أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - العالم إلى أين














المزيد.....

العالم إلى أين


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 6327 - 2019 / 8 / 21 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد العالم الآن عدة ظواهر:‏
‏- التهديد الذي تشكله شعوب العالم الإسلامي للغرب الأوروبي والأمريكي، عبر الزحف البشري إليه، محملاً بالفكر ‏المعادي لقيم ونمط الحياة الغربية. ما ترتب عليه حتى الآن تغييرات ديموجرافية خطيرة في كثير من دول أوروبا، وصل ‏في بعضها مثل فرنسا وربما ألمانيا أيضاً إلى درجة قد تكون غير قابلة للتدارك.‏
‏- تصاعد الفكر اليميني المحافظ في كل من أوروبا وأمريكا، والمتوقع تفاقمه مستقبلياً.‏
‏- بداية تفكك الاتحاد الأوروبي.‏
‏- تراجع العولمة وحرية السفر وتداول السلع، بعودة سياسات الحماية الجمركية، ومراجعة بالتضييق لتشريعات الهجرة ‏للغرب.‏
‏- تصاعد القوة الاقتصادية الصينية، وما يصاحبه من احتمالات أو مخاوف، مما قد يترتب على ذلك من تغيير تحمله ‏للعالم في الفكر السياسي، مع التغير المقابل في مراكز النفوذ العالمي.‏
‏- عودة روسيا بوتين إلى أجواء الحرب الباردة وسباق التسلح، مع وضع أقدامها في القرم وسوريا، والتنسيق الجزئي مع ‏إيران وتركيا في منطقة الشرق الأوسط.‏
‏- استمرار حالة الاضطراب في الكيانات السياسية بالشرق الأوسط، والتي بدأت مع ما سمي الربيع العربي، ولم تنته ‏تداعياتها حتى الآن. نتيجة لعجز المكونات القبائلية والإثنية والطائفية بالمنطقة عن تكوين كيانات وطنية حديثة، ‏وارتدادها للتقاتل والتشرذم. تلك الكيانات التي رفعت شعارات وحدة عربية فيما بينها، لكنها فشلت في احتواء تناقضاتها ‏الداخلية، وارتدت لقيم القبيلة والتحزبات العنصرية، لتصبح الآن بسبيلها للتفتت، في عصر تطمح فيه البشرية للعولمة ‏ووحدة تقوم على المشتركات الإنسانية‎.‎
لم ينته التاريخ إذن كما زعم فرنسيس فوكوياما فور سقوط الكتلة الشرقية. ولم نشهد "صراع حضارات" توهمه صموئيل ‏هانتنجتون.‏
يشهد القرن الحادي والعشرون حراكاً عميقاً في أنحاء الكوكب، يمس الجذور الأساسية لمقومات النظم السياسية ‏والاقتصادية والمجتمعية في كافة الأنحاء. ويشهد اختلاطاً بين تعاون المتحضرين من كافة الإثنيات والقوميات، ‏وتضارب حد القتال المرير الممتد بين مراكز التخلف ومعسكرات الحداثة.‏
هي مغامرة غير محسوبة محاولة التوصل من معطيات الواقع العالمي الآن إلى إجابة على قدر من الدقة على سؤال ‏‏"العالم إلى أين؟".‏
أقصى ما نستطيع التوصل إليه، أن نضع أكثر من سيناريو للاتجاهات العامة المستقبلية. لنترك الأيام تكشف لنا أيها ‏الذي تتغلب على أرض الواقع مقومات تحققه.‏
أزعم أن هناك مؤشراً أكيداً سيصاحب أياً من السيناريوهات المحتملة. وهو أننا بصدد مرحلة تراجع عن حلم المؤرخ ‏الانجليزي أرنولد توينبي بالعالمية. وعرفناه بالعولمة، التي فيها تتدفق القيم المبادئ العالمية الموحدة، مع تدفق السلع ‏والبشر بلا قيود في كافة أرجاء الكوكب.‏
