أمير بالعربي
الحوار المتمدن-العدد: 6310 - 2019 / 8 / 4 - 21:07
المحور:
الادب والفن
على أربعٍ
قالتْ أَكثِرْ مِن اللّعَابْ
فضحكتُ :
هكذَا فُعِلَ في الأجدادِ
... لكنَّ وَجهَكِ على وسادةٍ ناعِمَة
أمّا وُجُوهُهُمْ الراغِمَة
فكانتْ في التُّرَابْ ...
سخرَتْ وقالتْ :
ماذا أقولْ .... ماذا أقولْ ....
عَمَّنْ لا يَزالُ
أَسيرَ ثقافةِ الفَاعلِ والمَفعولْ
فافعلْ نَصَرَكَ الله يا فَاعِلْ ,
وأَطِلِ الفِعْلْ
ولا تَخْشَ منَ المفعولِ ,
لا قَذَرًا ولا قَمْلْ ,
ولا ضَبًّا ولا عَقربًا
ولا ... حَوَلًا في النَّسْلْ !
كانتْ حديثةَ عهدٍ بإلحادِ
وكنتُ
منذُ عُصورٍ سَحيقةٍ حالمَة
أَقْطُنُ سَعيدًا غابةَ الاغترَابْ ...
أُسابقُ أسودَ الأطلسِ
ولا أرَى أثرَا لكلبٍ
أو نَسرٍ
أو عقابْ
وكلمَا هزأتُ مِنَ السَّمَاءْ
لعنَتْ بُرْنُسِي ...
ألا يكفينَا تَحَمُّلهُ في الشتاءْ !
اخلعْ
ونحو أخوتكَ أَسْرِعْ !
أيّهَا الشقيُّ
ما شَذَّ عبدٌ عَنِ العِبَادِ
إِلَّا قَضَى
فِي الخلاءِ فَريسةً للذئابْ !
سَمَّيتُ وشرعتُ أَفعلْ
فقالتْ طبِّقْ ولا تَسأَلْ
قلتُ ماذا ؟
قالتْ إنَّا جَعلنَا الشُّعُورَ أَلْجِمَة
والعجائزَ أحْصِنَة
فسبِّحُوا مَنْ جَعَلَ وَأَنْعَمَ
وبارِكُوا مَنْ فَعَلَ وأَتْقَنَ ...
فسَبَّحْتْ
وحاوَلْتُ المواصلَة
لكنْي مَا استطَعْتْ ...
فتوقَّفْتْ
لأتأمّلَ وأسألْ ...
ففهمَتْ
لكنها ... تجاهَلَتْ
سبّحَتْ وبارَكَتْ
فصرْتُ المفعولَ وهيَ الفاعلَة ...
وعندمَا انتهَتْ ... سَألَتْ :
مَنْ رَأَيْتَ هذي المَرَّة ؟
عقبةَ أمْ ابنَ النعمانْ ؟
قلتُ لنْ تَستطيعي مَعِي صَبْرَا ...
قالتْ معًا نُلَمْلِمُ بقايَا ذلكَ الإنسانْ
وليفتخرْ الناسُ بمُعَلَّقَاتهمْ
وليُلقُوا في الصحراءِ جَمَرَاتهمْ
ولتَشْوِنَا نحنُ .. مَعًا .. تلكَ المُعلّقة .. تلكَ الجَمْرَة .
#أمير_بالعربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