|
الدولة الإسلامية البهيمة و البهيمية و جريمة الاتجار بالبشر أتستفزّها البشرية حتى تغتصبها؟
إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.
(Imen Boukordagha)
الحوار المتمدن-العدد: 6333 - 2019 / 8 / 27 - 09:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في نفس الوقت الذي يتزايد فيه القلق بشأن الشبكات الإرهابية المرتبطة بالجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط، مازال تنظيم "الدولة الإسلامية" يتوق إلى الحفاظ على نفوذه في الأراضي المحتلة بأساليب متنوعة ومن بينها الاتجار بالبشر الذي يمثل تهديدا كبيرا من المنظور الإنساني ومن منظور الأمن الدولي على حد سواء. والاتجار بالبشر جريمة نكراء وانتهاك متعاظم الخطورة لحقوق الإنسان يقوّض سيادة القانون ويمثل انتهاكا صارخا لحق الفرد في تقرير مصيره بنفسه وكثيرا ما يكون ضحايا الاتجار من الأجانب المنبوذين والضعفاء في علاقة تبعية مع المتاجرين بهم. فجماعة "الدولة الإسلامية "الإرهابية ليست ممولة فقط من أموال النفط بل يمثل الإتجاربالجنس أحد مصادر تمويلها القذرة وهذه من الإستنتاجات التي خلُص إليها تقرير مؤسسة Scelles التي تراقب منذ سنوات الظواهر المتعلقة بالاستغلال الجنسي في جميع أنحاء العالم. و الصلات الوثيقة بين الإرهاب و الإتجار بالبشر قد أكّدتها Jayne Huckerby أستاذ ة القانون ومديرة عيادة حقوق الإنسان الدولية في كلية الحقوق بجامعة Duke. وقد كانت في السابق مديرة أبحاث وأستاذة مساعدة للقانون السريري في مركز حقوق الإنسان والعدالة العالمية في كلية الحقوق بجامعة نيويورك حيث أقرت في مقال خطّته تحت عنوان "عندما يتصل الاتجار بالبشر والإرهاب: المخاطر والمعضلات" When Human Trafficking and Terrorism Connect: Dangers and Dilemmas بأنه : " نظر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في العلاقة بين الاتجار والإرهاب والأنشطة الإجرامية عبر الوطنية الأخرى في السنوات الأخيرة، واعتمد بيانا رئاسيا في عام ٢---------------٠---------------١---------------٥--------------- وقرارين بشأن هذا الموضوع - القرار ٢---------------٣---------------٣---------------١--------------- في عام ٢---------------٠---------------١---------------٦--------------- والقرار ٢---------------٣---------------٨---------------٨--------------- في عام ٢---------------٠---------------١---------------٧---------------. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن تقريرا تبحث فيه الروابط بين الاتجار بالبشر والإرهاب. وركز التحليل على الاتجار كوسيلة لجمع الأموال لأغراض إرهابية" The United Nations Security Council has considered the relationship between trafficking and terrorism and other transnational criminal activities in recent years, adopting a presidential statement in 2015 and two resolutions on the topic — resolution 2331 in 2016 and 2388 in 2017. Earlier this month, the Security Council’s Counter-Terrorism Committee Executive -----dir-----ectorate (CTED) released a report exploring the linkages between human trafficking and terrorism. The analysis focused on trafficking as a means to raise funds for terrorist purposes وشملت أساليب تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي الاتجار بالجنس والرق. والاتجار بالجنس هو" تجنيد أو إيواء أو نقل أو توفير أو الحصول على شخص أو رعايته لأغراض عمل جنسي تجاري، حيث يكون الفعل الجنسي