جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6325 - 2019 / 8 / 19 - 09:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خرج اليوم الشعب السوداني لا للتظاهر و انما للاحتفال بالانجاز التاريخي بانتصار الشعب و قواه المدنية ، و فرضها مصالح الامة و تطلعاتها على طموحات العسكر التسلطية ، مبتهجا ببناء طلائع سودان حديث لا مكان فيه للديكتاتورية المقيتة من جديد … مبروك لشعبنا السوداني الطيب قطافه ثمار التضحيات الجسام على مر العقود الثلاثة المنصرمة تحت وطأة نظام شمولي ، متخلف و فاشل عانى فيه الشعب السوداني الكثير و قدم التضحيات في سجون و معتقلات النظام الاخواني ، ليحقق اخيرا هدفه الاسمى في الحرية و الديمقراطية و بناء دولة القانون و السلام . ان المظاهرات و الاعتصامات التي قام بها عموم الشعب السوداني بقيادة طلائعه من قوى الحرية و التغيير و برغم التضحيات التي سقطت على درب الحرية الا ان الثورة السودانية كسبت احترام العالم بنهجها الشعبوي السلمي ، و التي استطاعت ان تنتزع حقوقها من انياب العسكر و تفرض عليهم الاذعان لرغبة الشعب في التاسيس لبناء دولة مدنية تحترم الانسان و حقوقه الاساسية في الحياة و العيش الكريم . لقد سعي الشعب السوداني منذ قيام ثورته بوجه الديكتاتورية البشيرية الى تحقيق المطلب الجوهري و المنغرس في وجدان و ضمير الجسد السوداني لعشرات السنين من هيمنة حكم العسكر على السلطة ، الا وهو الحرية و التغيير و بناء سودان جديدة يشارك فيه كل ابناء الشعب دون تمييز او اقصاء ، فتم الاتفاق اخيرا و بوساطة اثيوبية على تقاسم السلطة بين القوى المدنية و العسكر في مرحلة انتقالية لثلاث سنوات يتم في نهايتها تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة . نتمنى النجاح لهذه التجربة و السير بها الى بر الامان حيث الدولة الديمقراطية المدنية المستقرة . و في خضم نسائم الخير و الابتهاج المعطرة برائحة النيل الازرق ، على الاشقاء عدم الافراط بالتفائل و الحذر من المتربصين من اعوان النظام السابق و بقايا ولاءات العسكر ، و كل من لا يريد الخير لشعبنا الطيب وان يبقوا عينا مفتوحة دائما لرصد كل من تسول له نفسه القفز على مكتسبات الشعب التي حققها بدماء ابنائه الزكية ، و تجنب الوقوع في فخ المحاصصة المدمر لاي تغيير ديمقراطي سليم ، كل الامنيات لاشقائنا في عهد جديد ملئ بالخير و السلام .
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