أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الشعب والدولة














المزيد.....

الشعب والدولة


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6342 - 2019 / 9 / 5 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القوانين والقواعد والأمثلة لم تأت أو تقال اعتباطاً وإنما جاءت نتيجة دراسات وبحوث وتجارب وإحدى هذه القواعد تقول : (أن أية ظاهرة في الوجود تكمن ورائها أسباب وعوامل وهذه الأسباب والعوامل إما أن تكون سلبية أو إيجابية ... فإذا كانت سلبية يجب معالجتها بسرعة لا تترك وتصبح مرض عضال ... وإذا كانت إيجابية الأخذ بها والاستفادة منها) والقاعدة الثانية : (الوصول إلى الحقيقة تأتي من خلال المعلومات المستخلصة من التجربة والواقع الملموس وعلاقتها بالسبب والنتيجة).
والظاهرة العراقية التي لا زالت تراوح في مكانها منذ عام / 2003 إلى يومنا هذا عام / 2019 ما هي الأسباب والعوامل وعلاقتها بالتجربة والواقع الملموس ؟
إن هذه الحالة أفرزتها ظاهرة الاحتلال الأمريكي المشؤؤم للعراق عام / 2003 التي أصبح مهندسها ومنفذها (بول بريمر) الحاكم المدني العام ... كانت بدايتها وعقدتها (الجن الذي خرج من القمقم) تكوين مجلس الحكم المشؤوم التي تم تأسيسه وفق القاعدة الطائفية والسبب الآخر انفلات الحدود وإغراق أسواق العراق بالسلع والحاجيات وكانت باب جهنم التي فتحت على الشعب العراقي وأصبح يكوى بنارها إلى يومنا هذا ... هنالك فئات من أبناء الشعب وليس جميعه انجرفت وراء الطائفية كما أن هنالك فئات من القوى الحية وقفت في وجه هذه الظاهرة التي تفرق الشعب وتستفاد منه عناصر معدودة إلا أن هذه الظاهرة شملت بشرورها أكثرية أبناء الشعب ... والآن بعد مضي ستة عشر عام ماذا أفرزت حقيقة الظاهرة وأسبابها وتجاربها ... أفرزت نسبة أكثر من 20% من الشعب يعيش تحت مستوى الفقر وتفشي ظاهرة البطالة والفقر والجهل والأمية والمرض لأن الدولة أصبح اقتصادها حسب قاعدة (العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة) حسب قاعدة (الاقتصاد الريعي) أي شعب استهلاكي غير منتج يقضي وقته يتسكع في المقاهي والطرقات ويتسلى بألعاب (الدومينو والنارد) ويدخن النركيلة والسكائر والشباب يهرب من الواقع الذي يعيشه ويخدر نفسه بتناول المخدرات والكليات تخرج مئات الطلبة وترميهم في مستنقع البطالة وهاجرت القوى الفعالة في المجتمع من المفكرين والعلماء ومعهم الشباب والخريجين من الكليات وقد ابتلع البحر الأبيض المتوسط العشرات منهم وأصبحوا طعاماً للحيتان ... وانقضى من العمر ستة عشر عاماً ونحن الآن لا نلمس من الحكومات التي تألفت وانقرضت على الصعيد العملي إنجازاً أو نهجاً يستوحى التوجه نحو إنقاذ الشعب من واقعة المؤلم والمدمر ... يستطيع الشعب أن يفرض إرادته سلمياً ويقرر مصيره ومسيرته الإنسانية في الحياة نحو المستقبل الأفضل.
وتكونت الدولة وفق القاعدة الطائفية وأصبحت كل وزارة من حصة كتلة وطائفة وأصبحت رئاسة الجمهورية من حصة الأكراد السنة ورئاسة الوزراء من طائفة الشيعة ورئاسة مجلس نواب الشعب من طائفة السنة وسادت العلاقات الطائفية حسب قاعدة (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) وانجرف الشعب وراء هذه النزعة الطائفية وأصبح كل إنسان يعرف حسب طائفته وليس وطنيته أو قوميته وأصبح المسؤول يحتمي بطائفته وليس بعمله أو إنسانيته وكان الخاسر الأول والأخير هو الشعب الذي تتمحور جميع