|
جبهة البوليساريو وهيئة الامم المتحدة -- Le Polisario et lON
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 20:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جبهة البوليساريو وهيئة الأمم المتحدة – Le Polisario et l’ONU بعد ان نجحت جبهة البوليساريو في اكتساب عضوية منظمة الوحدة الافريقية ، وبعد ان شاركت في تحرير القانون الأساسي للاتحاد الافريقي ، حيث الجمهورية الصحراوية عضو به ، هل ستنجح الجمهورية الصحراوية هذه المرة في الظفر بعضوية الأمم المتحدة ؟ ان مبعث هذا التساؤل المشروع ، هو الحضور الوازن للجمهورية الصحراوية ، لقاءات حصلت بين الاتحاد الافريقي ، وبين الاتحاد الأوربي ، الذي بعد اعترافه بجبهة البوليساريو ، كممثل شرعي وحيد للشعب الصحراوي، تمشياً مع القرار 34-37 الصادر في سنة 1979 ، من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وحيث توجد مكاتب للجبهة بجميع عواصم الاتحاد الأوربي ، وبالولايات المتحدة الامريكية ، والصين ، وروسيا ، وباليابان التي حضرت البوليساريو كجمهورية ، وليس كجبهة ، اشغال مؤتمر ( النيكاد ) بين الاتحاد الافريقي وبين اليابان ، هل أصبحت الطريق معبدة للجمهورية للظفر بعضوية الأمم المتحدة ؟ يعتبر نزاع الصحراء الغربية ، من اقدم النزاعات التي تحظى باهتمام مجلس الامن ، واهتمام الأمم المتحدة . ورغم مرور خمسة وأربعين سنة على هذا النزاع ، فهولا يزال يراوح مكانه الأول ، دون تحقيق نتائج إيجابية في فضه . لقد مر النزاع بأشواط ، وبمنعرجات خطيرة ، كان ابرزها الحرب التي دامت ستة عشر سنة . ومنذ قرار وقف اطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع في سنة 1991 ، وتحت اشراف مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، فقد فشلت الآليات المنبثقة عنه في تنظيم الاستفتاء ( المينورسو ) ، بسبب تقلبات مواقف اطراف النزاع ، وبسبب توظيف الدول الكبرى للصراع ، بما يلجم مرة النظام المغربي ، ومرة النظام الجزائري . لقد كان مجاس الامن منذ بدأ الحرب في سنة 1975 ، يعقد دورة واحدة في كل سنة ، لبحث ولتدارس اصل الصراع ، لكن دون ان تكون القرارات الصادرة عنه ملزمة ، كما ينص على ذلك الفصل السابع من الميثاق الاممي ، ومع مجيء الإدارة الامريكية الجديدة ، خاصة إدارة ترامب ، جونبولتون ، وبومبيو ، وللضغط على طرفي النزاع للانكباب الجدي ، وبدون شروط مسبقة ، لإيجاد حل ضمن المشروعية الدولية المجسدة في كل قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ضغطت الولايات المتحدة الامريكية باختزال انعقاد دورات مجلس الامن ، من مرة في السنة ، الى مرتين في السنة ، حيث اصبح مجلس الامن يعقد دورة في شهر ابريل ، ودورة في شهر أكتوبر ، وبطبيعة الحال فما يبعدنا عن الدورة القادمة هو شهر ونصف . مجلس الامن ومن خلاله الولايات المتحدة الامريكية ، كان قد دعا اطراف النزاع النظام المغربي ، وجبهة البوليساريو ، في دورة ابريل المنصرم ، الى الانخراط الجدي في حل النزاع ، بدون شروط مسبقة . المستهدف من هذا التحذير هو النظام المغربي اكثر منه جبهة البوليساريو . والسؤال هنا . عندما سيحل شهر أكتوبر المقبل ، حيث سيعقد مجلس الامن دورته العادية بخصوص نزاع الصحراء الغربية ، ما هو المآل المنتظر للأوضاع ، واطراف النزاع لم تصل بعد الى إيجاد حل لنزاع من اقدم النزاعات في القارة الافريقية ، وفي العالم طبقا للمشروعية الدولية ؟ هل سيخرج مجلس الامن ، وبضغط من واشنطن ، عن بروتوكوله العادي ، المجسد في اصدرا قرارات تعجيزية ، طالما ان تطبيقها يتوقف على تحقيق شرطين واقفين هما ، الشرط الأول ، وهو قبول اطراف النزاع لأي حل ، والشرط الثاني ، هو موافقة اطراف النزاع على الحل ، بحيث إذا تعدر شرط من الشرطين ، فان أي حل يبقى معلقا على ضرورة تحقيق الشرطين المنصوص عليهما في قرارات مجلس الامن ،، وهنا هل سيعمد مجلس الامن الى اتخاذ قراره المقبل ، بما يربط القرار بالفصل السابع من الميثاق ؟ أي ان يفرض حلا بالقوة . ان انتظار قرار من هذا الحجم والقوة ، وإنْ كان منتظرا ، الاّ انه يخضع لموافقة كل أعضاء مجلس الامن المتمتعين بحق الفيتو ، والسؤال هنا . هل فرنسا التي لها مصالح اقتصادية ، ومالية ، وثقافية في المغرب ، ستسمح بتمرير قرار انْ حصل ، سيسبب في هزة للنظام المغربي ، وسيفتح المغرب على جميع السيناريوهات التي كلها تجمع على اسقاط النظام المغربي ، وتفكك وحدة الأرض ، ووحدة الشعب ، ليس فقط في الصحراء ، بل في الريف ، وبالأطلس المتوسط ، والاطلس الكبير ، وبقية كل المغرب ؟ وانّ توقع استعمال فرنسا لحق الفيتو ، لا يعني انها توافق على مغربية الصحراء ، بل ان الدولة الفرنسية لا تعترف بمغربية الصحراء ، وهي كعضو بالأمم المتحدة ، تصوت دائما لصالح قرارات الجمعية العامة ، بناء على توصيات اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، كما انها كعضو بمجلس الامن ، فهي تصوت دائما على جميع قراراته التي تنصص على الاستفتاء وتقرير المصير . لكن الى متى ستبقى فرنسا تناقض ممارساتها ، وتصرفاتها ، القرارات التي صوتت عليها بمجلس الامن ، وبالجمعية العامة للأمم المتحدة ؟ هل فرنسا ستستمر في مواقفها هذه ، تجرف ضد التيار العالمي الذي يركز على الاستفتاء وتقرير المصير ؟ الدورة القادمة في شهر أكتوبر لمجلس الامن ، ستعرف مفاجئات سوف لن تسر النظام المغربي ، الذي اضحى معزولا دوليا في قضية الصحراء ، وفي قضية حقوق الانسان . وإذا كانت الدورة المقبلة مصيرية ، فالقرار القادم قد يوسع من صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان ، وستوافق فرنسا على هذا القرار لاعتراض قرار قد يصدر تحت البند السابع ، لكن المعطيات المتوفرة ، انّ دورة أكتوبر القادم لمجلس الامن ، ستكون الدورة ما قبل الأخيرة لدورة ابريل 2020 ، التي ستعرف تصلبا للمواقف ، خاصة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ،وبقية دول حق الفيتو ، لكن دورة أكتوبر من نفس السنة ( 2020 ) ستكون كارثية على أطروحة مغربية الصحراء ، وستكون اكثر من كارثية على مستقبل النظام المغربي ، خاصة وان دوره الذي كان يلعبه في الساحة الدولية ، قد انتهى بنهاية الحرب الباردة . فهل سيستمر مجلس الامن في عقد نفس الدورات ، والخروج بنفس القرارات ؟ في دورة أكتوبر 2020 ، يجب انتظار قرار خطير لمجلس الامن ، وفرنسا لا ولن تعارضه ، لأنها سوف لا تقبل ان تكون سياساتها متناقضة مع قراراتها ، ومن ثم تصبح عضوا نشازا ضد مجلس الامن وضد المجتمع الدولي . القرار الخطير الذي سيتخذه مجلس الامن ، هو اعلان فشله في حل نزاع عمّر لأكثر من أربعة وأربعين سنة ، وعرف مواقف متناقضة للنظام المغربي ، انتهت باعترافه في سنة 2016 بالجمهورية الصحراوية ، عندما اعترف بالقانون الأساسي للاتحاد الافريقي . عندما سيعلن مجلس الامن فشله ، ولتبرير الفشل ، أكيد سيحيل ملف نزاع الصحراء الغربية ، على الجمعية العامة للأمم المتحدة ، كجهاز برلماني للشعوب من خلال الدول الأعضاء . وبما ان النزاع لا يزال يراوح مكانه حول الاستفتاء وتقرير المصير ، فان اعتراف النظام المغربي بالجمهورية الصحراوية ، سيجعل الأمم المتحدة تتجاوز في معالجتها للنزاع حل الاستفتاء ، وتنتقل من ثم مباشرة الى طرح التصويت على الجمهورية الصحراوية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة . وما سيشجع الأمانة