التجاري مستحثا بالقوة أو الاحتيال أو الإكراه" وفي هذا المقام المذموم نُلمع إلى أنه في مناسبات عدّة وصلت مجموعة من القوات الخاصة العراقية إلى نقطة تفتيش عسكرية مهجورة للعثور على نساء عاريات و مقيّدات اغتُصبن مرارا في نفس الولاية. وفي هذا المثوى نشر الدكتور إسفندياري، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين، مقالا بعنوان "قسوة داعش تجاه المرأة لا تحظى بالاهتمام الكافي" في صحيفة وول ستريت جورنال يشرح فيه "وحشية داعش ضد المرأة"، بما في ذلك" الزواج القسري، والاستعباد، والاغتصاب، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث بالقوة" ومن ضحايا الإرهاب الجنسي حليف الغدر وأليف الوضاعة نادية مراد باسي طه وهي ناشطة إيزيدية عراقية تم اختيارها في عام 2016 سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة. كما حصلت على جائزة نوبل للسلام و حبّرت مذكراتها في كتاب "الفتاة الأخيرة"" The Last Girl "قصتي في الأسر ومعركتي ضد تنظيم داعش فخطّت بأسلات قلمهانيران عذابات توقّدت تذكي حشاشتها و رشح يراع مِزبرها ركياّت من رزايا لا تُجبر وإن طال المدى قد أسلمتها صروف زمان أصابه ضرّ خوارج هذا العصر للأهوال والخطوب و الكربات تُذبّل في أوصابها و تكشف الغطاء عن مخبَّآت نجاسات قلوب صارت مَقيلا لكل دنس وموئلا مذموما لحسيكة الحقد وبواصر مطموسة ورَّثتها غمائم الغمم كل العمى فالطبيعة البشرية التي أصابها سقم اللوثات و أوضار الكدورات قادرة على إيجاد طرق جديدة للحصول على السيطرة الكاملة على الآخرين والحفاظ عليها عبر الإتجار بالبشر و غيرها من الجرائم الجسيمة. وينضاف الإتجار بالجنس كمصدر لتمويل التنظيمات الإرهابية إلى الأعمال التجارية المكثفة، التي يأتي منها قدر كبير من الدخل (وحدات النقل المتخصصة، وغسل الأموال، وأعمال التهريب) وتجنيد الأطفال لاختراق أعضاء المنظمة الإرهابية لإنشاء قواعد متقدمة في أوروبا. ومن الإستنتاجات التي نخلص إليها أنه رغم اعتماد ﺗ---ﺮ---ﺳ---ﺎ---ﻧ---ﺔ--- اﻟ---ﺼ---ﻜ---ﻮ---ك اﻟ---ﺪ---وﻟ---ﻴ---ﺔ--- واﻹ---ﻗ---ﻠ---ﻴ---ﻤ---ﻴ---ﺔ--- واﻟ---ﻮ---ﻃ---ﻨ---ﻴ---ﺔ--- بشأن الاتجار بالبشر ومحاولات الدول الآن محاربة هذه الجريمة النكراء في المجالين الدولي والإقليمي التي تمحورت أساسا حول مكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية فإنه لم يتم احترام النية الأولية لصائغي "بروتوكول باليرمو" "بروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص، وبخاصة النساء والأطفال، المكمل لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية" من حيث أن هذا الصك المعياري يعلن في ديباجته أن :" الدول الأطراف في هذا البروتوكول، إذ تعلن أن اتخاذ إجراءات فعالة لمنع ومكافحة الاتجار بالأشخاص، وبخاصة النساء والأطفال، يتطلب نهجا دوليا شاملا في بلدان المنشأ والعبور والمقصد، يشمل تدابير لمنع ذلك الاتجار ومعاقبة المتّجرين وحماية ضحايا ذلك الاتجار بوسائل منها حماية حقوقهم الإنسانية المعترف بها دوليا، وإذ تضع في اعتبارها أنه على الرغم من وجود مجموعة متنوعة من الصكوك الدولية المشتملة على قواعد وتدابير عملية لمكافحة استغلال الأشخاص، وبخاصة النساء والأطفال، لا يوجد صك عالمي يتناول جميع جوانب الاتجار بالأشخاص، وإذ يقلقها أنه في غياب مثل هذا الصك، سوف يتعذر توفير حماية كافية للأشخاص المعرّضين للاتجار، وإذ تشير إلى قرار الجمعية العامة 53/111 المؤرخ 9 كانون الأول/ديسمبر 1998، الذي قررت فيه الجمعية إنشاء لجنة حكومية دولية مفتوحة باب العضوية مخصصة لغرض وضع اتفاقية دولية شاملة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية، ولبحث القيام بوضع صكوك دولية منها صك يتناول الاتجار بالنساء والأطفال، واقتناعا منها بأن استكمال اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية بصك دولي لمنع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص، وبخاصة النساء والأطفال، سيفيد في منع ومكافحة تلك الجريمة"
