوانية* الالكتروني التراكم الكمي يؤدي ...
- ملحمة كاورباغي ، مأثرة الطبقة العاملة العراقية الخالدة
- اعدام رسام ، رواية سلام ابراهيم تدين اغتيال الثقافة العراقية
- اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق 68 عاما من الكفاح -في س ...
- اصلاحات يزيد الناقص ، اوقفها الطاعون واجهز عليها الحمار
- حول مكاشفات ريسان الخزعلي (الاقرب للوضوح) عن عقيل علي
- -رجال كالسم- وحلم جميلة
- عقد بلا صدام وما تزال الحياة ثقيلة
- هل حقا خسرت قبيلة ؟
- الاسلام السياسي .. دماء في نهاية النفق
- بضاعتكم - مع المحبة - ردت اليكم
- -الاسلام دين تطهير لا دين تكفير-


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان يوسف - محنة شعب سوسيولوجيا الدين والسياسة