حسن أحراث
الحوار المتمدن-العدد: 6335 - 2019 / 8 / 29 - 01:25
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
أسوأ حكاية باختصار، هي استشهاد الرفيقين بوبكر ومصطفى. فعندما تعاهدنا على مواصلة الإضراب اللامحدود عن الطعام حتى تحقيق كافة مطالبنا توقعنا فعلا حجم الخسارة التي كانت تتهددنا: استشهاد مناضل، استشهاد مناضلين...، استشهاد الجميع.
لقد كنا ندرك تمام الإدراك دموية النظام القائم، وتمثلا لهذه المخاطر حددنا أربعة محاورين، وهم مصطفى بلهواري وبوبكر الدريدي وحسن أحراث وأحمد البوزياني. إلا أننا لم نكن انتحاريين ولم نكن نتوقع استشهاد بوبكر ومصطفى بالضبط. لقد كانت الأعين متجهة (أعين المجموعة ككل) نحو الرفيق نور الدين جوهاري نظرا لبنيته الهزيلة. ومن بين التعليقات المعبرة بهذا الصدد ما أدلى به محمد اليونسي، أحد أفراد مجموعة مراكش 1984، عند سماعه خبر استشهاد الرفيقين بوبكر ومصطفى: "لو كنت أومن بالأرواح لقلت إنها وراء نجاة جوهاري".
لقد كانت قراءتنا للظرفية السياسية وراء اختيارنا لتاريخ المعركة، يوليوز 1984: وضع ما بعد انتفاضة يناير لنفس السنة، ملف الصحراء الملتهب، أجواء الانتخابات التشريعية في صيف نفس السنة، وضعية الرفاق بالسجن المركزي بالقنيطرة، انخراط/تضامن المعتقلين السياسيين الموجودين حينذاك بأعداد هائلة بسجون النظام في ظل شروط صعبة، حركة العائلات...
كان تفاؤلنا كبيرا في ربح المعركة...، لكن هذه الأخيرة خلفت شهيدين والعديد من الحالات الصحية المستعصية، أما عمرها فقد طال لأزيد من ست سنوات "23 يونيو 1985-16 غشت 1991".
ورغم ذلك، فإطلاق سراحنا قبل الأوان، جوهاري وأنا، ونحن مضربون عن الطعام ودون أي موقف انهزامي أو استسلامي يعد نصرا سياسيا وإدانة لمرحلة برمتها...
عن استشهاد الدريدي وبلهواري خسارة لقضية شعبنا، إلا أنه من زاوية أخرى فخر لهما ولعائلتيهما ولنا وللشعب المغربي قاطبة...
إنها تضحية عالية تطوقنا بمسؤوليات جسيمة، ليس أقلها الوفاء لمبادئهما ولخطهما النضالي الثوري...
(منقول بتصرف عن كتاب حسن أحراث "مجموعة مراكش.. تجربة اعتقال قاسية"
#حسن_أحراث (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