|
الشامتون في وزيرة الثقافة- السابقة- !
محمد القصبي
الحوار المتمدن-العدد: 6312 - 2019 / 8 / 6 - 16:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كُثُرٌ.. الشامتون في وزيرة الثقافة د.إيناس عبد الدايم ..مع ما يظنونه " دشاً باردا " تلقته من الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب السابع. الموقف فُسِر من قبل هؤلاء الشامتين على أن إيناس عبد الدايم ،خلال أسابيع ..ربما أيام ..ساعات.. سوف يتغير مسماها لتصبح "وزيرة الثقافة السابقة"! وهؤلاء الشامتون يمكن تقسيمهم إلى شرائح ثلاث : شريحة تتطلع إلى ذات الكرسي ..حتى لو كانت غير مؤهلة ..ليس فقط لمنصب وزير الثقافة ، بل ربما مسئولاً عن نادي الأدب في أصغر نجع في مصر! .. تلك الشريحة لاتعي رسالة وزارة الثقافة خاصة خلال تلك الفترة العصيبة التي نجتازها منذ ثماني سنوات ..لكنها حمى التطلعات المرضية والتي تدفع البعض - ليس لتوجيه ولو سلندر واحد من سلندراته الأربعة لتنمية قدراته الإدارية والوظيفية ، ومضاعفة مرجعيته المعرفية.. بل تجييش كل سلندراته وسلندرات الأصحاب والأحباب في حرب الإزاحة والإحلال ..إزاحة غيره ليحتل كرسيه ! وكل متطلع من هؤلاء يسوق نفسه ..المناضل تشي جيفارا .. الثائر الاستثنائي ..فقط ..إلى أن يقتنص الكرسي ..! وهؤلاء "المناضلون " يخوضون حروبهم الشرسة تحت شعار غير معلن" لافيها لاأخفيها "! وللأسف .. منهم من ينجح لنفاجأ به وزيراً أو رئيس مجلس إدارة.. .. لكنه أبداً لا يهدأ .. سلندراته تظل مجيَّشة.. ليواصل حروبه ..ضد كل من يراه متربصاً بالكرسي ، وعملاً بالمثل الشعبي" اتغدى به قبل ما يتعشى بك "!! وقد لاتكون له علاقة بمبادئ علم الإدارة الحديثة ،لكنه عبقري –يقيناً- في تطبيق المقولة الشهيرة سيف المعز وذهبه !!! ومثل هؤلاء..لم ولن يتوقف رد فعل أي منهم إزاء ماحدث في مؤتمر الشباب .. فقط ..عند الشعور بالشماتة والتشفي ..بل سيبدأون اللهث المدفوع بالشراهة لاقتناص الكرسي..كل يطمع في أن يكون البديل المنتظر للوزيرة "السابقة" إيناس عبد الدايم .. أما الشريحة الثانية من الشامتين ..فبعضٌ تطلعوا إلى شيءٍ من كعكة وزارة الثقافة ..منصب ..جائزة ..رئاسة مؤتمر .. لكن الوزيرة ضربت بتطلعاتهم تلك عرض الحائط ..لذا طفحت دواخلهم بمشاعر التشفي والشماتة لما لاقته إيناس في مؤتمر الشباب وهؤلاء أيضاً يترقبون التعديل الوزاري الذي يظنون أنه قريب ..قريب للغاية ..ليقتربوا من الشاغل الجديد للكرسي ، على أمل أن يحصلوا على مافشلوا في الحصول عليه في زمن إيناس عبد الدايم.. ومن بين هؤلاء للأسف صحفيون لايكفيهم كارنيه نقابة الصحفيين لتحقيق شيء من الوجاهة الاجتماعية التي ما اقتحموا بلاط صاحبة الجلالة إلا من أجلها ، بل يسعون إلى سفرية.. رئاسة أو عضوية لجنة في المجلس الأعلى للثقافة..لجنة في معرض الكتاب..عضوية مجلس إدارة في إحدى هيئات أو مؤسسات الوزارة !!فإن لم يتحقق لهم مايتطلعون إليه سنوا أقلامهم ليشعلوا حرب" لافيها لاأخفيها"! ومن تكون الشريحة الثالثة من الشامتين في وزيرة الثقافة؟ بالطبع ..الاخوان . هؤلاء لن ينسوا أبداً أن إيناس عبد الدايم بعد أن تم إقصاؤها من قيادة دار الأوبرا هي التي أشعلت ثورة المثقفين ضد الوزير الاخواني د. علاء عبد العزيز .. في يونيو 2013 ! لكنني لا أخفي ارتياحي بما حدث في مؤتمر الشباب ..لأنه منذ البدء كان اختياراً غير موفق ..أن تمنح إيناس عبد الدايم مفاتيح وزارة الثقافة ، وكثيراً ما كتبت في "الحوار المتمدن" عن كوارث الوزيرة ، وصمت الحكومة تجاهها ..منها مقال بعنوان سيدي الرئيس : لماذا لاتخضع الثقافة لنظرية الأواني المستطرقة ؟ المنشور في 15 مايو الماضي، ومقال "لماذا لاتعاقب الحكومة وزيرة الثقافة ، وأهالي زفتى محمد فودة ؟!" والذي نُشِر في 29 سبتمبر من العام الماضي وتناول كارثة استقبال د. إيناس عبد الدايم للسجين السابق محمد فودة في مكتبها والتقاط الصور معه ،ومنحه وعدا بإنشاء قصر ثقافة في بلده ودائرته الانتخابية مدينة زفتى، بالطبع ليقدمه رشوة لناخبي الدائرة ! " لمن لايعرف ..فودة هذا ألقي القبض عليه عام 1997 حين كان سكرتيراً لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني بتهمة تسهيل بيع أراضى خاضعة لمصلحة الأثار التابعة لوزارة الثقافة لرجال أعمال مقابل رشاوى مالية كبيرة وقضت محكمة جنايات الجيزة بسجنه خمس سنوات ،مع تغريمه 3 ملايين و167 ألف جنيه, وإلزامه وزوجته رانيا طلعت السيد برد مبلغ مماثل إلي خزينة الدولة" ! وحين استبعد القضاء محمد فودة من مارثون الانتخابات البرلمانية في نوفمبر الماضي غمرني الشعور بالأمل ..أن هناك من يصوب الأخطاء الكارثية في هذا البلد ..وجسدت شعوري هذا في مقال نُشِر في 29 نوفمبر بعنوان" استبعاد فودة إدانة للوزيرة ..للحكومة.. إنصاف لي ! لكنني أبداً لست شامتاً في د. إيناس ..الشماتة طفح بالوعة الحقد لأسباب شخصية تجاه آخر ..وليس ثمة ما يدعو للحقد الشخصي بيننا ..فكلانا لايعرف الآخر على المستوى الشخصي ..علاقتنا تتمحور حول كوني مواطناً وهي وزيرة..وكل ما لدى المواطن الشعور بعدم الرضا تجاه أداء الوزيرة !! وما هو المطلوب من وزيرة الثقافة ولم توفق في أدائه ؟ المطلوب دائما من كل وزير ثقافة ..إعادة هيكلة دماغ المراكبي الذي لايفصله عن مكتبه سوى 50متراً إعادة هيكلة دماغ هذا المراكبي.. بحيث إن تعرض لمشكلة صحية أو غير صحية لايلوذ بالدجالين.. أن يدير أمور حياته بالعقل وبما لايخالف الدين ..دين الله الصحيح. أن يكون دماغه هو وأبناؤه محصناً ضد فكر المكفراتية ومشايخ الإرهاب . ألا يلقي بمخلفات طعامه وشرابه في النيل أو الشارع أو أي مكان سوى المكان المخصص.. أن يدرك أن الدين الصحيح ليس فقط صلاة وصوماً وأدعية وأذكاراً والصلاة على النبي ألف مرة في اليوم ،بل سلوكاً قويماً ..مراعاة الله في كل عمل يمارسه ..أن يكون أميناً ..عادلاً في علاقته بالآخر..بالوطن .. أن يكون نهج حياته مستلهماً من حديث النبي الكريم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". ولأن شيئا من هذا لم يحدث ..فمازال المراكبي المجاور لمكتب الوزيرة يلوث النيل بمخلفاته ، ويدخر بمشقة من دخله ثمن " خروف " ليذبحه وفاءً لنذر إن حصل ابنه على 98% في الثانوية العامة ولو بالغش! ومازال يلوذ بالمشعوذاتية إن واجه مشكلة ، ولايتعظ مما ينشر بشكل شبه يومي عن نهب هؤلاء الدجالين لأموال الغلابة..بل واغتصاب نسائهم ! ومازال يتزوج ويُطَلِّق ويتزوج ويطَلِّق ..وينجب أطفالاً من كثرتهم لايعرف عددهم !! مازال دماغ المراكبي كما هو ..