أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان الصباح - العثور على الذات ... اغتيال الدونية (14)














المزيد.....

العثور على الذات ... اغتيال الدونية (14)


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 6319 - 2019 / 8 / 13 - 00:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا يمكن لاي امة الانتقال الى الامام خطوة واحدة الا اذا اعترفت بواقع حالها وتخلت كليا عن الكذب وتصوير الحال بما ليس فيه فمن يسمع اغاني وقصائد العرب وكل اشكال الفن والادب يرى حال امة عظيمة تفوق جميع الامم فنحن منتصرون في كل شيء انتصرنا عام 1948 وخسرنا الجزء الاكبر من فلسطين بان اعلنت عديد الدول العربية استقلالها الشكلي وانتصرنا عام 1967م وخسرنا ما تبقى من فلسطين واكثر واحتفظنا ببعض الانظمة وانتصرنا عام 1973م في حرب اكتوبر فحولنا الحرب الى هزيمة في اتفاق وقف اطلاق النار واتفاقيات كامب ديفيد فيما بعد وانتصرنا في حرب 1982م في لبنان التي غادرناها الى كل بقاع الارض وانتصرنا في حروب غزة فخسرنا الالاف من البشر وانتصرنا في حروب لبنان فدمرناه وغنينا على انقاضه وانتصرنا في الحرب على العراق فدمرنا كل حال العرب ولا زلنا ننتصر في اليمن وليبيا وسوريا ننفذ اجندة الغير هناك ونغني للنصر العربي تارة والاسلامي تارة اخرى مع ان من يحارب سوريا او اليمن او العراق او ليبيا لا علاقة له باي مشروع عربي او اسلامي وانتصرنا في الانتفاضة الفلسطينية الأولى بأن اتينا بإعلان مبادئ اوسلو للحكم الذاتي وبدل قول الحقيقة كاملة اسمينا ما اقمناه بالسلطة الوطنية الفلسطينية وتعاملنا شكليا كأكثر الدول استقلالا من حيث عدد الوزارات والسفارات والسيارات والبدلات الرسمية الداكنة والمرافقين والحراسات وكل اشكال البذخ حتى خسرنا تعاطف العالم معنا وانتصرنا بالانتفاضة الثانية بان انجزنا الفصل التام بين الضفة وغزة وبدل سلطة واحدة موحدة بات لدينا سلطتين وطنيتين منتصرتين يكاد المرء يعتقد ان كل منها امبراطورية عظيمة لا يشق لها غبار على الاطلاق.
شعراؤنا يخترعون من الحروف خيالا جامحا يصل حد الكذب حين يعجزون عن وصف نصر غير حقيقي فتراهم يكتبون عن انتصار الحجر او الوطن المجرد ويلغون الانسان محاولين تجاهل الفشل والعجز الذي يمثله انسانهم وهم يمجدون الماضي حتى لا يحاسبهم الحاضر ويمجدون الموت والاموات حتى لا تقارعهم حقيقة الحياة والاحياء ويمجدون القادة دون تمحيص بفعلهم او ادائهم ويصل الامر بنا حد التقديس فنقبل يد الملك على انه خليفة الله على الارض ونصف الزعيم بالنبي مع ان الانبياء لا وجود لهم كما نؤمن ونجعل من القول مفصولا عن الواقع والمنطق حتى فحين نصرخ مثلا " نموت ... نموت ويحيا الوطن " لا نفكر ابدا بمضمون ما نقول فأي وطن سيكون بلا ابناءه واي وطن سيعيش ان مات اهله.
نتحدث عن جنود الاحتلال على انهم جبناء متناسين انهم تفوقوا علينا في أكثر من حرب ولا زالوا يحتلون ارضنا وكذا تحدث مثلا الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين عن الجيش الامريكي ووصل به الامر حد القول ان " الواويات " ستأكلهم في صحراء العراق وفعل الصحاف في حرب العراق ما فعله احمد سعيد في حرب عام 1967 وفي كل الحالات كانت النتيجة مزيدا من الخيال الكاذب حد تصديقه من قبلنا ونتائج على الارض اقلها الهزيمة البشعة وتعتاد حاشية السلطان الكذب عليه ونقل غير الحقيقة وتصوير الأمر على غير حاله وكذا تفعل صحافته ومثقفيه المرتزقة وبالتالي فان كل شيء يتم بناؤه على اساس كاذب وتأتي النتيجة بعكس ما ينبغي لها ان تكون.
