احمد ثامر جهاد
الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 11:14
المحور:
الادب والفن
في ظرف عصيب وملتبس كالذي يمر به العراق اليوم ، يصبح للنشاط الثقافي اكثر من معنى يؤديه . فهو فضلا عن أهميته في خلق أجواء من التواصل والحوار بين المثقفين أنفسهم بمختلف تخصاصاتهم ومشاربهم وهوياتهم ، بعد ان تقطعت بهم سبل اللقاء والتواصل ، فانه يساهم أيضا في تعزيز صوت المثقف ودعم مشروعه الحضاري في بناء مجتمع عراقي معافى ، سيما ونحن نعيش حاليا فترات حرجة تتداعى فيها قيم المدنية والحرية وتطغى فيها صور العنف والتعصب الأصولي والطائفي . من هنا كان أسبوع المدى الثقافي بمجرد إقامته في كردستان العراق بعد اغترابه لبضع سنوات في دمشق ، بادرة طيبة لترسيخ تقليد ثقافي سنوي يجتمع فيه المثقفين العراقيين من الداخل والخارج مع نخبة من المثقفين العرب ، ليمنح الجميع فرصة تنقية التصورات والآراء مما يشوبها من غموض أو سوء فهم .
وربما كان الأهم في هذا الأسبوع الثقافي إضافة لتنوع فعالياته ، طرحه لمقترح المجلس الأعلى للثقافة ، الذي يستحق من اجل صياغة كيانه ورؤيته دراسة جادة وحوارا تفصيلا مثابرا من قبل كل المثقفين والفنانين العراقيين للخروج بواقع كيان جديد يستوعب حاجات الثقافة العراقية وتحدياتها الكبيرة وكذا آليات تفعليها في المرحلة الراهنة وشكلها المستقبلي أيضا . وقد بدا واضحا كيف تعامل عدد من المبدعين بحرص مع هذه الموضوعة وقدموا تصوراتهم عن هذا المقترح الذي يأمل الجميع ان لا يكون الإهمال مصيره ، سيما وان خطوات مماثلة وجدية كمؤتمر المثقفين الذي أقامته وزارة الثقافة في الحكومة السابقة انتهت إلى غياهب المجهول . بحال من الأحوال ورغم الارباكات التي حصلت في المهرجان من النواحي التنظيمية والإدارية يبقى لأسبوع المدى مذاقه الخاص بوصفه بادرة صحية تستحق ان نوليها دعما من اجل ان تنضج وتتفعل بشكل افضل وتتخطى اخفاقاتها في مديات يسعدنا ان تكون اقل إعلامية واشد عملية .
#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