( نص مفتوح )
... ....... .....
أراجعُ أوراقي
الشهورُ المارقة
على سككِ الإنكسار
المتشرشرة كشهبٍ حارقة
من تصدُّعاتِ هذا الزمان
محطّاتُ العمرِ مفهرسةٌ بالعذابِ
انّي أبحثُ عن فرحٍ
أريدُ أن ألتقطَ ذبذباتَ الفرحِ
اللائذة بينَ ظلالِ النجومِ
أريدُ أنْ أبدِّدَ أوكارَ الحزنِ المتاخمة
لسهوبِ الروحِ
مَنْ يستَطِعْ أنْ ينجو
من شراراتِ هذا الزمان
شراراتٌ هاطلة فوقَ شهقةِ الصباح
فوقَ صمتِ الليلِ
تحرقُ أطيافَ النسيمِ
بالقيرِ والنار
الذاكرة البعيدة
بعيدةٌ للغاية!
طفولةٌ طافحةٌ بالألعابِ
طافحةٌ بالشقاءِ
طفولةٌ ممزوجةٌ
بالعشبِ البرّي
ملوَّنةٌ بألوانٍ
اضمحلَّت في هذا الزمان
أريدُ أن ألملمَ ما تبقّى
من نقاوةِ الطفولةِ
المعلَّقةِ بينَ تجاعيدِ الذاكرة
أريدُ أنْ أفرشَ رحيقَ تلكَ النقاوات
على صباحاتِ غربتي
أريدُ أنْ أبدِّدَ أوجاعي
أنْ ابنيَ جسراً مِنَ الفرحِ
يمسحُ الأشواكَ العالقةَ
بينَ جنباتِ الروح
يمتدُّ مِنْ وهجِ هذهِ الصباحات
حتّى عناقات الطفولة المكتنـزة بالنقاء
تعالَي أيَّتها الذاكرة البعيدة
أيَّتها الطفولة الساطعة
فوقَ جبهةِ الروح
بَلْسِمي جراحَ القلبِ
من غربة الأيام!
طهّري الغبارَ العالقَ
في أردانِ صباحاتي
افرشي تحتَ أقدامي المتعبة
بساطاً نديّاً من الأعشابِ البرّية
بلابلُكِ تطيرُ فرحاً
فوقَ تلالِ الذاكرة
أيَّتها الطفولة
يا صديقة غربتي
أراكِ تتشبثَّين في قعرِ الذاكرة
انهضي واشمخي فوقَ جبين المسافات
أريدُ أن أنقشَ فوقَ صدرِكِ
نورساً مفروشَ الجناحين
يفوحُ عبقُكِ في فمي
كعسلٍ برّي كلَّ صباح!
منكِ استمدُّ خصوبةَ الحياة
يتعطَّشُ إليكِ شراهةُ قلمي
أريدُ أنْ أفترشَكِ
على مساحاتِ الخيالِ
أن أرسمَ على خدِّكِ قبلةَ المحبة
قبلةَ الوداعة
أنْ أمنحَكِ وسامَ الحنين
أنْ استمدَّ منكِ كنوزَ البراءة
لأنثرها فوقَ البحار ِ
لعلَّها تصبُّ بركاتَهَا
في قلوبِ أطفالِ العالم!
...... .... ... ...... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص على لغاتٍ أخرى إلا باتفاقٍ خطي مع الكاتب.
كانون الأوّل: 2002
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]