|
معادلة الإنفاق العام الصعبة بين طرفيها المدني والعسكري
محمد رياض حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 6324 - 2019 / 8 / 18 - 10:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قيّم تقرير وزارة الدفاع الامريكية ( البنتاغون) قدرات القوات المسلحة العراقية وجاهزيتها لمواصلة قتال فلول ( داعش) بأن قوات الأمن العراقية تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لمواصلة محاربة داعش لفترات طويلة. ( نص ملخص التقرير في الهامش)* أشارة تقرير (البنتاغون ) المقصود بها ان قوى الامن الداخلي والقوات المسلحة بصنوفها كافة لا تمتلك بنية تحتية تؤهلها للعمليات القتالية والعمل على إستتباب الامن الداخلي وضبط الحدود من تهديد الارهاب المتواصل. تقييم ( البنتاغون) محق و دقيق في عدم كفاية وكفاءة التعبئة العسكرية العراقية ، تدريبا وتسليحا فضلا عن عدم وجود بنية تحتية للقوات المسلحة للقيام بالمهام الجسام التي يعوّل أن تقوم بها لاستتباب الامن وفرض سيادة القانون على كل الخروقات الامنية الارهابية والجنائية . فوسائل الاعلام توثق يوميا الاحداث المتمثلة بعمليات ارهابية وجرائم جنائية وفوضى التناحر العشائري والكثير غيرها التي تؤكد هشاشة قدرة الحكومة على فرض القانون. يقصد بالبنية التحتية العسكرية : هي المباني والمنشآت الدائمة اللازمة لدعم القوات العسكرية بصنوفعا واسلحتها برا وجوا وبحرا ، سواء كانت متمركزة في قواعد أو يتم نشرها أو المشاركة في العمليات. ، كالثكنات ، والمقار ، والمطارات ، ومرافق الاتصالات ، ومخازن المعدات العسكرية ، ومنشآت الموانئ ، ومحطات الصيانة ومخازن الميرة والتموين والمنشأت الإدارية . يضاف الى ذلك إمتلاك انواع الاسلحة كافة التي تتناسب مع المخاطر الامنية الداخلية والخارجية الانية والمتوقعة . فإعادة بناء منظومة قوى الامن الداخلي وكافة صنوف القوات المسلحة سيحتاج للتمويل الكبيرالذي يتوقع ان يضاعف الانفاق الحكومي. غير أن الانفاق الحكومي بعد " تحرير" مدن نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى من سيطرة الارهاب يفترض ان يكون متوجها للانفاق على البنية التحتية للاقتصاد الوطني . فموازنة عامي 2018 و 2019 خرجتا بعجز متراكم مدوّر من موازنة لاخرى يقدر ب 23 مليار دولار رغم ان مبلغ الموازنة 112مليار دولار وانه رقم كبير يمكن ان يحدث الكثير من التغييرعلى الصعيدين المدني والعسكري إنْ لم تمتد له يد الفساد او يُهدر جهلا . جدير بالذكر ان الانفاق على البنية التحتية للقوات المسلحة في المرحلة الراهنة لابد ان يحجم الانفاق على إستدامة تنمية الاقتصاد المدني بما في ذلك إنجاز الخدمات التي تحولت الى خلل مزمن في الاداء الحكومي. تلك هي مهمة صعبة لتسوية طرفي المعادلة في جانبيها: الانفاق المدني والانفاق العسكري. وإن الصعوبة مصدرها سببان: الاول ان الدخل القومي يعتمد على الموارد المالية من النفط العراقي المصدر التي تعتمد على سعر برميل النفط في الاسواق العالمية . فإن تراجع سعر البرميل فسيتراجع الانفاق العام مدنيا وعسكريا. اما السبب الاخر فان الحكومات العراقية منذ 2003 لم تكن بالكفاءة والخبرة لتتمكن من إدارة الانفاق العام وتلبية متطلبات استكمال البنى التحتية للاقتصاد العراقي ، المدنية والعسكرية، الذي ما زال يعاني من الفساد المقيم. ومن المسلمات أن الدول ذات الاقتصادات الضعيفة تعجز عن التوفيق بين متطلبات الانفاق العام المدني والتنمية الاقتصادية وبين الانفاق العام على بناء القوات المسلحة وقوى الامن الداخلي. إذ ان الانفاق العسكري يستنفذ الموارد المالية للدولة دون اسهام واضح في التنمية. تلك هي المعادلة الصعبة التي تتطلب كفاءة عالية لدى السلطة التنفيذية في ادارة الموارد المالية وتوجيه الانفاق العام حسب الاولويات الملحة للبنية التحتية للاقتصاد العراقي مدنيا وعسكري. ======================================================================================================================================================= *كشف تقرير للمفتش العام في وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون" الخلل الأمني الذي خلفه قرار الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" بسحب