في بلادنا يبدأ الكذب من الطفولة من حيث يبدأ السؤال والبحث عن المعرفة فحين يسأل الطفل أمه من اين اتى تجيبه بسيل من الاكاذيب او الاجوبة غير المقنعة ويطلب الاب من ابنه الكذب على من يطرق الباب أو من يتصل على الهاتف او من يسأل عنه وهو يرى الكذب متداول في العائلة بين الجميع وفي كل شيء ثم يجد ذلك في المدرس الذي ينام في حصة الدرس او يقوم باي عمل غير التدريس وفي الشارع حيث الحديث عن اهمية النظافة بلا نظافة والاخلاق بلا اخلاق والتدين بلا دين وبالتالي فان صناعة الكذب هي التي تشكل شخصية الانسان العربي وذلك يقود طبعا الى شخصية غير حقيقية متسلقة فاسدة تستسهل كل شيء غير حقيقي بما يفضي الى مجتمع كسول غير منتج وغير حقيقي ايضا بحيث تصبح السيطرة عليه من قبل الاعداء ببالغ البساطة ويجعل منه تابع في كل شيء ويكفي ان نرى ان كل المحاولات المتواصلة لمقاطعة الاحتلال ومؤسساته ومنتجاته فاشلة ولم تحقق نجاحا حقيقيا على الارض فنحن نستهلك ليس انتاجه السلعي فنأكل ونلبس ما ينتج ونفضله على ما تنتجه ايدينا بل والثقافي فنستخدم لغته في حياتنا بلا سبب ونقبل بمؤسساته فنقاضيه امام محكمته العليا مثلا وهذا يعني قبولا بنتيجة الحكم ما دمنا نحن من توجهنا الى تلك المحاكم والأمثلة على ذلك لا حصر لها.
اننا بحاجة الى اعادة صياغة ليس لأخلاقنا وقيمنا بل لعلاقتنا بهذه القيم والاخلاق واليات التعامل معها وحقيقة موقفنا منها وما نمارسه منها على الارض فعلا وما نتشدق به وبالتالي فان العلاقة بين اقوالنا وافعالنا علاقة تناقضية بلا انسجام ولا توافق وهو ما يعني انفصام حقيقي بالشخصية العربية بين ما يعتقده الشخص وما يقوله وبين ما يمارسه على الارض فعلا فالذي يصلي لله خمس مرات يوميا ويكذب او يعتدي على حقوق غيره او يلقي بنفايات بيته كيفما يتفق لا يمكن ان يكون مؤمنا حقا بما يعتقد والا لما كان فعل ذلك وذلك يعني ان لدينا ازمة ايمان حقيقية موجعة ومؤلمة ليس المتدين فقط بل الليبرالي الذي يتراجع عن ليبراليته فورا حين يتعلق الامر بشخصه او بأسرته ودون ان تتوافق معتقداتنا مع افعالنا فان الامل بالعثور على ذات عربية انسانية حقيقة فاعلة وايجابية هو ضرب من المستحيل.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (13)
- بسام الشكعة ... حيث تكون الوطنية
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (12)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (11)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (10)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (9)
- البحث عن الذات ... اغتيال الدونية (8)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (7)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (6)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (5)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (4)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (3)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (2)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية
- الأرض والمال ودائع لدى الاحتلال
- الميديا والخبز أكثر أسلحة الامبريالية فتكا
- تفريع الأهداف ... تقزيم القضية
- نكبة العصر ... صفعة العصر
- درس نيوزيلندا وأمية العرب
- من عبدالله عزام إلى إسماعيل هنية


المزيد.....




- ديوك رومية تهاجم ساعي بريد خلال إيصال طرد ليتحول المشهد لمعر ...
- السعودية.. ضبط مصري تحرش بفتاة وكشف اسمه كاملا.. وفيديو شخص ...
- نتنياهو يمثل للمرة الـ21 أمام المحكمة بتهم فساد
- الجيش الإسرائيلي يبرر عملياته في جباليا باستهداف بنية تحتية ...
- قمر روسي جديد يبدأ بتقديم خدمات استشعار الأرض عن بعد
- الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع عملياته البرية في رفح ويرسل الفر ...
- سكان غزة لا طاقة لهم على النزوح مع إصدار إسرائيل مجددا أوامر ...
- الحل بين يديك.. هكذا يتم التجسس على محادثات -واتساب-!
- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت مجددا محطة كهرباء في خرق ج ...
- إيران تدين القصف الإسرائيلي الأخير للضاحية الجنوبية في بيروت ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان الصباح - العثور على الذات ... اغتيال الدونية (14)