أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - الوطنية ليست بقرة للحلب تسرح في معلف الاعداء














المزيد.....


الوطنية ليست بقرة للحلب تسرح في معلف الاعداء


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6325 - 2019 / 8 / 19 - 01:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر بعض الاصدقاء على صفحات التواصل الاجتماعي بوست منقول عن قناة "الشرقية" المعروفة بمصادر تمويلها واهدافها المشبوهة، يظهر فيه السيد حسن نصر الله، الامين العام لحزب الله اللبناني، وتحت صورته كلمات نسبت له يقول فيها ان العراق سيكون جزء من الحرب ان اشتعل فتيلها بين القوات الامريكية وايران.
ومع شكي بدقة نقل الشرقية لما قاله الامين العام لحزب الله اللبناني، فاني لم اعر ذلك اهمية كبيرة لأن السيد حسن نصر الله وقيادات ايرانية وقيادات في الحشد الشعبي العراقي وقبل يومين انضم اليهم زعيم حركة انصار الله اليمنية عبد الملك الحوثي ، قد أكدوا دوما بأن أي عدوان عسكري امريكي على ايران لن يكون الا لتنفيذ المخطط الصهيوامريكي في المنطقة وانه بالتالي قد يشعل المنطقة بأكملها.
وقد فاجأتني تعليقات بعض الاصدقاء التي ان لم تكن لتردد مقولات بعثية عن عدم تضامن العالم معهم (هكذا كتبوا- معنا) عند تعرض العراق (أيام صدام حسين-التوضيح مني) للعدوان فانها اتصفت بالتخاذل والاستسلام، وكأنها نوح في جوقة تهيأ لها انها قد استمعت لطبول حرب اتية من بعيد. وكما كان قميص عثمان راية للعدوان والحرب على سيد الفقراء الامام علي بن ابي طالب، أصبح التباكي على مصلحة الوطن والدفاع عنها هي "الملاذ الاخير للانذال" كما قال صموئيل جونسن.
أذكر النائحين والمتراجفين بأن أمريكا وايران اعلنتا مرارا بانهما لا يريدان الحرب، وأن لا مصلحة لهما باندلاعها، وكل ما يدور اليوم بينهما يشير الى انهما في طور معركة الارادات او لي الاذرع، ترافقها حملات اعلامية تهدف الى حسم الموقف لصالح احد الطرفين ضمن سقف لا يصل الى حرب ساخنة.
فأمريكا تريد ان تقبل ايران بالتفاوض معها من جديد بشأن برنامجها النووي اضافة الى امور اخرى لا يمنحها الطرف الامريكي اهمية كبيرة لأنها لم تتكرر في جميع تصريحات اصحاب القرار في امريكا، أما الطرف الايراني فيهمه قبل الشروع باي مفاوضات مع امريكا الغاء العقوبات التي اصبحت ترهق كاهل اقتصادها.
أتذكر لعبة أمريكية تنطلق فيها سيارتان من طرفي طريق مخصص لسيارة واحدة ولا يحتمل عرضه مرور سيارتين في ان واحد. تنطلق السيارتان عند بدء السباق بأكبر سرعة ممكنة، كل منها باتجاه السيارة الاخرى. ويفوز في السباق من يقطع اكبر مسافة قبل وصوله الى السيارة الثانية، ان لم يصطدم بها بسبب سرعة السيارتين الهائلة، وهذا الاحتمال هو الذي يولد الرعب والخوف عند كلا المتسابقين. وغالبا ما يحصل ان تخرج احدى السيارتين عن الطريق بسبب خوف سائقها من الاصطدام فيكون قد خسر السباق.
ورغم ان السائق الايراني في هذه الحالة يمضي الى الامام دون اي مؤشر لتردد او خوف فان السائق الامريكي في حالة تردد تدل عليها تعدد المقترحات والكذب في التصريحات، فان ايران ستكون محصنة من اي هجوم امريكي عليها في حالتين، ألأولى هي صمودها الاقتصادي امام العقوبات الامريكية عليها واستقرار نظامها السياسي في ظروف تلك العقوبات، والثانية هي اتساع جبهة التحالف معها وثبات حلفائها على مواقفهم ومساعدتها على تجاوز اثار العقوبات، كما تفعل حاليا روسيا والصين ودول اخرى عديدة، بدرجات متفاوتة.
