أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الجبارة - السياسة الأمريكية من القوة الصلبة الى الذكية














المزيد.....

السياسة الأمريكية من القوة الصلبة الى الذكية


زياد الجبارة

الحوار المتمدن-العدد: 6337 - 2019 / 8 / 31 - 03:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن مفهوم القوة هو محط إهتمام العلوم السياسية عبر التاريخ وهو أحد المفاهيم الأساسية في العلاقات الدولية منذ القدم , وتعرف القوة بإنها وسيلة التأثير المادي في الآخرين , وتعرف أيضاً بإنها القدرة على تحقيق الأهداف والنتائج المرجوة , وعرفها عالم السياسة الامريكي روبرت دال Robert dahl ) ) بإنها (القدرة على جعل الآخرين يفعلون ما لم ينووا القيام به ), وعرفتها كلية الحرب الامريكية بأنها( القدرة التي يمكن أن تستخدمها الدولة لتحقيق أهدافها القومية في الصراع الدولي) , إذاً فالقوة هي الطاقة والقدرة العامة للدولة لكي تسيطر وتتحكم في تصرفات الآخرين .
وتصنف القوة إلى ثلاثة أنواع هي القوه الصلبة والقوة الناعمة والقوة الذكية , فالقوه الصلبة هي عبارة عن إستخدام القوه العسكرية إستخداماً فعلياً أو بالتهديد وكذلك القوة الاقتصادية لتحقيق سياسة وأهداف الدولة وذلك من خلال فرض عقوبات اقتصادية على دولة معينة أو تقديم مساعدات او الحرمان من المساعدات من أجل إذعانها لسياسة الدولة التي إستخدمت تلك الادوات وظهر مصطلح القوه الناعمة على يد المفكر الاستراتيجي الأمريكي (جوزيف ناي) عام 1990 الذي عرفها ( إنها القدرة على الجذب ليس عن طريق الإرغام والقهر والتهديد العسكري والضغط الاقتصادي بل عن طريق الجاذبية وجعل الآخرين يريدون ما تريد ) والقوة الناعمة في نظر جوزيف ناي بنفس مستوى وأهمية القوه الصلبة كل منهما يدعَم الآخر ولا يمكن الاستغناء عن أي منهما وأدوات القوة الناعمة هي الدبلوماسية والعلاقات الثقافية والأدوات التكنولوجية والإعلامية مثل وسائل التواصل الاجتماعي وقد أكد (جوزيف ناي) أنه يجب أن تعمل القوه الناعمة بتمازج وتداخل تام مع القوة الصلبة فالحاجة ماسه إلى سيف القوه الصلبة لأجل تحقيق السيطرة والسطوة العسكرية في حين تعمل القوة الناعمة على الاستمالة والجذب والإقناع وتلك هي القوة الذكية smart power) ) التي تمزج بين القوتين , ويعد مصطلح القوة الذكية من المصطلحات الحديثة والذي يعود أيضاً الى جوزيف ناي الذي إنطلق من توظيف ثنائية الصلب والناعم المستعملة في أجهزة الحواسيب في سبيل الترويج لمشروعه السياسي العسكري والاستراتيجي الذي يقوم بنقل الحرب من الميدان الصلب فقط إلى الميدان الناعم وأدواته التكنولوجية حيث التفوق الأمريكي الغربي , وقد تطور هذا المصطلح بعد أحداث 11 أيلول 2001 وما أعقبها من أحداث عسكرية تحديداً في أفغانستان والعراق مما دعت مراكز البحوث ومؤسسات الفكر الاستراتيجي الأمريكية الى عدم التركيز على القدرات العسكرية الأمريكية وحدها وإنما إشراك أدوات الدبلوماسية والإعلام والأدوات الثقافية والتكنولوجية من أجل تنفيذ أهداف السياسة الخارجية الأمريكية لذا ظهر ما عرف بمصطلح القوة الذكية وما يعنيه من موازنة وموائمة بين القوة الصلبة والناعمة , وشاهدنا كيف إن السياسة الأمريكية قد مارست هذه السياسة وقطفت ثمارها في مسائل عديدة مثل ثورات ما تسمى بالربيع العربي التي أطاحت بأنظمة سياسية فالسياسية الأمريكية بدت في البداية بموقف المتفرج ومن ثم وظفت ماكنتها الإعلامية من أجل تشجيع الثورات وحماية حقوق الشعوب بنيل حريتها وحكم نفسها بنفسها حكماً ديمقراطياً ولوحت بعقوباتها الاقتصادية لتلك الدول في حال عدم إذعانها لحقوق شعوبها في الديمقراطية وحقوق الإنسان, ونجد السياسة الأمريكية بقوتها الذكية نجحت وأثمرت في الملف النووي الكوري الشمالي الذي شكَل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة وحلفائها , وكيف إن واشنطن مارست شتى الأدوات والوسائل الخشنة والناعمة والتي عزلت كوريا الشمالية عن العالم لسنوات إلى أن أذعنت كوريا الشمالية للسياسة الأمريكية وانتهت القطيعة التي دامت لسنوات, والآن نشهد تطبيقات لمزيداً من القوة الذكية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط فالسياسة الأمريكية في تطور هائل وتنتقل من مرحلة إلى أخرى لتواكب كل عصر وكل ملف وهذا ما يثبت نجاحاتها المستمرة فهل تقتفي الدول العربية والإسلامية نهج السياسة الأمريكية في الممارسة والتطبيق .




#زياد_الجبارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير دفاع السعودية يوصل رسالة من الملك سلمان لخامنئي.. وهذا ...
- نقل أربعة أشخاص على الأقل إلى المستشفى عقب إطلاق نار في جامع ...
- لص بريطاني منحوس حاول سرقة ساعة فاخرة
- إغلاق المدارس في المغرب تنديدا بمقتل معلمة على يد طالبها
- بوتين وأمير قطر في موسكو: توافق على دعم سيادة سوريا ووحدة أر ...
- غزة البعيدة عن كندا بآلاف الأميال في قلب مناظرة انتخابية بين ...
- عراقجي يكشف أبرز مضامين رسالة خامنئي لبوتين
- بعد عقدين- روسيا تزيل طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية
- روسيا تطلب مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن -هدنة الطاق ...
- اختتام تدريبات بحرية مصرية روسية في البحر المتوسط (صور)


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الجبارة - السياسة الأمريكية من القوة الصلبة الى الذكية