وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6332 - 2019 / 8 / 26 - 17:28
المحور:
حقوق الانسان
(ثلاثُ مقطوعاتٍ)..
(1)
(جُزُرٌ مجْهولةٌ)..
رُغْمَ أنّي
كُنْتُ لَمّا زِلْتُ لَمْ أنْظُرْ إلَيكِ
كُنْتُ أشْتَاقُ إليكِ
كُنْتُ أسْتَحْضِرُ عينيكِ بِعينيّْ.. وَأقولُ
تِلْكَ عيناكِ لَدَيَّ
ثُمَّ أمْضي
بَاحِثا بينَ عُيونِكَ
أغْمِضُ عيني وأمْضي
مُبْحِراً بينَ ظُنونِكِ
بَاحِثاً عَنْ بَعضِ هَمّي
بَاحِثَاً عَنْ نفسي في العَينينِ
خَلْفَ الْمُقلَتينِ
أنّهُ بَرُّ الأمَانِ
بينَ عينيكِ وّشدّاتِ الْحَنانِ
وَأحِسُّ بِالدّمِ السّاخِنِ فيكِ
وَأحِسُّ..
دُونَ أنْ تحْكي لي شيئاً
مِنْ شُجُونِك
ثُمَّ أسْألُ عَنْ أسَاكِ
تُنْكُرينَ
أجْمَعُ رُوحي عَلى كفّي.. وأبْكي
ذاكَ أنّي أعْلَمُ عِلْمَ الْيَقينِ
أنَّ في عينيكِ حُزْناً بَابِليّاً
لا يَبينُ.
ادْفُني عينيكِ في عينيَّ
موتي وَاقْتُليني
أغرِقيني بينَ عينيكِ وَمَا بينَ سنيني
وَاطْلِقي صوتَكِ
نَاديني
خُذيني!
(25 نوفمبر 1977م)
بغداد الجديدة
(2)
(فتاة الحيّ)..
لَيْسَ صَدْري يَا فَتاةَ الْحيِّ صِندوقَ رَسَائلَ
وَأنَا لَسْتُ عَلى بَابِكِ سَائلَ
أوْ مُرَاسِلَ
وَأنَا لَسْتُ عَلى بَابِكِ ظمْآناً
إلى جُرْعَةِ مَاءٍ
لا يُعَرّيني الشّتاءُ
لا يُنَسّيني الْخُوَاءُ
أنّ في عينيكِ.. خوفُ الأبْرياءِ
إنّمَا نَفْسُكِ قَدْ تُغْري الرّجَالَ
وَأنَا
كُنْتُ عَلى بَابِكِ يَوْمَاً
ثُمّ ضَيَّعْتُ السّؤالَ
كانَ في نفسي سُؤالٌ
ثُمّ ضَيّعْتُ السّؤالً
بينَ خُطُوَاتي..
وَبينَ الْقَدَمِ الْمُبْتَلّةِ في الْوَحْلِ
كُنْتُ أتَحَسّسُ
في ضُلُوعي
اضْطِرامَ الأسْئلةِ
بينَ نيرانِ احْتِراقي وَغِنائي الْمُرّ
كُنْتِ الأْخْيُلةَ
بينَ عينيّ وَمَا أهفو إليهِ
كُنْتِ تأتينَ جَواداً أشْهَباً
وَعَلى كفّيكِ سَيْفٌ عَرَبيٌّ
وَفُتوحٌ عَاجِلةٌ!
(د. ت.)/(بغداد الجديدة)
(3)
(شُعُور)...
أحِبّهَا أنَا
يُحِبّهَا هُوَ
وَقَلْبُهَا لَهَا
قَلْبُهَا هُوَ
عُيونُهَا تَسَاءَلَتْ
في دَهْشَةِ الْعُيونِ
وَنَامَتِ الْجُفونُ
مَا بَيْنَهَا حُلُمٌ حزينٌ
أضيعُ في عُيُونِهَا
وَأشْرَبُ السّنَا.
أحِيُّهَا
أسْبَحُ في عُيُونِهَا
أمُوتُ في ظلامِهَا
أقولُهَا لَهَا
أتَيْتُ سِنْدِبَادَ
لأفْتَحَ الْبِلادَ
إنّي أنَا أميرُكِ الصّغيرُ
في مَمَالِكِ الْخَيَالِ.
(23 يناير 1979م)
بصْرة/ عَشّار
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