فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6323 - 2019 / 8 / 17 - 12:15
المحور:
الادب والفن
الغربة قصيدتي الغائبة...
السبت 17 / 08 / 2019
_ لستُ وحدي الغريبة...
الأرض أيضا غريبة
حين تغضب ...
تُزَلْزِلُ سُرَّتَهَا
ثم تَسْتَكِينُ إِلى جدار
تحفر فيه :
دورتي في رأسك لا في رأسي...
_ لا أحد يحرس الأرض...
لا أحد يوقف زمجرة البركان...
نتبادل الخوف
نتبادل الغضب
لاأحد يوقف الطوفان...
_ الملائكة منشغلون بالإحصاء...
السماء تشكو الغرباء
نقلوا الأحزان
والبكاء...
ونحن نقول لها :
هناك الله....؟
هل يبكي الله...؟
_ السماء تحرسها النجوم ...
الشيطان عَرَّابهَا
غريب في حبه
عالق بين السماء والأرض...
تُجَنْدِلُهُ الحجارة
في عيد الحب السنوي...
ولا يرحل...
فهل أحب الله لهذه الدرجة...؟
_ الغربة قطار تيجيفي لا استقامة له ...
والطريق ليس خطا مستقيما
أنا والغربة حقيبة مسافرة دون محطات...
أحمل الغياب وبعضا من كلمات
وامرأة شاخت على وجهها
البلاد....
أحمل ربيعنا والحروب ...
أحمل جغرافيا متعبة من حُفَاةٍ...
لم يتعلموا أن الخطو يُؤْذِي اللأرض
احمل الطَّوَارِئَ والإحتمالات...
ولا أنسى مذكرة بحث عن فقراء
تركتهم على الأرصفة
يَتَضَوَّرُونَ جوعا....
يلتهمون القمر وسورة البقرة...
_ أنا الغريبة عن قدمي ...
تشم التربة خطوي
تعرف لون حذائي....
ثم تَنْتَعِلُ رائحة الحنين
ولا تنسى أصابعي...
لربما في التيه أعْرِفُنِي...
_ كل الغرباء يعرفون الله والطريق...
قصيدتي حمامة...
علمتها الغربة
وهي الغريبة مثلي...
أن تحمل الزّْوَانَ
رحلة العودة...
كلما أضَاعَهَا الإتجاه
أو نَهَبَتْهَا الريح...
_ للغربة ذاكرة قوية ....
تُخَزِّنُ الأمكنة
والروائح...
والأصوات
وإشارة قف...!
تلقي التحية للعابرين...
تلك القصيدة ...!
غربتي الثانية....
فاطمة شاوتي / المغرب
_
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