الواسطة وأسس النظام الديمقراطي

عمار جبار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6310 - 2019 / 8 / 4 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الواسطة وأسس النظام الديمقراطي
عمار جبار الكعبي
دولة المواطنة تقتضي المساواة بين الجميع امام القانون، للكل حقوق متساوية، وواجبات أيضاً متساوية، فما دامت المواطنة هي المعيار، فجميع الانتماءات الاخرى تكون فرعية ومكملة للهوية الوطنية الشاملة، وهو ما تعمل عليه الدول لاجل الاستمرار بعملية الاندماج الاجتماعي، وزيادة قوة النسيج الاجتماعي، الذي يشعر بوقوف الحكومة وجهازها الإداري على مسافة واحدة من الجميع .

حينما تدعي الدولة العمل على عملية الاندماج الوطني، فانها تركز على مجموعة خطوات ومؤسسات يكون في مقدمتها المؤسسات العسكرية والتعليمية وغيرها، ومن جانب اخر ترسيخ عدم حاجة المواطن لأي جهة او تسهيل خارج إطار الحكومة لإنجاز معاملاته او استحصال حقوقه .
الواسطة في العراق هي طريق الوصول، لاستحصال الحقوق وانجاز المعاملات، والخلاص من البلايا!، وهو ما يتعارض مع الأسس التي بني عليها النظام، من خلال اعتماد الديمقراطية التوافقية لإشراك وتمثيل الجميع سياسياً، لتحقيق الاندماج الوطني اجتماعياً، خلاصاً من التشتت والاقتتال والفئوية .
بحث المواطن العراقي عن واسطة لإنجاز معاملته او حاجته ( القانونية أصلاً )، يبين تناقض اداء الجهاز الإداري والحكومي مع الأسس التي بني عليها النظام من جهة، ومن جهة اخرى يوضح مدى العجز الإداري الكبير، الذي منع هذا الجهاز من الاستجابة لمطالب المواطنين واحتياجاتهم، وهذا العجز ناتج عن جملة من الاسباب التي يأتي في مقدمتها :
1- الروتين قاتل
2- الفساد الكبير ( ادارياً، ومالياً )
3- تسويف كارثي من قبل الموظفين
4- تعالي وتكبر ولا اخلاقية التعامل من العديد من الموظفين !
5- تعدد حلقات الحسم الاداري في الدوائر مما يضيع خارطة الطريق امام المواطنين .
6- غياب الإرادة الحقيقية لتطوير النظام الاداري .
7- المافيات والعصابات المستفيدة من هذا العجز والتلكؤ لتمرير ما تريده .
النظام السياسي الذي يقوم على أسس يخالفها إدارياً، يعاني من تشوه كبير، وانحراف اكبر عن المسار الذي رسم له، مما ينتج عن تواجد تناقضات صارخة وكبيرة في شكل وسلوك النظام وآلياته المختلفة، وهذا يجعلنا نضع رؤيتين مستقبليتين له، دون ان يكون استمرار الامر الواقع ضمنهما، لان الواقع اعجز من ان يستمر !.
الرؤية المتفائلة تنطوي على استشعار المتصدين لخطورة هذا الانحراف، وتقويمه لتحصيل الخلاص، بينما تندرج الرؤية السلبية في ان النظام لن يستطيع الصمود كثيراً، لانه اما سيتم اسقاطه، او سيتداعى لعدم قدرته على الاستمرار!.

#عمار_جبار_الكعبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات