أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسني التهامي - الموسمية (الكيغو) بين الكلاسيكية ودعاوى التجديد















المزيد.....

الموسمية (الكيغو) بين الكلاسيكية ودعاوى التجديد


حسني التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 6342 - 2019 / 9 / 5 - 01:20
المحور: الادب والفن
    


الموسمية ( الكيغو ) بين النمطية ودعاوى التجديد : ( نماذج من منتدى هايكو مصر )

يتضمنُ نصُ الهايكو الكلاسيكي كلمةً موسمية إما مباشرة كـ ( الصيف – الخريف – الشتاء – الربيع) أو تكون ضمنيةً مثل (أوراق ذابلة – زخات مطر – أزهار – يوم قائظ ) ، وكلها كلماتٌ وعباراتٌ تشيرُ إلى فصلٍ معين من فصولِ السنة. ولا يخلو الهايكو الكلاسيكي من مثلِ هذهِ الموسمية. وهذه الكلمات والعبارات هي بمثابة المشهد الخلفي في نص الهايكو الذي يمهد للحدث . وفي الهايكو الحديث لم يلتزم الشعراء - ومنهم اليابانيون- بهذه الخاصية واستبدلوا مكانها عباراتٍ تحمل تفاصيل جديدة من واقع الحياة اليومية أو قضايا كونية :

(باشو)

(1)

مطر الربيع

متسربا من السقف

حبات تقطر عبر عش الدبور ( كيغو مباشر)

***

لفراشة تعطر

أجنحتها ، بعطر

نبتة. (كيغو ضمني)

(2)

( يوسا بوسون)

تحت زخات الربيع

يتحادث

معطف القش والمطر . ( كيغو مباشر )

***

الثلج ، راح يذوب

بعصاي شققت نهراً كبيراً

قرب البوابة الأمامية . ( كيغو ضمني )

ولكن هل كان يتحتمُ على الهايكست التقليدي أن يذكرَ فصلاً واحداً من فصولِ السنة في نصِه الشعري ؟ هناك نصوصٌ كثيرةٌ يردُ فيها أكثرُ من فصلٍ ، كما في نصِ باشو المعلمِ الأولِ لهذا الفنِ :

" أولُ يومٍ في الربيعِ
أظلُ أفكر
في نهايةِ الخريفِ"
وهذا خَوَّل لمبدعي هذا الفنِ في العالمِ أن يجمعُوا فصلين يتفاعلانِ معا في نص واحدٍ. ويبدو أن الكيغو الرئيسي الذي يمثل خلفية النص ويحدد الجو العام للالتقاطة في هذا النص هو بداية فصل الربيع الذي تم فيه الحدث ( التفكير المستمر في نهاية فصل الخريف ) ففي نص باشو هناك لحظةُ تحولٍ بين الفصولِ . وفي الواقع نحنُ كقراء لا نستطيع أن نجزمَ ما إذا كتبَ باشو هذا النصَ واضعاً في ذهنِه شروطاً معينةً أو مفهوماً راسخاً في ذهنِه عن الهايكو أم لا. ولكن كل ما نستطيعُ قولُه هو أن الشعرَ حالةٌ تتلبسُ الشاعرَ وهو نتاجُ تأملاتِه وفلسفاتِه وتوحدهِ مع الطبيعة.

***

ولو تأملنا نصَ الشاعر الأمريكي المجدد فرجيليو لوجدناه خالياً تماما من خاصية الكيغو المباشر والضمني معا ، فالشاعر قد استعاضَ عن عباراتٍ تشيرُ إلى أي فصلٍ من الفصولِ بتفاصيل جديدة من واقعه اليومي . فقد استهلَ نصَه بمشهدٍ أمامي ( تابوت مغطى بعلم) َ بعيداً عن دون ذكر الكيغو أو التلميح له ، مستقياً مادته من المحيط الكوني الذي وقعت عين الشاعر عليه :

تابوتٌ مغطىً بعَلَم
ظلُ عازفِ البوقِ
ينزلق إلى القبرِ

***

وهناك شعراء آخرون يابانيون وغربيون وعرب حاولوا رسمَ خطٍ جديد يشكلُ تجربتهم الجديدة في الهايكو منهم بانيا ناتسويشي وجاك كيرواك وغيرهم.

