أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توني جرجس توفيق - القدر














المزيد.....

القدر


توني جرجس توفيق
(Tony Girgis Tawfik)


الحوار المتمدن-العدد: 6336 - 2019 / 8 / 30 - 09:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أيهما الأصحّ..؟! أن أتساءل ما هو القدَر؟! أم مَن هو القدَر؟!

هكذا كتب عن القدَر:

...وكانت أعماله قوية و عظيمة بحقّ... التفَّت حوله الجموع وكانت دائماً تهتف:"مَن يستطيع أن يصنع ما يصنعه القدَر...؟!"

حتى جاء أحدهم، رسمَ صورةً مماثلة للقدر على أحد جدران منزله... وحينما قام الجميع في ذلك الصباح، شاهدوا تلك الصورة. التفّوا حول منزل ذلك الرجل ظناً منهم أن القدَر قد التصق على جدران المنزل... مرّ القدَر بجانبهم، لًم يُعِرهُ أحد الاهتمام... نظر إلى صورته المرسومة فدخل فيها و جعل جسده يلتفّ حول نفسه ليأخذ بالضبط حدود الصورة بكل تفاصيلها. حينها مِن بعيد نظر أحدهما قائلاً: "لقد جعلتُ القدر يسكن ألوان فرشاتي"... عندها نظر إليه القدر نظرةً حانية قائلاً له: علم الرسم لمن يعرف فقط تفاصيل وجهي.

...نعم نستطيع أن نرسم تفاصيل وجهه لأننا نحن من نمتلك الفرشاة،حتى أن القدر يحب الصورة التي نرسمها داخلاً في تفاصيلها... فقط إذا ما احترفنا استخدام تلك الفرشاة، حينها نتعلم كيف تصير لنا إرادة حرة.

ولكن كيف نحترف استخدام تلك الفرشاة؟!

الرغبة يتولَّد عنها هدف (غاية)، يبحث الإنسان في كلّ المَسْكونَة عن تلك الوسيلة التي يمكن أن تحقق هدفه... فيدخل الإنسان بإرادته تحت أقدام آلِيَة "نسيان طبيعته الأولى"... ومِن تلك الآلية يظهر في الأفق قانون عظيم به يستطيع الإنسان أن يمسك الفرشاة.

"إن أعقَد مستوى للتحكم في ذاتك هو أن تترك ذاتك."

إجعل من إرادتك محرِّكاً لك حتى تتمكن من أن تمسك الفرشاة. عندما تعتاد استخدامها، سيصبح رسمك جميلاً. حينها سيشعر بها القدَر. حينها يمكنكما العمل سوياً.

هل الإنسان مُسيَّر أم مخيَّر؟؟!

دعونا نفترض وجود قوَّتان:
1- "Chi" قوّة المادة أو قوة حياة المادة، وهي القوة التي كانت أساساً في صنع كل شيء كما تفترض الفلسفة الطاوية (Neo-Confucian philosophers)...
2- "Li" القوّة الحاكمة... القاعدة... القوة التي تتحكم وتوجِّه ال "Chi" حتى أنها يمكن تسميتها بالقواعد العليا كما افترضَت الفلسفة الطاوية(Neo-Confucian philosophers).

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: "هل Li هي التي تتحكم و توجِّه ال Chi، أم ال Chi هي التي تصنع الشكل النهائي (Pattern) الخاص بال Li؟"

إن الإجابة على ذلك السؤال تكمن في إدراك أن هناك إزاحة زمنية بين ما يحدث في إطار ال Li وإطار ال Chi دون الفصل بينهما...

المعنى؟!...

إنّ ال Chi تتحرك بكل إرادتها دون حتى معرفة أن تحركاتها مرصودة، حتى تصِل إلى نقطة ما بكل إرادتها وباستقلاليّة كاملة، فتكون الشكل النهائي لل "Li"التي تمثل الإرادة الكونية أو القانون الأسمى. ولكنها لا تدرِك شيئاً هاماً وهو أن الشكل الذي توصَّلت إليه في النهاية قد رُسِم حتى قبل وجودها... حتى أن المسالك التي سارت فيها ال Chi عُرِفَت قبل أن تسير فيها ولكن عند اكتمال مسيرتها ظهرت لها دروبها دون أن تعرف أنها كائنة قبل أن تسير فيها، وبالتالي فالعلاقة موجودة ولكن زمن الإدراك الخاص بهما تحت إزاحةٍ ما.

حتى أن تلك الإزاحة الثابتة المعدَّل تمثِّل الأصولية في الوجود، كما أنها أحياناً تربط القوانين العليا بالطاقة الطبيعية ارتباطاً وثيقاً لدرجة أنه يمكن ظهور بعض من الأولى في الثانية... وتصير الثانية امتداداً جزئياً للأولى... كالحب الذي قد يظهر بعد هدية يقدّمها الأول للآخر، ولكن هذا لا يمحي أن كلّ منهما يقطن عالماً مختلفاً عن الآخر وذو طبيعة أيضاً مختلفة تحكمها قواعد أقرب من أن لا تكون قواعد... فدراسة الثابت أو المتغيرات ذات المعدلات الثابتة تجعلنا نقترب من الأصولية في الوجود، أو على الأقل ندرك ما يحكم العلاقة بين Chi و Li، أو لعله من الخطأ أن نقول "إدراك".



#توني_جرجس_توفيق (هاشتاغ)       Tony_Girgis_Tawfik#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة التجسّد
- ظروف في عملية التنبؤ التأملي
- عندما حاورَ الوعي
- حوار مع الوعي


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توني جرجس توفيق - القدر