أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - أهمية الدين في رواية (الطاعون)














المزيد.....

أهمية الدين في رواية (الطاعون)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6333 - 2019 / 8 / 27 - 13:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يطرح البير كامو في روايته "الطاعون" جملة من الاحداث والمفاهيم، من خلال السرد القصصي، بشرح مسهب وايقاع غير ممل، حتى يدع القارئ مشدودا الى تلقي المزيد من الاحداث، بحيث يجعلك تكاد أن لا تغادر منطقة تلك الاحداث لتأخذ قسطا من الراحة، بل تواصل سيرك في شوارع وازقة الرواية، وانت تشاهد المناظر المختلفة من تلك الاحداث، التي رسمتها ريشة مبدع تلك الاحداث الشيقة، رغم ضبابية الاحداث التي تنم عن شؤم وايقاع من الحزن، لكون الرواية تشرح ثمة مرض فتاك راح يحصد ارواح البشر، وبلا رحمة، أنه الطاعون. والاحداث وقعت في وهران بالجزائر سنة 1945كم يشير الكاتب في بداية روايته.
وهنا، لا يهمنا في هذه المحطة أو الفسحة، الا الجانب الديني الذي عالجه الكاتب، حيث ندع تسليط الضوء الى اوقات اخرى، إنْ شاءت الظروف، وتم ذلك لنا.
الاحداث، كما نوهنا، تدور حول مرض الطاعون، وراح هذا المرض يفتك بآلاف الناس، حتى كاد أن يقضي على الجميع، وقد استعملوا كافة القضايا الوقائية للحد من هذا المرض، فلم ينجحوا، حتى أنهم، اخيرا، اتجهوا الى علاج آخر لربما يكون الافضل أو البديل، الا وهو العلاج الروحي أو نستطيع أن نقول الماورائي وهو الدعاء والتضرع الى الله، من خلال تلك الادعية والصلوات، والاستغفار، لعل الله يرفع عنهم هذه المحنة، التي عصفت بهم كما تعصف الريح العاتية بأوراق شجرة صفصاف في موسم الجفاف.
جاء نداء الكنيسة أنه على جميع المؤمنين وغير المؤمنين التوجه الى الكنيسة لسماع توجهات الجهة الدينية بخصوص هذه الكارثة (الطاعون). فخطب القيس خطبة وعظية اشار فيها الى أن هذه عقوبة الهية، لأن الناس ضعف ايمانهم بالله ولم يتمسكوا بالدين، وتفرغوا الى ملذاتهم الخاصة، فنسوا الله خالقهم، وفي نهاية الخطبة العصماء دعا الحاضرين الى العودة الى الايمان والتضرع للخلاص من هذا البلاء.
ومن جملة ما قال القس بانلو: "اذا كان الطاعون يوجه اليكم انظاره اليوم، فما ذلك الا لأن وقت التفكير قد حان، والصالحون لا يخشون ذلك، أما الشريرون فلهم أن يرتعدوا فرقا، فالعالم الآن بمثابة خزانة هائلة للغلال، ولسوف يضرب الطاعون القمح البشري حتى يفصل منه القش عن الحب، وسيكون القش اكثر من الحب، وعدد الذين يدعوهم اليه اكثر من عدد الناجين. إن الله لم يرد هذا شر بالناس، فأن هذا العالم طالما أوضح في الشر معتمدا على رحمة الله". (الطاعون، ص 103).
يريد الكاتب، إن يقول: إن الدين يعتبر ضرورة مهمة للشعوب، وركيزة لا يمكن الاستغناء عنها، لأن الشعوب لا يمكن أن تعيش بدون دين، سواء كان هذا الدين صحيح، خطأ، لا يرتقي مستوى العقل، أو يخالف المنطق والفلسفة، واحيانا يناقض العلم والواقع، فهذا بحث آخر، وبعض الناس قد ينتحر ويفضل الموت على الحياة، لو أنه تيقن أنْ ليس ثمة حياة اخرى بعد الموت، وليس هناك مبدأ الثواب والعقاب. وبغض النظر عن كون البير كامو هل كان مؤمنا أم ملحدا بهذا لا يهم، والنتيجة أن هذه كانت التفاتة رائعة من الكاتب وهو المثقف والفيلسوف الوجودي.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتيمة
- النظرية التي غيرت كل المفاهيم حول نشأة الانسان
- وصية للاغبياء
- درس الطب ليس بمحض رغبته فحقق شهرة عالمية واسعة!
- العبقري الذي احتفظوا بمخه من اجل الدراسات المستقبلية
- الغجر مأساة انسانية خالدة
- بالفلسفة نغير العالم: النزعة العقلية: اكتشاف الهندسة التحليل ...
- بالفلسفة نغيّر العالم: ما هو العقل، وهل ممكن نقده؟
- مقالات في التصوف والعرفان(4)
- مقالات في التصوّف والعرفان(3)
- مقالات في التصوّف والعرفان(2)
- مقالات في التصوّف والعرفان(1)
- خدام الفلسفة:(2) إمام عبد الفتاح إمام
- لا منقذ للإنسان الا الموت
- اساطير وخرافات الطبري المؤرخ(3)
- ابن المقفع وانكار وجود الله
- اساطير وخرافات الطبري المؤرخ(2)
- اساطير وخرافات الطبري المؤرخ(1)
- هل الدين ضرورة للمجتمعات؟
- قرار نهائي


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - أهمية الدين في رواية (الطاعون)