أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - فلتسلُ أبداً أوغاريت














المزيد.....


فلتسلُ أبداً أوغاريت


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 1550 - 2006 / 5 / 14 - 07:09
المحور: الادب والفن
    


1

لم يكُ بحريّا
بسمرتهِ الغامقة ولهجتهِ الغريبة
وقرطِ الأذن الأغرب ، المُشعّ
في خلائنا المحارب :

الغريبُ ، شجرة ُ ليمون
لاينضو في كلّ الفصول
بسمتهُ الخضراء .

هوذا مُخيّم الغجَر
مُبكراً أكثر من طلائع الصيف
آوياً ، كلصّ ، تحت أول جسر
ترتقيه الطريق الساحلية .

ليلُ نجوم ٍ شحيحة
يُضاءُ بأنوار المخيّم ، المسروقة .

متثائباً ، يشهدُ النهارُ مياههم
المسروقة من أنبوبٍ مربوطٍ
لمعسكرنا .

وقلوبنا ، أيها الصديق !
سرقتها جميلاتُ المخيّم ،
لدى أوّل صحبةٍ للغريب
المتعارف بقومه ، الغجَر .

2

للبحر صلاتي
لفجر شقرتها المنتثر ، كزبَد المدّ
أكثر كمالاً إبريزه من طبق ٍ ميتانّي
( سماءُ صيادين مؤطرة بإفريز مضفور
وإندفاع عجلة فرسان مزدوجة ، مفوّفة ٍ
نبال الماريان النبيلة : مفخرة ُ اوغاريت )

الظهيرة ُ تصلّي للرطوبة بصَخب السوق
ورطانة شعوبهِ .

على الشطّ ثمة مرساة ، ترخي لليل
ما شاءَ من حبل شهواته ، وللنهار
بعضاً من مدّ الفتنة .

ونفسي
من مدّ وجزر ٍ، تنتشلُ قاربها
بإسطرلاب حساباتها الفلكية ،
غيرَ آبهة بآلهتها الحامية
( آلهة لا تبالي ، أيضاً ، بتجديفي
ما دمتُ أدوّن ما أدونه ، لنفسي )

3

في الجبل ِ
لم يملك بحراً ، ملكُ جهات العالم _
( وبحيرة الخالديين ، أيّ ضآلة :
هي أوسعُ من عقلهم الضيق ، على أيّ حال ! )
ولم يدر ، ربما ، أنّ ثمة البحر الكبير ؛
جهة ٌ أبعدَ من سلطانهِ

أو أنّ الأمرَ ، أكثر بساطة :
مليكنا ظلّ الإله على الأرض
لا على البحر ِ .

4

من يردّني إلى الصبّار
أنا زهرتهُ المُنصاحة في عصر متأخر ٍ
أقلّ مما يجب ، وأكثر مما تمنيتُ .. ؟

أسوارٌ ضجرة ، متداعية
تقذف أحناشها وعظاياتها العابرة
حِذاء ذعر ٍ غر ٍ ، مهوّم ٍ
أعزلَ حتى من خرَزة زرقاء
( تميمة الأمّ في الطفولة )

لم تحفلَ بي ، يا عصرَ البطولة :
أنا طفلكَ المنوّم بمشام
سوسن ٍ قديم ٍ ؛
روحُ صبّار تائهٍ
إفتقدَ بستانك زهرتهُ
أبداً .

5

اوغاريت ، ميناءُ متاهي

قبيْل ميلادَ وريثتها السلوقية
رسّخ الفاتحُ الفتى ذكرى ممرّ آسوس
بنصْب مسلّة إنتصاره : إسكندرون

لم يسبُر لنا خلفهُ
( مدوّن الحملة الكاردوخية )
إلاّ ما تيسّر من ممرات نجاتهِ

ليس بدون غاية ، بهرجة مركبنا
هي أميرتنا الأكثر نبالة ورثاثة ، في آن
على أرض سحناتٍ نحاسيّة لآراميين وكنعانيين وحوريين
متوقلة بنا ، بحثا عن أخيها
إلى مجاهل قارّةٍ ستحملُ إسمها ، كوديعَة ٍ

اوغاريت ، مرسى متاهي
حائراً بين أبجديتك ودفلتكِ
أتوسّطُ الشواطيء المتوسطية
الغائرة ، كحفرة إنهدام ٍ طولانية
تصِلُ جبلاً حياّ ببحر ٍ ميتٍ ؛
مشرفة ً على الحضور المُترف لحاضرتنا

الجبلُ قدرُكِ
مهما دمادمُ الريح توّهتْ أوراق المُدوّن المُطارد
سيطاردها حتى الزرقة العميقة لصيّادٍ بشرتهُ بكنز ٍ
شبكة ُ الخرافة

ماتَ المولّع تدويناً ، الوالغ في الحقيقة
عثرنا على نشيده المتأرجح ، كنسمة ٍ
بين الجبل والبحر
( لم نعثر على جثته )

وأنتَ ، أيها الحيّ الفان
هبْني أهديك إلى سراديب ٍ
لا تتحرّج من رطوبة أنسابها ، رممُ قاطنيها

هكذا تجدّف الأعمدة البيزنطية
على هاربٍ أعزلَ ، يرومُ إرهاب
العضائد الإسمنتية المسلّحة :
_ ماتني غراً ، فلتسلُ أبداً اوغاريت .



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين إيكو وبركات 2 / 3
- بين إيكو وبركات 1 / 3
- منتخبات شعرية
- الماضي والحاضر
- الوحدة والتعدد في اللوحة الدمشقية
- مأثورات دمشقية في مآثر كردية
- سرّ كافافيس 2 / 2
- سرّ كافافيس 1 / 2
- الدين والوطن ، في ورقة إخوانيّة
- طغم وعمائم
- علوَنة سوريّة : آثارُ 8 آذار
- بلقنة سورية : جذور 8 آذار
- نساء كردستان ؛ الوجه المجهول لشعب عريق 2 / 2
- نساء كردستان ؛ الوجه المجهول لشعب عريق 1 / 2
- مذاهب متشاحنة ؛ السنّة والعلويون والآخرون
- أثنيات متناحرة ؛ الكرد والسريان ، مثالاً
- الوثنيّة الإسلاميّة
- الموساد ، من كردستان إلى لبنان
- التعددية ، في وصفة بعثية
- عيدُ الحبّ البيروتي


المزيد.....




- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - فلتسلُ أبداً أوغاريت