العامة للجمعية العامة ، هو اعتراف النظام المغربي بالجمهورية الصحراوية ، ومن ثم لا يمكن حرمان الجمعية العامة من ممارسة ، ما قام به النظام المغربي نفسه ، وعن طيب خاطر .. وإذا كانت كل القرارات التي اتخذتها الجمعية العامة ، منذ القرار 1514 الصادر في سنة 1960 ، والقرار 34/37 الصادر في سنة 1979 ، تنص على الاستفتاء وتقرير المصير ، تماشيا مع توصيات اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة ، ففي هذه المرة ، أكيد ستصوت الجمعية العامة على الاعتراف او عدم الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، دون إعطاء أي أهمية لحل الاستفتاء ، وتقرير المصير المتجاوزين .. وأكيد ان كل الدول العضو بالأمم المتحدة ، ومنها كل دول مجلس الامن التي تتمتع بحق الفيتو ، ستصوت لصالح الاعتراف بالجمهورية الصحراوية . وبعد الاعتراف بالجمهورية ، ستقوم الجمعية العامة كجهاز تشريعي للشعوب من خلال الدول الأعضاء ، بإرجاع الملف الى مجلس الامن من جديد كسلطة تنفيذية ، وإذْ ذاك سيكون للمجلس كامل الصلاحية في معالجة النزاع ، طبقا لما ينص عليه الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة .. ان حضور الجمهورية الصحراوية لمؤتمر ( النيكاد ) باليابان ، بين هذه ، وبين دول الاتحاد الافريقي ، هو رسالة قوية لمن لا يهمه امر الصحراء ، من ان الصراع الحالي ، ومسار الموجة ، يتجه مسرعا الى قرار الجمعية العامة ، الذي سيكون حاسما في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية كعضو بالأمم المتحدة ... ان أصدقاء الجمهورية الصحراوية ، والاتحاد الافريقي ، يتجهون الى هذا الحسم الذي سيحظى بموافقة الأمم المتحدة ، ومجلس الامن .. وما نهاية 2020 ببعيدة ...
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيلم بين اسرائيل وحزب الله -- n film entre Israël et le part
...
-
اللواء جميل السيد -- Le général Jamile Assaid
-
ألاعيب الرباط -- Les magouilles de Rabat
-
ألاعيب طوكيو -- Les magouilles de Tokyo
-
دعوى التخلي عن الجنسية المغربية ، وخلع عقد البيعة من العنق
-
تحليل بسيط لخطاب الملك -- ne petite analyse du discours du R
...
-
الدكتاتور -- Le dictateur
-
القرصنة -- La piraterie
-
جيل السبعينات
-
الاعتقال السياسي
-
الشعب المُفترى عليه
-
إبراهيم غالي يهدد بالحرب ويعتبرها محطة اجبارية
-
لا ثورة بدون ازمة ثورية
-
مقتل قايد تابع لوزارة الداخلية
-
الشعب المغربي -- le peuple Marocain
-
حيّا على الثورة ، وحيّا على الثوار
-
Est ce la ( gauche) va gouverner هل سيحكم ( اليسار ) ؟
-
قرار تاريخي لملك المغرب ( منع رجال الدين من السياسة )
-
حزب من اجل الجمهورية المغربية
-
العلمانية والديمقراطية ( 3 ) La laïcité et la démocratie
المزيد.....
-
أمريكا.. خروج أول احتجاجات جماعية ضد سياسات ترامب وإيلون ماس
...
-
نتنياهو يقول ما من خطأ في مقترح ترامب بتهجير سكان غزة، وغوتي
...
-
ترامب يهزّ عرين أعدائه في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
...
-
بقرار من سلطات بنما السفن الأمريكية تتوقف عن دفع رسوم المرور
...
-
نتنياهو: ترامب هو أعظم صديق على الإطلاق وجدته إسرائيل في الب
...
-
وزير الدفاع الأمريكي يحدد أولويات بلاده
-
الصين ترفض الرسوم الجمركية الأمريكية وتدعو للحوار مع الولايا
...
-
عائلات المفقودين في سجون الأسد: انتظار لا ينتهي ومصير يلفه ا
...
-
الاحتلال يواصل حصار مخيم الفارعة وطمون ويفجر منزل شهيد في جن
...
-
تضارب بين البيت الأبيض وترامب حول مدة إعادة توطين سكان غزة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|