ولا ريب في أنه قد تأسّس نظام عالمي جديد يقوم على الاعتراف بحقوق الإنسان وكرامته وحمايتها. وقد وردت مبادئ النظام الجديد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أعلن بوصفه "معيارا مشتركا لجميع الشعوب وجميع الأمم".و من جهة ثانية و في بيانات متطابقة في ديباجتها، أكد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على أهمية كرامة الإنسان كحجر الزاوية في القانون الدولي لحقوق الإنسان فالمبدأ التأسيسي للنظام العالمي الجديد ينشأ"انطلاقا من الكرامة الأصيلة للإنسان". ووفي مقام آخر فإن تحديد كرامة الإنسان في الآونة الأخيرة بوصفها من القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي في الدستور الجديد لأوروبا يؤكد أهميته في السياق الأوروبي. وفي حين أن هناك نواة أساسية من الأفكار المرتبطة بمفهوم الكرامة الإنسانية التي يمكن استخلاصها من تاريخ الصكوك الرئيسية لحقوق الإنسان وصياغتها، فإن الكرامة لا تؤدي دور قاعدة موضوعية في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وبدلا من ذلك، فإنها "بوصفها المصدر الذي تستمد منه صحة حقوق الإنسان وسلطتها العالمية" تؤدي دورا أساسيا، وفي الوقت نفسه، فإن الكرامة الإنسانية، بوصفها مصدر حقوق الإنسان، تستخدم كمعيار يمكن أن يقاس عليه تطبيق معايير حقوق الإنسان. وكما لوحظ بالفعل، ترد إشارة صريحة في ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى ما قد ينجر عن غوائل "تناسي حقوق الإنسان " و صروف "ازدرائها من أعمال همجية آذت الضمير الإنساني" ففهم الكرامة يرتبط ارتباطا لا ينفصم بالتجربة الواقعية العربية المتمثلة في إنكار الكرامة في ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي فأصبح التطلع إلى النظام العالمي الجديد الذي تقوم فيه "الحرية والسلام" على الاعتراف بالكرامة أمرا ضروريا و مطلبا ملحّا خاصة في الدول العربية المكلومة التي تقاسي من كروب التنظيمات الإرهابية المتطرفة الأوجال و الأهوال فقد أَنْشَبَ تنظيم داعش الإرهابي مخالبه في كرامة الوطن العربي ليرديه صريعا للحتوف و الأسقام.
#إيمان_بوقردغة (هاشتاغ)
Imen_Boukordagha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإخوان المسلمون مشروع استعماري أَنْجلُوسَكْسُوني-صهيوني
-
في تونس: رئيس الدولة المرتقب ووِزر الملفات الأمنية
-
الشمولية -المقدّسة -و تصنيع الديكتاتور الإسلاموي
-
في تونس: الكفاح ضد الإخوان من مقتضيات فضيلة الوطنية
-
انتفاضة تونس و جاثوم الإرهاب المتديّن
-
الإسلام السياسي و طموحات الدولة الإمبريالية
-
تشريع الإسلام السياسي لإرهاب الدولة و شرعنته
-
الإسلام السياسي ليس إسلاما و ليس سياسة فهل هو حالة ذهان؟
-
حركة النهضة الزانية المحجَّبة
-
الإخوان المسلمون و داعش و الفاشية المتشابهات المحكمات
-
التشريع للفكر الإرهابي عند الإخوان المجرمين
-
الإخوان لعنة الأوطان
-
الإسلاموية والنظام الشمولي
-
حماية الحق في الحياة في مواجهة الإرهاب
-
-الإسلاموية -و -الإنتفاضات العربية-
-
الحرية الدينية و حقوق الأقليات
-
نُبْذة من حقوق الإنسان
-
زاد التّقى
-
حسبك الله
-
نبّال بابل
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|