أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - ظواهر فيسبوكية














المزيد.....

ظواهر فيسبوكية


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 15:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت بديلا بغير منازع للوسائل الإعلامية التقليدية، وأصبحت تفرض نفسها بكل ثقل على مجريات الأحداث اليومية، وتشكل تحديا حقيقيا في التأثير والتقويض لمفاهيم القيم والطقوس المتداولة، ولا يمكن أن يختلف اثنان عن دور هذه الوسائط المختلفة في النشر والتوزيع على أوسع نطاق لمعلومات وأفكار في سرعة قياسية وبدون الخضوع للرقابة التقليدية ، كما كان يقع للوسائل الإعلامية الورقية حينما يكون خطها التحريري غير منسجم مع مواقف النظام السياسي للبلد،واضطرارها السلطة السياسية الى مصادرة المنشورات وسحبها من السوق،قد يصل أحيانا الى ممارسة نوع من الشطط في استعمال السلطة، عبر مصادرة حق التعبير والنشر الذي يدخل ضمن قانون الصحافة الإعلام. وقد نتج عن انتشار هذه الوسائط وخاصة الفيسبوك الى ظهور عينة جديدة من ناشري الأفكار والترويج لتوجهات وآراء من مختلف الأطياف المعرفية قد تكون ذات طابع ديني عقائدي او سياسي او ثقافي أو بيئي أو حتى تجاري، وقد يتجاسر البعض من هؤلاء الى استعمال تقنية الفيديو أو يسمى ( اللايف) للتأثير في أكبر شريحة المراد استهدافها، يتم فيها إفراغ مختلف التعبيرات مهما كانت متشبعة بالصبيانية والتطفل والتطاول على حرمة مجالات معرفية وسياسية واقتصادية تحتاج الى رصيد معرفي للمقاربة الصحيحة، بعيدا عن كوبي كولي للأفكار المتداولة والشحن حسب التوجهات لأشخاص بعينهم الذين يستغلون جموح الناس في ظروف معينة قصد بناء ما يمكن أن يشكل قاعدة لدى العامة أو( رأي عام) في أذهان العديد من أفراد المجتمع، خاصة وأن تقنية اللايف يلتجيء إليها كوسيلة للتعبير أشخاصا لا يمتلكون إلا قسطا ضعيفا من التعليم،وغير قادرين على التعبير عن آرائهم بواسطة الكتابة، الشيء الذي وجد الكثير من هؤلاء ضالتهم في التوجه بهذه الوسيلة التعبيرية للتعبير عن الرأي وتأليب الضمائر وقلب الأوراق، أو حتى خلق التشويش لدى الخصوم الذين يضعهم بعض المهرطقين ضمن أولويات استراتيجياتهم التي تأتي على الأخضر واليابس.
وبالنظر الى الإمكانيات الهائلة التي برهنت عليها هذه الوسائل في التعبير والتأثير، فإن أصحابها قد اهتدوا الى ممارسة أقصى أشكال الشعبوية، عبر الإختفاء وراء أسماء مستعارة أو اسعمال هوية مزورة أو انتحال صفات شخصيات أخرى أو حتى اعتبارية، لتصريف مواقف سياسية غالبا ، الشيء الذي يجعل البعض يخوض في مواضيع بأسلوب جذري يجعل الخصم في موقف ضعيف، ويحاول أن يسفه جميع الآراء المتداولة عبر التشويه حينا والتلفيق حينا آخر، عبر استعمال الإشاعة كتقنية قابلة للإنتشار في سرعة البرق في عض الظروف الإجتماعية، والتي تتداعى لها العقول الفارغة بكل طواعية، وتستقبلها بكل مرونة خاصة إذا علمنا بأن الأوساط الإجتماعية التي تستقبل الإشاعة وتتقبلها هي أواسط عديمة الوعي ولا تتوفر على مستوى ثقافي يعطي لها الحق في الإختيار والنقد والفرز بين الأفكار المتداولة، وبالتالي يؤدي الشحن وإفراغ مضامين الإشاعة في هذه العقول تشكل تحديا مصيريا من أجل الزيادة من حجم قاعدة ثقافة التفاهة وتزيد من حجم التافهين حسب تعبير المفكر الكندي آلان دونت، وتقوي من سلطتهم في المجتمع وبالتالي تقوض كل ما هو جدي وتكنس كل ما يحمل بشائر التنوير والحداثة والتقدم.