يطفح بما هو مدمر للدولة المصرية. بل أن هذا المراكبي لايعرف إن كان هذا المبنى المواجه للشاطيء الذي يرسو عليه مركبه وزارة الثقافة أم وزارة التعليم ! لكنه ليس فشل وزيرة الثقافة وحدها ..بل أيضاً فشل العديد من الوزارات والمؤسسات التي يفترض أنها معنية بمهمة إعادة هيكلة دماغ المصريين على أسس من الفكر المستنير وتعاليم الدين الصحيح..دين العقلانية والتفكير العلمي والسلوك الإيجابي والأخلاق الحميدة ..دين الله وليس دين مشايخ الجاهلية الجديدة! الأزهر ووزارات الأوقاف والشباب والرياضة والتعليم العام والعالي والإعلام.. كلها وزارات ومؤسسات مسئولة تماماً مثل وزارة الثقافة عن مهمة إعادة هيكلة دماغ المراكبي !! والحل .. مجلس أعلى للثقافة ..للتنوير ..غير هذا المجلس المثير للشفقة ..المجلس الجديد يفترض أن يكون تابعا مباشرة لرئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء ..ويعد بمثابة سلطة فوقية لكل المؤسسات والوزارات المعنية بدماغ المصريين ..يضع استراتيجية شاملة لإعادة هيكلة الدماغ الجمعي المصري على أسس استنارية ، تتضمن الأهداف المتوخاة تفصيلياً والجهات الموكل إليها التنفيذ ، وآليات التنفيذ ، ودور كل منها، على أن يضع هذا المجلس خططاً زمنية لهذه الوزارات والمؤسسات وكيفية التنسيق بينها ، ويتابع هذا المجلس الذي يفترض أن يكون أمينه العام بدرجة نائب رئيس الوزراء مراحل التنفيذ ..أولا بأول. على أن يشغل كراسي القيادة في هذه الوزارات ..علماء مقاتلون منتمون بالفعل والسلوك لهذا البلد..وليس باللافتات. طموح الدولة المصرية هو طموحهم الشخصي.. ولا يتوانى أي منهم ولا يخجل إن أمسك مقشة ونظف مكتبه ..فناء وزارته ..الشارع الذي تطل عليه وزارته ..لمسة جمالية يضفيها على وجه مصر.. بحب.. بحماس .. مثل هؤلاء كُثر .. فقط ..مشكلتهم ..مشكلة مصر.. أن ضجيج عبده مشتاق.. يحجبهم!!
#محمد_القصبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
د.عواض :لماذا لايصبح حملة الأقلام.. أيضاً حملة مقشات؟!
-
لو أسند عبد الناصر وزارة المعارف لسيد قطب لتغير مجرى التاريخ
-
سمير غريب..كيف لانحبه ..وكل من أحب ؟!
-
ما أشرسها حروب عمرو فهمي ..ضد المرض ..ضد الفساد!
-
صفقة القرن ..من يجرؤ أن يقول نعم!
-
سيدي الرئيس : لماذا لاتخضع الثقافة في مصر لنظرية الأواني الم
...
-
د. هشام: ماذا لديك تقدمه للمراكبي المجاور لمكتبك؟!
-
شهر الورع أم شهر الفجع؟!!
-
أزمة الممثل الراحل أحمد راتب مع التعديلات الدستورية!
-
الفريق كامل الوزير قائداً للمؤسسات الصحفية!
-
كلاهما وطني ..من يقول : نعم ..من يقول: لا
-
سيدي الرئيس ..هل سأعاقب إن قلتُ للتعديلات الدستورية..لا؟!
-
-منكوس- أبوظبي ..شجن وبهجة وجوائز بالملايين
-
انحياز نقابة الصحفيين للدولة لايعني زواجاً كاثوليكيا بالحكوم
...
-
انحياز نقابة الصحفيين للدولة لايعني زواجاً كاثوليكياً بالحكو
...
-
في رواية -جابر- ..الكل فصيح ..الكل يؤرخ
-
تبرعوا لبناء نصب تذكاري للمواطن المجهول ..البطل الحقيقي لثور
...
-
بهية تنزف في حمامات نقابة الصحفيين
-
من يشتهيك سيدتي كأنه يشتهي إيزيس!
-
كنت وحسن الشعراوي والقزاز.. كما أراد جرامشي !
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|