أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - رسالة إلى أميمة














المزيد.....

رسالة إلى أميمة


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 6340 - 2019 / 9 / 3 - 20:42
المحور: الادب والفن
    


يا أميمة، كلما مرت طفلة أمامي أراك، لا تكبرين أبدا، أحمل الأشياء البسيطة إليك، ألملم ابتسامتك الطفلة البريئة، وأضعها في أقصى مكان من روحي، كنت أعلم أنني سأحتاجها يوما... كنت أعلم يا أميمة، وأردد بيت الشعر العربي بتصرف أليم:
(لا تكليني لهمٍ يا أميمة ناصبُ....)
كيف انتهى ببساطة ما بيننا إلى ذلك البعد البغيض، كيف صرنا مجرد أرقام بعضها مرصودة ومرصوصة إلى بعضها البعض؟! ناءت بنا مسافات، غيرت الدنيا فينا وغيرتنا، حتى صرتُ في أحب اللحظات إلى قلبي أكثر قلقا، فماذا لو جئتك، وأعترف لك أني أحبُ؟ وأن الحب يحدث بلا ترتيب، وأنه صياد للقلوب المكلومة، والأرواح الحائرة، ماذا لو قلت لك أن لي حبيبة اجتهدت في البحث عنها لسنوات؟
صدقيني، حين نقع في الحب، تختلط الأشياء، لا نفكر في أي ماض، إذ تتنازعنا الرغبات في الحياة بكل الصور، مرة صورة الحبيب، ومرة صورة الرجل، ومرة صورة الذي ارتاح، ومرات ومرات صورة من يلقى العوض. لا نملك خيارا حين يضربنا الحب، وحين نتأكد أنه حبنا الناضج العفي، حتى لو كانت كل ملابساته صعبة ومرهقة متى نظرها الناس. صدقيني لا يهم، الناس لن يرضوا، وأنت حين تحبين لن يدرك الناس أهمية ذاك الحب في عمر كعمر أبيك، سيتحسس الناس الخبايا والخفايا ليقولوا كيف لمثلي أن يقع في الحب؟! لا تهتمي، وأحبي، عيشي لحظات حبك بانفتاح تام على السعادة، وإياك أن تخافي، استكيني في حبك ومع من أحبك، لأجلك، فأنت وقتها تستحقين.
يا حبيبة أبيها، سيمر كثيرون على قلبك، يباركون اسمك، يخذلون حلمك حينا، وآخرون سيحفزون روحك، لكنهم أبدا لن يكونوا ما حلمتِ، هؤلاء فراقهم حتمي، ومفيد للأطراف كلها، ودافع للقلب كي يعرف عما وعمن يريد أكثر. التجارب لا تسحقنا يا ابنتي، التجارب تنقينا من شوائب الحياة والعمر، منا من يدخل التجارب ويمر عمره دون انتباه إلى الحب الحقيقي والناضج، وهكذا صار كمثل الحمار يحمل أسفارًا، ربما تنبهرين في تجربة ما مرت، حتى وإن طالت، صدقيني، ليست إلا في حقيقتها رفرفة للروح وصرخة عوز واحتياج. الروح يا عمر أبيك لا يحتمل إلا حبًا واحدا ناضجًا، ولا يتفق على عمر خاص محدد متى نلقاه، ووحدهم المحظوظين، هم من عرفوه.
أميمة الحبيبة،
ربما يجعلنا القدر تجربة البعض الاستثنائية، وربما يكون البعض لنا محطات نحو استثناء الحب الناضج حين يدخل إلى قلوبنا بلا توقيت أو توقيف للمساءلة عن الأسباب والأحداث، دعي الأشياء على طبيعتها، ولا تخافي، الخوف قاتل نذل وبغيض للحب وللقلوب، لا ترهقي روحك بالأسئلة عن ما كان وما سيؤول له كل شيء متى عرفت ذاك الجبل، جبل الحب، فقط احمليه على روحك وقلبك، وامضي معه حيث يكون وإلى أين ينتهي بك، وإياك أن تسمحي لروحك أن تنهزم أمام سفاسف التجارب الماضية مهما كان، حتى ولو كان بعضها مثلك بالنسبة إلي.
علمي أولادك أن الحب ليس عار، وأن القلب ليس نقطة ضعف الإنسان، إنما منه تكون الحياة، وبراحته تستقيم الدنيا وما فيها من اعوجاج.
أميمة؛
أنا أحب. نعم أحب كما لم أعرف المحبة من قبل، فالأب الأهوج المجنون الذي عرفتيه، صار الآن أرصن، صار أكثر استعدادا للحياة، لكن الحياة بحب لا باندفاع وطيش.
أنت يا حبيبة أبيك، ستكبرين، وسيفاجأك كما فاجأني، أرجوك امنحي له كيانك ولا تخافي، فحين نحب يتبدد كل الخوف.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى إيمان.
- جارة الولي
- أحبك... أنت طالق (لماذا يا لمياء وياسر؟! لكني أتفهم جيدًا)
- أنت نائمة؟
- الرجل المحظوظ الملعون
- من يحملُ الآن عني؟
- عضو ذكري جديد
- رسائل المشترى
- رسائل المشترى: الرسالة الثانية
- رسائل المشترى: الرسالة الأولى
- حبيبتي ذات التجارب
- كيف خلق الله الملائكة؟
- ست ساعات في الجنة
- هات قلبك
- أنتِ
- فاطمة
- عصفورة سابايا
- موجة
- الحمار المحظوظ
- لو كنتِ هنا


المزيد.....




- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - رسالة إلى أميمة