شادي سلامي رزق
الحوار المتمدن-العدد: 1548 - 2006 / 5 / 12 - 06:16
المحور:
الادب والفن
أما ملّ المريض من سريره بعد ....!؟
إلى متى سيبقى صريع الفكرة و الهذيان في ذلك المكان ...!؟
هل هو شيطان ولهان في انتظار الأوهام و الإلهام ...!!؟
كابوس خيّم على (إنانا) فلم يعد هناك مهربا منه إلاّ بانتهاء الفن ...! والفن لن ينتهي..
إذاً ستعاني (إنانا) من فقر الإبداع إلى أن يهبط الوحي عليها بعدما كان قد سمح لنفسه بالنزول للمرة الأولى ...هذا إذا كان قد زارها بالأساس...!
كما الساذجين في لحظة الاختناق و الحصر ..تنتظر جوابا فتعجز عنه ...كانت درجة يمكن المقامرة عليها في البداية ...عندما بدأت هناك خطوة باتجاه المسرح الراقص وأدلت (إنانا) بدلوها على خشبة المسرح من ( سيناريو و إضاءة و موسيقى و إخراج و ممثلين و كريوغراف, الخ..... )
فقد كنا تحت وطأة تساؤلات عديدة منها :
هل كنا نملك هذا المسرح من قبل ؟
وهل خطوات (إنانا) صحيحة في هذا المجال ...؟
وإن كانت كذلك هل ما نشاهده اليوم تطور أم تراجع ...!؟
أما كانت الستة عشر أو السبعة عشر عاماً الذي انقطع فيها مهرجان دمشق عن المسرح هي كفيلة بأن نستعد لمثل هذه الأيام التي تعيشها سورية من فقدانها لكتابها العظام ...! أم لتتحول المسألة إلى قضية تجارية بحتة ولا أسف على ما يقدم أو ما يعرض ...!!؟
أم أنه يا ترى بعد هذا الانقطاع سندخل في حالة جديدة من السبات المبكر ...تودي بنا إلى حالة موت سريري ...!
وبغض النظر عن عرض (جوليا دومنا) الذي تم الحديث عنه في مقالة سابقة وتم اختصار أو اختزال عيوب هذه المادة التي تغطي حالة إنانا هذه بإصبع الاتهام هذا...!؟ فإن اضمحلال (إنانا) قائم لا محال .
لكن إلى أين سوى استغلال عقول العالم ووضع عناوين كبيرة تفوق سعة إدراك (إنانا) ذاتها , كرمى أهداف قد تكون وضيعة , ولكن لا أعتقد أنها تفوق قدرتها ماديا في استدراج عروضها الأزيائية ...!!
إذ أن موضوع الاستعراض و إظهار الأجساد والتنكيد بالعباد هو السائد و ليس لفن ..
وليست تلك التي تسمى خشبة المسرح , كمن يكون دورها كأرضية تصلح لصالة بناء أجسام الرجال و رشاقة (النسوان) على سبيل المثال...! مسببة تلك "الحميمية" التي لا مفر منها ! و ترى ذلك واضحا في المشاهد المتعددة أحيانا في أغلبية العروض مثل (زنوبيا) و (هواجس الشام) و غيرها ...ففي (زنوبيا) تعمد اختيار الشخصيات التي تتطلب أداءً معينا كالسجن مثلا , لإظهار تقطيعات أجسادهم العضلية ليس إلاّ...!!وزيادة عدد المساجين لترسخ فكرتها , ولكن هذا موضوع آخر قد طال صدق التاريخ و أحداثه...!
فقد كان الحثيّون قبل زنوبيا بمئات السنين , أما على الطريقة (الإنانية) فهي معاصرة لزنوبيا ....و الأنكى من ذلك أن هناك محاولات سلب و نهب من قبلها لتطال زنوبيا ومملكتها ...و أنا لا أعرف أين ذهب المناذرة و الغساسنة و من ورائها الفرس و الروم إثر ذلك !؟
هل رؤوا الحثيين فهربوا ...!؟ بل من التاريخ كله !
أيضاً له مؤرخينه...!
ولكن لا أدري لمَ يطال التشويه هذا أيضاً ...!
إنما ..لمَ إظهار المواهب في غير أماكنها ...!؟ فتلك الخشبة أكبر من أن تحتضن تلك السخافات (المواهب)....
وأنّ على (إنانا) قراءة التاريخ حقيقية قبل أن تبرم الصفقة مع ال (سينارست) الذي تتعامل معه....!؟؟ لا لشيء سوى تجنب تشويش المتلقي الهادف!!
لتعرف كيف يمكن أن يكون المسرح و الراقص تحديداً ...فكيف إن كان كل ذلك و أضفنا عليه ميزة (مسرحة التاريخ)...
أما كانت (كليوباترا) و هي المثال الأنجى و الأغلى لِ (زنوبيا) في عرض إنانا قد كانت تاريخا...!
وأما كان شكسبير ذلك الأسطورة المعجزة قد مسرح تاريخها و ما زالت حاضرة و تدرس أكاديميا ...؟
فلتطلع (إنانا) و تحلل المسرح بشكل صحيح لتنال درجة الخلود في أعمالها ...!
فكل ذلك ليس بمسرح , و إنما هو مشروع و لكن لا أدري أيضا مشروع ماذا...!؟
فعندما نقدم عملا تكون فكرته أو موضوعه واضحاً و لكنّ كثرة الأسئلة التي من حوله, والتي غالبا ما تكون مغلوطة , و مبالغا فيها تجعل منه ذي إسقاطات متعددة...!لتبهر العرض أكثر فأكثر , أكثر من ذلك لا يوجد ....
أما آن ( لِإنانا) أن تغيّر لغة ال(هيلا , هيلا) ...وال(يوياه , يوياه) إلى لغة فنية حقيقية...تطرب لها الروح قبل أن تطرب الجسد....!
إلى متى ستبقى وليدة الخاتمة الموحدة لكل من أعمالها ...!؟ وهل من ذلك هدف أيضاً...!؟
أم أنه عجز عن إعادة صيغة المسرحية الراقصة وما جاء في مضمونها لتكون خاتمة تصلح كمقالة منشورة في الصحافة ...!
ولو عرض على (إنانا) عملا تحت اسم "ألف ليلة و ليلة" فهل هناك فرصة لتستغل العنوان و تخترع منه صيغة أو حكاية واحدة فقط تحت اسم "الرقصة الأخيرة" من "ألف رقصة و رقصة" ....!!!
#شادي_سلامي_رزق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