ربما قوة ونفوذ العالم الغربي باقتصادياته وتكنولوجيته، حاولت القفز بالبشرية إلى مرحلة ودرجة تطور حضاري وإنساني، ‏تجاهلت فيها القوة الصلبة الرافضة وغير القابلة للتحضر في الشرق الأوسط أو بمعنى أدق "الشرق الكبير". علاوة على ‏ما ترتب على تلك القفزة من تأثيرات اقتصادية سلبية على العالم المتقدم، من رفع معدلات البطالة والتهديد بخفض ‏مستوى معيشة العامل الأوروبي والأمريكي، أثناء تنافس أسعار المنتجات الصناعية في سوق مفتوح، مقارنة بمستويات ‏معيشة العمال في شرق وجنوب شرق آسيا. ما أدى لتصاعد العداء اليميني للعولمة في الغرب.‏
نستطيع وضع السيناريوهات المحتملة في صورة أسئلة تنتظر من الواقع إجابة:‏
‏- هل ستظل الشعوب الغربية على غفلتها عما يتهدد حضارتها التي هي الحضارة الإنسانية من أخطار، حتى تتحول ‏أوروبا مثلاً بعد بضع عشرات من السنين إلى خرائب وأطلال، أم ستتخذ من السياسات والمواقف ما يحفظ لها ‏وللإنسانية حضارتها؟
‏- هل سيصاحب تصاعد القدرة الصينية الاقتصادية المؤكد، تغييرات سياسية وأيديولوجية، تدخل في صراع مع مراكز ‏الحضارة الغربية، لتشكل لنا عالماً جديداً مختلفاً، أم أن اقتصادها المتصاعد هذا يعتمد بالأساس على التوافق والتناغم ‏مع الفكر السياسي والاقتصادي والإبداع التكنولوجي الغربي، ومرتهن دوام نجاحه على دوام ذلك الخط، الذي إذا اهتز أو ‏انقطع ستعود الصين وملياراتها البشرية إلى حيث كانت؟
‏- هل سينجح بوتين بالعودة بروسيا إلى زمن إمبراطورية الاتحاد السوفيتي، من ذات البوابة التي سقط منها، وهي ‏الدخول في سباق تسلح لا قبل له به، أم أنها مجرد نوازع ماضوية لرجل "كي جي بي" سابق، لن تلبث أن تذهب به ‏لتحطيم رأسه في صخور الواقع، وأخطرها بدائية وتخلف الاقتصاد والتكنولوجيا الروسية؟
‏- هل هناك أمل في دفع شعوب الشرق الكبير المتمنعة عن الحضارة إلى مغادرة كهوفها والتقدم باتجاه الحداثة، وأنها ‏فقط تحتاج للوقت لامتصاص صدمة الحداثة، والتخلص من أثقالها التراثية، ثم البدء في السير باتجاه الإنسانية ‏التطوري، أم أن ممانعتها أبدية مطلقة، ليكون مصيرها الحصار من المجتمع الدولي، عملاً بالحل الذي ارتآه ألبير ‏كامو في روايته "الطاعون"؟
هذه بعض من أسئلة يطرحها علينا الواقع المضطرب الملتبس، وأكثر وربما أخطر منها لم تتعرض له هذه العجالة.‏



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراعات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية-
- تجربة مقدسة
- إخناتون وتوهم التوحيد
- الحضارة بين الجماعية والفردانية‎
- المدونات التراثية
- الحضارة الإنسانية تحترق
- اللاجدوى والثورة
- مقاربة واقعية لقضية العرب المركزية
- نظرة غير قانونية ولا حنجورية للجولان السورية
- هيكل السلطة الهرمي
- دردشة سوداء
- إما أو
- ماذا لو
- الدائرة الجهنمية المغلقة
- سيولة الخير والشر
- كتب معجزات الأنبا كيرلس السادس
- الثورة والتغيير
- محمد بن سلمان
- هو صراع المتناقضات
- الأغنية المصرية وتحولات الواقع


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - العالم إلى أين