حينما نشاهد يوميا وبشكل مشمئز ظهور بعض الوجوه المقصدرة والتي لا تبدي أي خجل لاحترام الرأي الآخر، وكيف تستعمل الفايسبوك ليس لغرض المساهمة في التنوير ونشر المعارف ومناقشة الأفكار للتخفيف من أوضاع اليأس والبحث عن المخارج للأزمات المطروحة ،بل فقط من أجل بعثرة الأوراق والتسفيه ونشر المغالطات وصب الزيت على النارتصل العنجهية والوقاحة بالبعض الى التخوين وإثارة الشكوك والنبش في عرض الناس ونشر الغسيل، فإننا ندرك حجم هذا الضياع الكبير الذي أصبحنا نعيش فيه اليوم، بعدما أصبح من الصعوبة بمكان الفرز بين الغث من السمين،اليسار من اليمين، الكاذب من الصادق، العاقل من المجنون، الصحيح من الخاطيء، المريض من المعافى ... ويكف تتجاسر هذه الوجوه الكالحة في نشر المغالطات بكل ما أوتيت من اعتصار العبارات واختيار الحشو من الكلمات، لتصوبها كصواريخ في اتجاه الخصوم، لغرض تصفية حسابات معينة، قد يكون بعضها يعود لسنوات، لم يتسن لمثل هذا الكائنات المريضة من بث سمومها وممارسة الإنتقام إلا بهذه الطريقة المشحونة بالحقد والكراهية وغياب المروءة وانهيار قيم الإنسان، بدل مناقشة الأفكار وتبادل الآراء بكل تجرد وموضوعية، بعيدا عن ثقافة التجييش والتأليب للضمائر،وقد شكلت هذه الطريقة الصبيانية والتي لا تخلو من مراهقة في طرح الأفكار الى نصب أفخاخ لبعض رواد الفيسبوك المتهورين الذين ركبوا الموجة حتى وجدوا أنفسهم وسط أقواس المحكمة محاطين بسلسلة اتهامية، وهو ما أعاد السؤال الى المربع الأول بالنسبة للكثيرين وشكل مناسبة لإعادة النظر في بعض الآراء والمعتقدات التي كانت تبدو لهم مسلمات ويقينيات لا يمكن تجاوزها أو الكلام حولها، والتي كانت محط تعصب وتطرف واضحين، وطرح السؤال حول حدود ممارسة الحرية وسلطة الإعلام في انتقاد الغير



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انكسارات زمن التردي
- عصيان الكلمات
- شذرات من ليلة مرعبة
- الهجرة من الريف المغربي بين الجيل الأول والجيل الحالي
- على صهوة الريح
- هل المشكل في النموذج التنموي أم في العنصر البشري؟
- قهوة الصباح
- أضواء حول الأعراس بالريف الأوسط
- في الحاجة الى مقاربة جديدة لتدبير الشأن المحلي .
- أوراق مبعثرة
- حينما تزهر الكلمات !
- الآفاق القاتمة بين انحسار القيم والأزمة الإقتصادية !
- طلاسم زمن خادع
- جاذبية مدينة فاس
- الأمل المتردد
- معارض الكتاب بين الإنصاف والحيف
- صمت بدون نهاية
- الفعل الثقافي وإنتاج الإبتذال
- قف هنا مناضلو السرعة القصوى
- عبق شاطيء السواني


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - ظواهر فيسبوكية