سيكوباتية السلطة وعقدها الثورية

ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)

الحوار المتمدن-العدد: 1551 - 2006 / 5 / 15 - 10:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تتنوع أشكال السلطة وأبعادها , وفقاً لظروف العصر ومتطلباته , وهي متوازية
مع العصر الذي رعاها للوهلة الأولى , فلا معنى للسلطة بدون عصر تحكمه ,
ولا عصر مرّ دون سلطة ضبطت سيره ونظمت بيته.
لعل من أهم أشكالها , السلطة السياسية المقرونة بحكم الأقلية على حساب الأكثرية
أو العكس , وسواء كانت سلطة حزبية فردية وجماعية أو ملكية مطلقة ودستورية .
وغالبا ما يجري إلحاق السلطة بالبعد الإنساني , خوفا على فقدانها وضياعها , وإحكاماً لها من الخطف المفاجئ , والتاريخ يعج بنماذج متنوعة من وجوه السلطة المختلفة .
إن تحويل السلطة من بعدها السياسي الصحيح , الذي وضعت لأجله , وحَكََمَت بفعله, وأزيحت بنهجه, إلى البعد الإنساني , من شأنه تشخيص السلطة , وإحاطتها بطبائع بشرية وعقد نفسية , تبدأ بسلطة طفولية متخبطة في سيرها , إلى سلطة مراهقة , حيث تكون أكثر صخباً وانفعالا في أخطائها, وصولا إلى السلطة الهرمة الأكثر تشدقا في بقائها وخلودها .
وبغض النظر عن عمر السلطة والمرحلة التي تحكم بها , فإن تشخيصها يترتب عليه عقداً نفسية , توحي للآخرين أنها ليست إلا عقداً ثورية حملتها معها منذ مجيئها السلطة , ولا يمكن التخلي عنها بأي شكل من الأشكال.
وكثيراً ما تبدو هذه العقد الثورية > النفسية> دمويا سلطة الموت ضد موت السلطة<.
وبالانتقال إلى عقدة الانفصام , وما تظهره من تناقضات في قرارات الرمز المتأرجحة بتبنيه لفكرة ما ورفضه لها , نظراً للتباعد بين السلوك العملي والنظري, وبين القول والفعل , فتثوير هذه العقد يساهم بالحفاظ على السلطة وعلى استمرارية المعادلة الآنفة , حيث يلجأ الرمز إلى التبشير بحلول الديموقراطية , والحوار, والتعددية , وممارستها حسب فهمه لها , كأسلوب للتغطية على ممارساته الخارجة عن سياقها الأخلاقي, لازدواجية السلوك التطبيقي لهذه الممارسات الواهية
بطبيعتها .
فغياب الوعي السياسي بممارسة السلطة , وعدم القدرة على طرح برامج سياسية قابلة للتحقق, يفصح عن مثالية طروحات السلطة وطوباويتها , لعجزها عن امتلاك أدوات الحل الغير منسجمة مع حجمها ومؤهلاتها , و يفسر سقوطها المتكرر في دهاليز العقد الثورية , لانكبابها على ذاتها , وانتهازها سلوكاً سلطوياً, سيكوباتياً , رمزياً, مُفرغاً من القيم الأخلاقية والفعل السياسي السليم .

#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات