سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6311 - 2019 / 8 / 5 - 04:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لاجل التصدى للمواقف المائعة
سليم نزال
نحن فى زمن اختلاط الحابل بالنابل .و قد تحدث ابن خلدون عن هذه الظاهره قبل عدة قرون حين تختلط الامور و تضيع الحقيقة . من مؤشرات هذا العصر اختلاط المفاهيم الى درجة يصعب فيها على بسطاء الناس معرفة الحقيقة لانها تضيع وسط انصاف و ارباع الحقائق و جبال التزوير .لذا تصبح مهمتنا الغربلة و الغربلة و الغربلة لاجل الوصل للحقيقة .تماما مثل عمل الاركيولوجى الذى يحفر فى باطن الارض للوصول الى اسس الحضارة الاولى التى تم البناء عليها طبقات فوق طبقات فى مراحل تاريخيه لاحقة .و فصل الطبقات عن بعضها البعض من اجل ان نصل كما قال اركون الى الفكرة الاولى .
و عندما يزور يهود اماكن دينية فى الاردن او تونس او سواها ليس لدينا من حيث المبدا اعتراض على حق الانسان فى زيارة اماكن دينيه . لكن المشكلة ان هؤلاء يخلعون الملابس العسكريه التى يحتلون و يقتلون فيها الشعب الفلسطينى فى وطنه ثم ياتوا كمتديين .هنا نقول لا لهذه الزيارات الدينيه , لان من يقوم بها مجموعة من القتله و المحتلين و هذا سبب كاف ان يكون لنا موقفا صلبا .خلط الامور و الميوعه فى المواقف مؤذي جدا .لسنا بحاجة الى شهادة حسن سلوك من احد لان اليهود لم يعرفوا الاضطهاد فى العالم العربى عبر تاريخهم .عكس ما حصل معهم فى الغرب .
عندما زار الجنرال منتغومري مقابر الجنود البريطانيين فى العلميين اقتح عليه محمد حسنين هيكل و كان صحفيا فى بداية عمره ان يزور ايضا قبور الجنود الالمان فرفض مونتغومرى .و قال انا امرت باطلاق النار عليهم و نفاق ان ازور قبورهم .و اعتقد انهم محقا لان هؤلاء كانوا المان هتلر و ليس المان اليوم المسالمين .النازيه سممت الشعب الالمانى بالايديولوجية العنصرية و حولته الى قتلة و مجرمين .ليس معنى هذا ان كل المانى كان عنصريا لكن المناخ العام كان كذلك . هناك امر يكاد يكون قانونا . العنصرية تصدر دوما عن مناخ فيه مرض .المناخ الصحى محصن ضد الثقافة العنصرية و حتى و ان صدر يجد الكثيرين ممن يتصدون له دفاعا عن انسانيتهم قبل الدفاع عن الاخرين ..و ما حصل مع الالمان ينطبق ذات الشىء على اليهود حيث سممت الصهيونيه الثقافة اليهودية و حولتهم الى قتلة و عنصريين .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