قواته بسرعة من سورية وتقليل عدد أفراد البعثة الدبلوماسية في العراق. وقال التقرير إن القرار ساعد ( داعش) في إعادة تنظيم فلوله في سورية والعراق. وقال تقرير "البنتاغون" ربع السنوي الذي رُفع للكونغرس الأمريكي حول تقليص الوجود العسكري في سورية والدبلوماسي في العراق أن (داعش) واصل الانتقال من قوة ممسكة بالارض في سورية إلى تمرد في البلدين "، على الرغم من أن ترامب كان قد قال "هزمت داعش وسقطت الخلافة "، كما جاء في صحيفة ":وول ستريت جورنال". وكان العديد من المسؤولين والخبراء فيالامريكيين قد حذروا مرارًا وتكرارًا من أن الانسحاب الأمريكي السريع من سورية سيمكن الدواعش من إعادة تنظيم صفوفهم بعد هزائمهم في ساحة المعركة من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. كما ذكر التقرير بشكل صريح أن قرار تخفيض عدد القوات في سورية ، والذي أعلنه ترامب في نهاية العام الماضي ، ساهم في عدم الاستقرار في المنطقة ، والذي تسبب باستقالة وزير الدفاع "جيم ماتيس" ، وترك شركاء الولايات المتحدة السوريين في مأزق ، دون التدريب أو الدعم الذي يحتاجون إليه لمواجهة داعش المتنامي.أما في العراق ، فإن قوات الأمن العراقية تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لمواصلة محاربة داعش لفترات طويلة. وفقًا للتقرير فإن عدد أفراد داعش يقدر ما بين 14000 إلى 18000 مسلح ينفذون عمليات اغتيال، وتفجيرات انتحارية،وحرق محاصيل ، ونصب كمائن في العراق وسورية. وقال التقرير " و الأهم من ذلك ، هو أن داعش يتموّل مرة أخرى عن طريق ابتزاز المدنيين في كلا البلدين ، بوسيلة الاختطاف للحصول على فدية ، وعمليات غسيل الأموال من عقود إعادة البناء.ووفقًا ل"بريت ماكجورك" ، المبعوث الرئاسي الخاص السابق للتحالف العالمي لمواجهة داعش الذي خدم في عهد الرئيس جورج دبليو بوش ، باراك أوباما ، ودونالد ترامب قال " أن قرار إدارة ترامب بتركيز اهتمامها على إيران قلل من قدرتها على مواجهة داعش بشكل فعال في العراق وسورية . ( إنتهى ملخص التقرير ) يشكل تقرير " البنتاغون" رسالة صريحة وتحذيرا مبكرا ليس فقط للرئيس الامريكي دونالد ترامب ولحكومة العراق أيضا . فخصوم ترامب المتمثل بالحزب الديمقراطي ومعظم وسائل الاعلام الامريكية لم يتركوا مثلبة ، صغيرة أو كبيرة ، على ترامب ألا ووثقوها ونشروها واعادوا نشرها في وسائل الاعلام لتكون حاضرة معلنة للناخب الامريكي في العام المقبل مدعين " تخبط " إدارة ترامب في الشرق الأوسط . ذلك يضاف إلى عدد لا يحصى القضايا الخلافية التي واصل خصوم ترامب إثارتها منذ توليه الرئاسة. الاهم في تقرير " البنتاغون" يخص العراق الذي لا يزال تتجاذبه مخاطر سيطرة قوى الفساد المسلح على المشهد السياسي ، فالقليل الذي تحقق خلال السنوات العشر الماضية غير كافٍ لاعادة بناء منظومة الامن والقوات المسلحة التي يعول عليها أن تخوض الحرب لاجتثاث الفساد ولتطهير العراق من فلول داعش.( مداخلة الكاتب على التقرير)
#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفساد المسلح خطر يهدد أمن العراق ومستقبله ما العمل : -وَلَك
...
-
تسمية الخليج بين العرب وإيران
-
صراع الأضداد الأجنبي داخل العراق ... ينذر بالأسوأ
-
وجوب ربط مستويات أجور القوى العاملة بتكاليف المعيشة
-
الضمان الاجتماعي .. نظم للتكافل الانساني بين الدول ومواطنيها
-
الطبقة العاملة المُعطلة تنحدر للفقر في غياب نظم الضمان الاجت
...
-
الفساد -مافيات- منظمة .... العراق نموذجا
-
توقعات في اسعار النفط بين المنتجين والمستهلكين ..- تِلْكَ إِ
...
-
... ودخل العراق في نفق مظلم أخر
-
فذكِّر إنْ نفعت الذكرى
-
اقليم الكرد .... عود على بدء
-
وحدة التراب الوطني العراقي لم يضمنها دستور 2005
-
إنها سنوات عجاف اربع أخرى
-
رؤية لأي حكومة عراقية مقبلة
-
وعود متناقضة لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة
-
المرجعية والانتخابات النيابية
-
متابعات في الشأن العراقي
-
هل سيادة العراق - منقوصة-؟
-
إيران والكرد.. مساعٍ أمريكية - للحفاظ على السلم ومواصلة الإع
...
-
الحوار المرتقب بين الواقع والتطلعات المتناقضة
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|