والتحالف مع ايران اليوم يختلف في اسبابه ومنطلقاته، وليس بالضرورة ان تكون من بين تلك الاسباب تأييد العقيدة الدينية او الطائفية او اسلوب ادارة البلاد من قبل النظام الايراني. فكل من يؤمن بعالم متعدد الاقطاب لا تكون فيه لامريكا او لاي نظام اخر الهيمنة المطلقة على مقدرات وارادة الدول الصغيرة في اي بقعة من بقاع العالم، لن يكون صادقا في ايمانه ان اختار لنفسه موقف الدفاع عن سياسة الغطرسة والعدوان الامريكية حتى وان لم يكن على وفاق مع النظام الحاكم في ايران.
هذا من جهة، ومن الجهة الاخرى فان المنطقة برمتها تتعرض لهجمة صهيوامريكية قاسية ومدمرة تعتمد في اساليبها على خلط الاوراق تستخدم فيه رايات "الاسلام" لهدم تاريخ وحاضر ومستقبل اوطان بكاملها ويستبدل العداء للكيان الصهيوني العنصري الغاشم بالعداء لايران التي اثبتت دعمها للقضية الفلسطينية وناصبت الكيان الصهيوني العداء، وأخيرا وليس اخرا في اجندات المخطط الصهيو امريكي، البحث عن وطن بديل للفلسطينيين وتصفية قضيتهم الى الابد.
فمن يرى بأن أمريكا في نزاعها الاخير مع ايران لا تسعى الا لكسر حلقة اهم من حلقات المقاومة للمشروع التصفوي الصهيوامريكي يتعين عليه ان يتخذ موقفه بما يمليه عليه وعيه السياسي لما جرى ويجري للمنطقة، بما فيها بلادنا العراق الذي سوف لن يكون بمناى عن مشاريع الخراب الامريكية والتي ستنال من وحدة اراضيه وخيراته الطبيعية.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سانتا باربارا وسانت ليغو
- بين الواقع وتفسيره في الموقف التركي
- الهدية الملغومة
- بين معطفين......
- حول التحالفات
- الاذلال والمقاومة في ثلاث محطات....
- في ذكرى العدوان النازي على الاتحاد السوفيتي
- الحياة السعيدة
- الوعي الثوري والحس الثوري
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الثالثة)...
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الثانية)...
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الاولى)...
- عثرة في الدبلوماسية الايرانية ام رؤيا منقوصة في السياسة الخا ...
- تغريدات امريكية في غابة التويتر
- الثورة السودانية وخياراتها الصعبة
- قلف المراكب لا يثنيها عن الابحار
- حوارات فكرية من اجل اشتراكية بضفاف واقعية
- المدنيون وسياسة التحالفات
- مفارقات العدوان الثلاثي على سوريا
- العلاقات الصينية السورية


المزيد.....




- فيديو مراسم ومن استقبل أحمد الشرع عند سلّم الطائرة يثير تفاع ...
- نانسي عجرم وزوجها يحتفلان بعيد ميلاد ابنتهما..-عائلة واحدة إ ...
- -غيّرت قراراتنا في الحرب وجه الشرق الأوسط-.. شاهد ما قاله نت ...
- ماذا نعلم عن الفلسطيني المقتول بالضربة الإسرائيلية في الضفة ...
- باكستان: مقتل 18 جنديا و23 مسلحا في معركة بإقليم بلوشستان
- واشنطن بوست: إسرائيل تبني قواعد عسكرية في المنطقة منزوعة الس ...
- قتلى وجرحى في غارات جوية إسرائيلية في الضفة الغربية
- أحمد الشرع إلى السعودية في أول زيارة له خارج البلاد
- ترامب يشعل حربا تجارية بفرض رسوم تجارية على كندا والمكسيك وا ...
- -الناتو- يطالب ألمانيا بزيادة الإنفاق على الدفاع


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - الوطنية ليست بقرة للحلب تسرح في معلف الاعداء