وإليكم نماذجُ لشعراء عربٍ تتسم نصوصُهم بالجرأة ، حيث إنها دخلت حقلَ التجريب من أوسع أبوابه فلم يلتزم أصحابُها بالنمط الكلاسيكي المتعارف عليه في قصيدة الهايكو اليابانية خاصة الموسمية . وتم اختيارُ هذه النصوص لتكونَ بمثابةِ نصوصٍ فارقة في منتدى هايكو مصر:

بِإنْتِظَارِ الْإِعْدَام ؛

أَحَدُ مِنْ شَفْرَةِ المِقْصَلة

صَرِيرُ الْبَاب !

توفيق أبو خميس

...

إبريق الشاي

يتخمر على شرفة الدار

النعناع الملقم

فتيحة بنزكري

...

وتيرة متسقة

يحلق في الفضاء

صدى ازميل النحات

(Hamid Alquraish

...

مليئة بالجرذان

تبحر

سفينة الحبوب

فادية رمضان

...

حي المتسولين_

خاوية إلا من الثقوب

قبعة عازف!

Aissa Lakhdari

...

ذراع مفقودة

يحتضن الوهم

تمثال فينوس

لازورد ميساء شاهين

...

نفس المحطة

مذ غادر الحياة

مذياع أبي!

خديجة وناس

...

سرير المريض

فارغ اليوم

من آلامه

تمارا عثمان

...

أكثَرَ حُنوًّا ،

فِي حُضنهَا يَنامُ الطِّفلُ المُشرَّد

المَرأَة التِّمثَال .

الهادي زويتن

...

نصوصٌ عربيةٌ أخرى تم اختيارُها كنصوص فارقة في المنتدى ورغم أنها التزمت الموسمية إلا أنها تحلق عاليا في سماء الإبداع لما تحتويه على جماليات كثيرة للهايكو منها المفارقة وعمق النص واللقطة الجديدة الآسرة وسحر الموسيقى الداخلية وقفلة النص المدهشة :

فرَاشَةٌ غَافِيَةٌ؛

حَتَّى مَعَ الرِّيحِ

غَافِيَة

عصام زودي

...

بتلات الزهر

ملء العين

وتصدعات الرصيف

هالا شعار

...
قلمُ الرصاص

حقل السنابل الذهبية

بلون الرماد ؟!
مهدى موسى
...

على فوهة بندقية
قطرة ندى
تعكس شروق الشمس

سعد سنجاري

...

مر ضيق

الغصن الأعوج
يطأطىء رؤوس العابرين

Salah Mamouni

...

حقل التبغ

يستبشر خيرا مع السعال

فلاح عجوز!

Kbreaa Ibrahim

...

خلف الأوراق

يفضح نزف الثمار

حبوب التوت المكتنزة

خالدة أبو خليف

...

قساوة الخريف

حتى في غصين الوشم

تذبل الأوراق!

El Hadi Zouitene

...

قمر المُحاق

يهتدي بعصا الأبديّة

شيخٌ وقور ...!
أصف زيدان

...

جني الرمان

تقيس نهدها

صبية

على القيسي

...

الورقة تلو الورقة

على ايقاع فأس الحطاب

تبكي الشجرة

فتحي مهذبي



بيتٌ مهجور

للعابرين ترمي ثمارَها

شجرةُ الليمون !

بدوي ابراهيم

...

غروب،

يشطر الشمس

جناح حبارى

عبدو الاسمر

...

زهرة السوسن-

اللون البنفسجي

يزيدني حكمة

Gusson Nemr Altarchah



متجر الورد

في المكان المناسب

تعمل تلك الفراشة

Mohamed Ibrahim

أرض قاحلة

على منجل الجد

تنبت حبات الصدأ

فراشة دمشقية

...

زخة مطر

من أصيص الوركيد

عطر الليل

فتيحة فهيم

...

في حضن الصبح

آخر أنفاس الليل

شهقة الياسمين

Nada Nada



#حسني_التهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهدية الهايكو
- الهايكو الألماني
- هايكو الجبل
- أقدامي التي جفت أوراقها
- وطأة
- النيل
- الزورق
- هكذا كان ..... أو كأبدع .....
- خمس دقائق فقط
- الحرف العربي
- آخر الأعمام
- خطى
- تساؤل
- ليلة غير عادية
- وجه أبي
- عيد
- الألوان الأولى


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسني التهامي - الموسمية (الكيغو) بين الكلاسيكية ودعاوى التجديد