أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - هل روسيا «الأمّ الرؤوم» لأصدقائها؟














المزيد.....

هل روسيا «الأمّ الرؤوم» لأصدقائها؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 6312 - 2019 / 8 / 6 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم وضوح الأسس والمعايير التي تعتمد عليها الدول في علاقاتها، ما زال البعض يحلّل سياسياً مواقف حكومات الدول من القضايا والأحداث الجارية، استناداً للقيم والمبادئ التي تحضّ عليها الأخلاق الإنسانية. وينبري متفاجئاً مدهوشاً محتاراً عندما تقوم دولة صديقة ما باتخاذ موقف لا ينسجم مع مصلحة بلدنا. وكأننا نحضر المشهد الأبرز من مسرحية شكسبير «يوليوس قيصر» عندما طعنه أقرب أصدقائه، فقال يوليوس عبارته المشهورة: «حتى أنت يا بروتوس؟!»
وسواء بدوافع حسن الظنّ، أو لاعتبارات الجهل والكسل الذهني، يجري تقديم روسيا باعتبارها وريثة الموقع الذي احتلّه الاتحاد السوفييتي على المسرح الدولي، لا سيّما في العقود التالية على الحرب العالمية الثانية. وهذا قمة الوهم والبلاهة في التحليل.
روسيا ًفي العقد الأخير، استعادت مكانتها الدولية بجدارة وتحديداً منذ تولّي بوتين الرئاسة في أيار 2012 وغدت لاعباً أساسياً في أغلب الملفات الدولية الساخنة. لذلك هي تسعى إلى كسب ودّ جميع الدول والقوى السياسية المختلفة، قاصدةً جملة من الأهداف: تأمين مصالحها الاستراتيجية بالدرجة الأولى، والاحتكام إلى القانون الدولي في حل الخلافات والمشاكل بين الأطراف المتنازعة، وتعزيز الفضاء السياسي الجديد ذي العنوان الرئيس (عالم متعدد الأقطاب) الذي تعمل عليه موسكو بالتعاون مع دول «البريكس وشنغهاي» وفي مقدمتهم الصين.
روسيا الحديثة الرأسمالية دولة براغماتية؛ وبالتالي يجب ألاّ نستغرب عندما تغضّ الطرف عن جرائم تُرتكب بحقّ بعض الشعوب في مناطق شتى من العالم، مقابل مكسب تحققه في منطقة ما تهمّها. وقد تحابي دولاً وعلى حساب بلدنا، كتركيا و "إسرائيل" ودول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج. وتبرم علاقات واتفاقات وتفاهمات مع ألدّ أعدائنا خدمةً لمصالحها.
من الواضح أن أحد أهداف روسيا الكبرى في السنوات الأخيرة هو إنزال أمريكا عن العرش. عبر خطة ذكية ممنهجة متدرّجة. مستغلةً الظرف الدولي الجديد الذي سِمَته أن أمريكا وحلفاءها بمرحلة تراجع، وروسيا وحلفاؤها بمرحلة صعود. إلا أن روسيا لم تصل بعد إلى مرحلة فرض رؤاها وحلولها للمشاكل والأزمات الدولية بمعزل عن شركائها وخصومها الأقوياء. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى: (أوكرانيا، فنزويلا، ليبيا، اليمن، العراق، فلسطين، سورية..).
إزاء ما سبق ذكره، يطرح السؤال نفسه: من هي سورية بالنسبة لروسيا قياساً بأهدافها ومصالحها الاستراتيجية العظمى التي تعمل على تحقيقها؟
علينا أن نكفَّ عن اعتبار روسيا وغيرها من الدول التي تساعدنا، على أنها الأمّ الرؤوم التي تضحّي من أجلنا. علينا أن نتخلّص من بقايا ثقافة الدفاع عن الاتحاد السوفيتي بعجرها وبجرها التي ما زالت تفعل فعلها لدى الكثير من الأحزاب والقوى السياسية فيما يخصّ روسيا، والتي هي أصلاً لا تطالبنا باتخاذ مثل هذه المواقف.
الحليف والصديق ليسا ملاكين يرفرفان بأجنحتهما علينا. فهما يُخطئان ويُصيبان؛ عندما يُخطئان، نشير إلى ذلك بمحبّةِ الصديق المعاتِب. وعندما يُصيبان، نرفع لهما القبّعة شكراً واحتراماً وتقديراً وامتناناً.




#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية إلى أين؟!
- هل الحلفاء أخوة؟!
- «القرضاوي» والمسيحية
- مرةً أخرى عن العلمانية
- ذَكَرُ العجل
- دوامُ الحال، من المُحال..
- المنشور
- جاري والدكتورة
- قراءة في «بالخلاص يا شباب!»
- قراءة موجزة في «زمن مستعمل»
- «العمى»
- «الانفجار السوري الكبير»
- قراءة في «بجعات برّيّة»
- كنّا أشقّاء، وسنبقى..
- معجزة العصافير
- وتساقطتْ أوراقُ الليمون
- المعلّم «الكافر!»
- «المعلوم!»
- المرأة ربيعٌ أيضاً
- لا للقتل..


المزيد.....




- فيديو مفزع يظهر ما فعله شرطي أمريكي بمراهقين أمام والدتهم.. ...
- صوتكم يمنح جروة الذئب هذه اسمًا.. فلا تترددوا!
- بايدن بعد المناظرة أمام ترامب: لم أعد أمشي بسهولة لكنني أعلم ...
- اندلاع حريق في مصفاة الزور بالكويت (فيديو)
- موريتانيا ـ الناخبون يختارون ما بين التغيير والاستمرارية
- السيسي يطالب المجتمع الدولي بخطوات سريعة لتفادي انزلاق المنط ...
- زعيم المعارضة التركية يحاول ترتيب لقاء مع الرئيس السوري
- مسؤول عسكري إسرائيلي: تفكيك حماس في رفح سيستغرق عامين إضافيي ...
- إصابة شرطي أمام السفارة الإسرائيلية في بلغراد ومقتل المهاجم ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا: بلادنا تحتاج للتجارة مع كل العالم ...


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - هل روسيا «الأمّ الرؤوم» لأصدقائها؟