أهي الحرب العالمية الثالثة.. ونحن لا نعرف؟/على جدار الأحداث/8

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

الحوار المتمدن-العدد: 6327 - 2019 / 8 / 21 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عــــــلـــــــــى جــــــــــــدار الأحـــــــــــداث :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
هـــي مجموعة مقالات في غالبيتها قصيرة جداً ، وقريبة من (الخاطــــرة) التي خطرت على الذهن في يوم من الأيام ، وصاغها القلم بشكل من الأشكال أو صورة من الصور ، أو هي (زفــــــــــرة) احتبس الصدر بها طويلاً ، ثم نفثها على شكل كلمات مقروءة ومنطوقة ، وقد تكون (فكـــــرة) طريفة أو غريبة أو فريدة ، عبرت في حينها عن معناً لم يكن معروفاً أو متداولاً عند نشرها ، وكذلك يمكن أن تكون فكرة آنية تلد من رحم أحداث منطقتنا ، المزدحمة دائماً بالمفاجآت والأحداث المتلاحقة!
وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون (مقالاً طويلاً) عبر في الماضي ـ أو أنه يعبر الآن ـ عن تغير الأحوال وانقلاب المفاهيم وتعطل القيم الوطنية ، أو على العكس من هذا ، يمكن أن يكون محاولة لإحياء القيم الوطنية والإنسانية أو التذكير بها!!
والمقال القصير التالي واحداً منها:
***
أهـــي الـــحــــرب الــعــالــمــيــة الــــثــــالـــثـــة.. ونــحــن لا نــعرف ؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
قبل ستة أو سبعة أشهر تقريباً ، أقامت الولايات المتحدة حلفاً دولياً لمحاربة ما يسمى بــ (تنظيم داعــــــــــــــــــــش)!! وهذا الحلف يضم أكثر من ستين دولة وملياراً من سكان كرتنا الأرضية ، ومن بين هذه الدول الستين ثلاث دول كبرى ، احداها الدولة الأعظم في التاريخ وفي الحاضر، وهي الولايات المتحدة نفسها ، وتأتي بعدها بريطانيا وفرنسا الدولتان الاستعماريتان العريقتان ، ثم تأتي بعدهن سبعٌ وخمسون دولة كبيرة ومتوسطة وصغيرة ، ومجهرية كقطر مثلاً !!

وبالمناسبة فإن هذا الحلف الكبير وعدد الدول المشاركة فيه ، هو أكبر حلف عرفته البشرية في كل تاريخها !!
فهو أكبر من الحلف الذي أقامه الحلفاء ضد ألمانيا غداة الحرب العالمية الأولى ، كما أنه أكبر من الحلف الذي أقيم ضد ألمانيا النازية ودول المحور أبان الحرب العالمية الثانية ، والتي راح ضحيتها عشرات الملاين من البشر !!

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا ، حول هذا الحلف الفريد في تاريخ البشرية .. بأنه أقيم ضد من ؟؟
أنه ـ كما يقول الأمريكان ـ اقيم ضد تنظيم متطرف ومليشيا مسلحة لهذا التنظيم ، الذي أسمه: " داعــــــــــــــــــــــــــش " وأن عملياتهم ضده ، ستستمر لمدة ثلاث سنوات وربما أكثر !!
فيا ترى هل يعقل أن يكون كل هذا الحشد الفريد في التاريخ البشري ، ضد تنظيم متطرف وميليشيا مسلحة فقط ؟؟ ..

فهذا الحشد بهذا الحجم يكفي لقيام حرب عالمية ثالثة ، ضد معسكر يقابل المعسكر الرأسمالي ويوازيه في القوة ، أو يكون ضد دولة بحجم وقوة الولايات المتحدة نفسها ، وليس لمحاربة تنظيم مسلح مهما بلغ حجمه وقوته ، أو لمحاربة مليشيا مسلحة لــ (دولة اسلاموية) برزت إلى الوجود فجأة بطريقة مريبة ، تشبه طريقة (أفلام كارتون) التي يعشقها الأطفال ، وحتى بعض الكبار في السن أحياناً!!

لكن أطفالنا أثبتوا بأنهم كانوا أعقل منا ، فهم يعرفون أن هذه الأفلام لا تصور حياة لمخلوقات حقيقية ، ولهذا هم يتمتعون بها ، لكنهم لا يصدقونها ، بينما نحن صدقناها وصدقنا وجود ((دولة إسلامية)) ، وصدقنا أن أميركا ودول الغرب الاستعماري العريقة جاءت لتحاربها . وبهذا برروا حربهم المعلنة هذه في/أو على منطقتنا العربية!!
ومـــــــــع هــــــــــــــــــذا!
هل أن هذا الحلف العسكري السياسي العظيم ، قد أقيم ضد تنظيم داعش حــــــــــقاً ، أم أن لهم فيه "مآرب أخرى"؟؟ كإعادة احتلال المـــــــــــــشـــــــرق الـــــــــــــعـــــــــربي ، من جديد مثلاً !!؟؟
لكن هذا هو الذي حصل فعلاً لحد الآن !!
وها هو مشرقنا العربي يعاد احتلاله مجدداً!!
برضانا وبأموالنا و(بــفـــتــاوى) "عمائمنا" و "مراجعنا العظام" .. هذه المرة!!

نشر على صفحتي الشخصية بتاريخ : 11آذار/مارس 2015 .

#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات