أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس إيغو - الخطاب الأيديولوجي وسرير بروكست














المزيد.....

الخطاب الأيديولوجي وسرير بروكست


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 6308 - 2019 / 8 / 2 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المثقف أو المشتغل في الحقل الثقافي، فاعل اجتماعي من بين الفاعلين الاجتماعيين الكُثر في المجتمع، ولكن له دور خطير لأنه قد يحرك المياه الآسنة لو كانت بيده مطرقة نقدية تشبه مطرقة الفلسفة عند نيتشه، أي لو عرف كيف تكون أفكاره صاعقاً ومفجراً للسدود والجدران التي تحجز الأفكار وتمنعها من التطور والتجدد.
لكن، المثقف أو لنقل المفكر في عالمنا العربي والإسلامي ليس دائماً حامل فانوس النور مبشراً بزوال العتمة وإنقضاء الظلام، إنه أيضاً هذا الحامل لفكر الجمود والإنغلاق والمتصدي للتنوير، إنه يبني دشمته المصفحة على مدخل المدينة متسلحاَ بسرير بروكست الإغريقي ينتظر العابرين لدخول المدينة ليعلقهم على سريره الأيديولوجي، ومن يثبت أنه أطول من السرير تقص أرجله حتى تنطبق قامته مع سرير الثوابت، ومن يثبت أنه أقصر من السرير يشد ويسحب حتى تصبح قامته متطابقة مع السرير، وعندها تُفتح لهما أبواب المدينة بعد أن تمت فرمتتهما حسب "الأصول"، فمدينة (سلامان) لا تحب من يعكر صفوها من الذين يغوصون في بواطن المعاني من روحانيات مخفية خلف الحكايات والقصص والأمثلة والمجازات، أمثال إخوان (حي بن يقظان) وأخواته، بل تفضل من يكتفون بالمدلولات الظاهرة والمشغولين بالعالم المادي، بعيداً عن التأمل المثير للمتاعب والجدل.
إذن، يمثل سرير بروكست بحق المعيار الأيديولوجي لقياس الأفكار دون أي رجوع الى الواقع، لا بل هو يريد صياغة الواقع على معياره محاولاً إدخاله بالقسر لكي يكون ملائماً بالضبط لهذا المعيار الثابت، أي أن على الواقع أن يتحرك ليتأقلم مع الأيديولوجيا ومعاييرها الثابتة لا العكس وإلا لما كانت إيديولوجيا، لأصبحت فكرة مرنة تسمح من خلال الحوار مع أفكار الفاعلين المشاركين لها في المدينة عن أفضل ملائمة وتكيف مع الواقع، وكيفية التحويل للواقع بمعرفة الحركة الداخلية والخارجية له، لأن الواقع هو معادلة لحركة عوامل كثيرة منها داخلية وأخرى خارجية، وبهذه المنهجية التواصلية الديالكتيكية والتركيبية تستطيع الفكرة التي خرجت من حوار اجتماعي جدلي طويل أن تتآلف مع الواقع وتجعله يتحرك من ضمن إمكانيته ويتحول دون أن تقسره قسراً.
والواقع العربي لن يتحرك إلا في جدلية مركبة بين الإمكانيات الحُبلى داخله والتصورات المعقولة التي نضعها للمستقبل والإرادات الإنسانية للوصول الى تحقيق إمكانية ما من تلك الإمكانيات الممكنة، ومن هنا ندرك مأزق الأيديولوجيات القومية والإسلامية والماركسية التي تفكر فيما يجب أن يكون في معزل عن الإمكانيات الواقعية، لا فيما يمكن أن يكون في هذا الظرف التاريخي أو ذاك.



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع بين العسكر والإخوان في المنطقة من خلال العلاقات الترك ...
- خطر اللبننة في الغرب: من حوادث التخريب في الشانزليزيه الى اح ...
- العرب والتراث: معضلة وجودية
- كيف يمكننا تسمية عصرنا الحالي؟
- الأصولي ومفهوم الرهاب والتطهّر
- الشعب ضد الديموقراطية أو الديموقراطية ضد الشعب
- بين استراتيجيات الإصلاح النهضوي للشيخ وداعية الليبرالية، وال ...
- المفارقة العالمية العولمية
- من المحيط الى الخليج: رياح منعشة تهب علينا من جبال الاطلس
- هل تصبح العلمانية ضحية التحديث والعلمنة؟
- عصر الاستهلاك االكبير
- كيف أخفقت النهضة العربية
- هل فعلاً مجتمعاتنا العربية غير جاهزة للديموقراطية؟
- لماذا انهزم الربيع العربي
- بين النوايا الخضراء المشبوهة والسترات الصفراء المحرومة
- كيف الخروج من هوّة التأخر؟
- العرب والإخفاق الحضاري المزمن
- العرب والحداثة والتحديث
- اللقاء الصدمة مع الحضارة الاوروبية الصاعدة
- الظرفية التاريخية المعاصرة في العالم العربي وأهمية العامل ال ...


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس إيغو - الخطاب الأيديولوجي وسرير بروكست