مستلزمات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية له ومن أجله ... والدولة التي تأسست ووجدت كمؤسسة خدمية للشعب من أجل الشعب من رئيس الدولة إلى أصغر موظف فيها أجير يعمل لقاء مبلغ معين (الراتب) في خدمة الشعب بعد أن سادت وتغلغلت ظاهرة الطائفية أصبح الموظف يحتمي بطائفته وليس مقياس عمله وجهده وإخلاصه وانتشرت فيها صفة (الفضائيين) أولئك الذين يحضرون إلى دوائرهم في نهاية كل شهر لاستلام الراتب وأصبحت العلاقة في السلّمْ الوظيفي يقوم على الفئوية والطائفية وتسللت هذه الظاهرة المدمرة إلى جميع شرائح المجتمع وحتى بعد أن أصبح المجتمع العراقي يتكون من طبقتين الأولى أولئك الذين أتخدمهم الفساد الإداري والأخرى طبقة مسحوقة تركض وراء لقمة العيش التي جعلت رب الأسرة بعيداً عن أفراد عائلته ورعايتهم وتربيتهم.
إن الكرة الآن في أحضان الشعب وليس في احضان غيره ... بعد أن أعلن المفكر الفرنسي مونتسكيو تقسيم الدولة إلى ثلاث سلطات (التنفيذية والتشريعية والقضائية) وأصبح الصعود السلمي إلى السلطة هو السلّم الذي من خلاله يستلم السلطة عن طريق صناديق الاقتراع من خلال الانتخابات الديمقراطية الحرة والنزيهة يعني أن السلطة أصبح مصيرها بيد الشعب هو الذي يختار الرجل المخلص المناسب في المكان المناسب لمجلس البرلمان والوزراء ورئيسها يختارون من الأكثرية البرلمانية وبذلك أصبحت المسؤولية يتحملها الشعب وهو صاحب المصلحة الحقيقية ومن الآن يكفي مظاهرات وصرخات لأن الدولة وضعت أصابعها في آذانها ... وقد رأينا منذ سنوات المظاهرات والاحتجاجات والصراخ والبكاء والعويل ولا يوجد من مستجيب أو نصير لهم واختصاراً للماضي والحاضر على الشعب هو الذي يقرر المصير وليس غيره والجرح لا يؤلم إلا صاحبه.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد البطل سلام عادل صفحة مضيئة وناصعة في تاريخ الحزب الشي ...
- تعددت الأسباب والموت واحد
- والله عيب ...!!
- أزمة السودان والتأخر في حسمها
- أزمة السودان والتأخر في حلها
- العمل التطوعي .. واجب إنساني
- مآثر من نضال الشيوعيين العراقيين في سجونهم
- دور الصين (اللاشعبية) المدمرة للدول النامية
- هكذا يودع الأبطال العظماء بالدموع والنحيب
- الفرق بين الثورة والانقلاب
- وداعاً المناضل الشجاع الرفيق سامي عبد الرزاق الجبوري (أبا عا ...
- الشيخ (عبد الكريم الماشطة) وشرطي الأمن (عمران أبو ريمه)
- الطبقة البورجوازية المتوسطة وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العرا ...
- الشيوعيين وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العراق
- انهيار المستوى التربوي في العراق
- خاطرة في ليلة الثورة (14/ تموز/ 1958)
- بمناسبة الذكرى الواحد والستين لثورة 14/ تموز/ 1958 الجسورة
- البطالة والفقر والجوع رافد يصب في حفرة الإرهاب
- الإنسان والعدالة الاجتماعية في العراق
- الضمير


المزيد.....




- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل
- قتيلان جراء اصطدام طائرتين عسكريتين فرنسيتين
- مصر.. إيقاف لاعب قطري معروف بأمر -الإنتربول-
- خطوات أساسية في تناول الطعام لحرق السعرات الحرارية
- إسبانيا.. ظهور أول خروف معدل وراثيا!
- فوائد الجبن ومخاطر الإكثار منه
- إسرائيل متخوفة من فتح جبهة الأردن
- سلالة -إلهة الشمس-.. قصة صعود وسقوط -الإمبراطور الإله- في ال ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الشعب والدولة