جدلية الصراع الامريكي – الايراني

احمد الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6338 - 2019 / 9 / 1 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

جدلية الصراع الامريكي – الايراني
من المعروف لدى الباحثين والمهتمين بالشأن السياسي ومراحل تطور العلاقات الدولية , ما للصراع الامريكي – الايراني من تأثير واضح على العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين وانعكاس ذلك على المسرح السياسي الاقليمي والدولي , لاسيما منطقة الشرق الاوسط .
ان جدلية الصراع كانت قد تغيرت مع مرور الزمن وتحولت الحرب من حرب سياسية اعلامية الى حرب اقتصادية واقعية ولا يخفى على المتتبع لسير العلاقات بين الطرفين ومعالم تقلباتها الواضحة ان طبيعة ذلك الصراع اخذت ابعاد تاريخية وسياسية واقتصادية واستراتيجية , وسوف نوجز ابرز معالم الجانب التاريخي والسياسي .
**الجانب التاريخي
1- انتهاء حكم الشاه في ايرانعام 1979والذ يعَد الحليف الاول للولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط.
2- نجاح الثورة الايرانية وتسلم التيارالاسلامي لزمام السلطة واعلانه قيام الجمهورية الاسلامية في 1979 .
3- اعلان القيادة الايرانية الجديدةعن تصفية الوجود الامريكي في ايران والمنطقة لاسيما ما يخص المصالح الامريكية .
4- الغاء الاتفاقية المبرمة بين الحكومة الايرانية والولايات المتحدة الامريكية لاسيما مايخص البرنامج النووي .
هذه الاحداث وغيرها كانت من اهم النقاط التي دعت الى بدء الخلافات بين الطرفين
**الجانب السياسي
1- اعلان القيادة الايرانية عن تبني مشروع تصديرالثورة الى المناطق المجاورة .
2- اثر الاجتياح السوفيتي لأفغانستان عام 1979على العلاقات الامريكية – الايرانية.
3- سياسة الاحتواء الامريكية لتحجيم القدرات العسكرية الايرانية خشية وقوع ايران تحت النفوذ السوفيتي .
4- اعادة رسم الخارطة السياسية الايرانية بالاعتماد على الجهود الاقليمية والدولية.
لقد عزز الجانب السياسي من سوء العلاقات الامريكية – الايرانية وقد كان العام 1979 بمثابة نقطة فاصلة في مسيرة الاحداث السياسية على المسرح السياسي العالمي لما حمله من تطورات بارزة كانت قد تسببت في احداث صراعات وحروب على مستوى منطقة الشرق الاوسط ,في اقل تقدير, وقد استمرت جدلية الصراع بين الطرفين على الرغم من تفاوت مستويات ذلك الصراع حسب ما تقتضيه مصالح الطرفين .
اما فيما يخص الجانب الاقتصادي , فقد سعت الادارات الامريكية المتعاقبة لاسيما منذ عهد الرئيس بوش الابن وصولا الى ادارة الرئيس اوباما لوضع العراقيل بوجه التطور والنمو الاقتصادي الايراني من اجل تحييد ايران عن تطويرها للبرنامج النووي , والذي استخدمته ايران كورقة ضغط في المناورة السياسية كونها تمتلك العديد من مفاتيح الصراع في المنطقة .
وبعد جهود سياسية حثيثة من قبل العديد من الدول الاوربية والاسيوية توصل الطرفان الى عقد الاتفاقية النووية عام 2015 والتي دخلت حيز التنفيذ في العام 2016 , الا ان ادارة الرئيس ترامب كانت قد تخلت عن التزاماتها تجاه الاتفاقية وعدت تلك الاتفاقية غير مجدية لانها وحسب وجهة نظر الاخير , لم تمنع ايران من تطوير برنامجها النووي, لذلك بدأت المرحلة الجديدة من العقوبات الاقتصادية الامريكية المفروضة على ايران .
*المرحلة الأولى من العقوبات دخلت حيز التنفيذ ،يوم الثلاثاء الموافق 2018/8/7،والتي تشتمل على :
1ـحظرتبادل الدولار مع الحكومة الإيرانية.
2ـحظرتوريد أوشراء قائمة من المعادن .
3ـحظر استيراد أوتصدير التكنولوجيا .
**المرحلة الثانية من العقوبات: وطبقت في نوفمبر عام 2018, واشتملت على :
1-فرض عقوبات ضد الشركات ،التي تدير الموانئ الإيرانية ،إلى جانب الشركات العاملة في الشحن البحر وصناعة السفن.
2- فرض عقوبات شاملة على قطاع الطاقة الإيراني ،وخاصة قطاع النفط.
3-فرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني وتعاملاته المالية

**البعد الاستراتيجي
1- سعي الولايات المتحدة الى ربط ايران بالاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه عام 2015 ودخل حيز التنفيذ في عام 2016.
2-تبذل الولايات المتحدة جهودا لتشكيل تحالف امني من اهدافه المعلنة مواجهة خطر ايران، في ما يطلق عليه ((تحالف الشرق الاوسط الاستراتيجي)).
3-اتسمت مواقف الرئيس الامريكي ترامب تجاه ايران بالجدية واكتسبت مصداقية مع مشروعه في تحويلها الى ىسياسات واقعية بداية من الانسحاب من الاتفاق النووي
4- التأثيرعلى شرعية النظام الايراني مع الصعوبات الاقتصادية التي صاحبت الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي انفجرت الاحتجاجات الفئوية في ايران.
5- الاستعانة بالحلفاء الاستراتيجيون للضغط على ايران من اجل تعديل سلوك النظام الايراني .
ومن خلال نظرة عامة لابرز جوانب الصراع المحتد مبين الطرفين نتوقع باننا سوف نشهد استراتيجية امريكية جديدة تجاه ايران وذلك حسب تصريحات وزير الخارجية الامريكي (مايك بومبيو) بقوله ((لن يكون لايران مطلقا اليد الطولى للسيطرة على الشرق الاوسط )) الا ان ذلك قد ينعكس ذلك سلبا على بؤر الصراع في المنطقة والذي منشانه توريطها في سباق تسلح جديد جراء زيادة مستوى التوتر العسكري والامني لاسيما في مياه الخليج وبحر العرب .

#احمد_الحبيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات