أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - إسماعيل حسني - حكاية ختان الذكور














المزيد.....


حكاية ختان الذكور


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 6306 - 2019 / 7 / 30 - 23:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كان البشر في العصور الغابرة يذبحون أبنائهم ويقدمونهم قرابين للآلهة حتى تحميهم وترزقهم ، ومع تطور الفكر الإنساني واكتشاف البشر لبشاعة تلك الجريمة بدأوا ينادون بتقديم قرابين حيوانية وليس بشرية ، إلا أن هذا كان من شأنه إضعاف هيبة الكهنة وقداسة التقاليد المتوارثة التي تفرض سفك دماء بشرية للحصول على رضا الآلهة ، وبعد لغط يبدو أنه قد استغرق بعض الوقت اهتدى الكهنة في بعض المناطق من العالم ومنها مصر القديمة إلى حل وسط يرضي الناس ويحفظ هيبة الكهنة والتقاليد المقدسة ، وهو تقديم قرابين حيوانية بالإضافة إلى سفك رمزي لدماء البشر عن طريق ختان الذكور ☺️
ولم يكن اختيار الكهنة للختان عن طريق الصدفة أو الوحي ، بل كانت الغلفة التي تغطي حشفة الذكر تشكل مشكلة طبية غير مفهومة آنذاك ، إذ أن فتحتها الصغيرة تسمح بخروج بول الطفل وتتبقى قطرات من البول تحت الغلفة تتحلل بفعل البكتيريا وتُكون مادة بيضاء كريهة الرائحة تُسمى smegma ، ورغم أن هذه المشكلة تزول مع نمو الإنسان ونمو عضوه الذكري ، والرائحة الكريهة تزول بالنظافة ولا تحتاج إلى تدخل جراحي ، إلا أن الكهنة قد وجدوا فيها الحل الوسط المريح ، باعتبارها حسب علمهم آنذاك مجرد قطعة من الجلد ، فلم تكن وظائفها أو خصائصها التشريحية معروفة في تلك العصور 😟
وهو ما نقله العبرانيون عن المصريين في قصة إبراهيم بالحرف ، فتوقفوا عن التضحية بأبنائهم وبدأوا في التضحية بالأغنام من ناحية ، واعتمدوا الختان لإسالة دم بشري يُرضي الإله المتعطش دائما إلى الدماء ، وأعلنوا أن الختان هو العهد الذي بينهم وبين هذا الإله مقابل تعهد الرب بإظهار قوس قزح عندما تمطر السماء ☺️
وعندما جاء المسيح تم ختانه في اليوم الثامن كأي طفل يهودي ، واستمر أتباعه في ممارسة الختان كفريضة دينية ، حتى بدأت المسيحية في الإنتشار بين الشعوب الغير يهودية التي لم تعرف الختان ، فرفضت هذه الشعوب اعتبار الختان شرط للإيمان بالمسيحية ، وتصاعد هذا الخلاف وأصبح يهدد انتشار المسيحية في بلاد اليونان وما حولها ، فعُقد المجمع الأول سنة 50 في أورشليم وتقرر عدم إلزام غير اليهود من أتباع المسيح بالختان ، واتحلت المشكلة ☺️ وأسقط الختان من العهد الجديد نزولاً على رغبة الشعب ، وأصبح غير ملزم في أغلب كنائس العالم باستثناء بعض الكنائس البروتستانتية والأرثوذوكسية المتهودة ، ومنها الكنيسة المصرية ☺️
وعندما جاء الإسلام ، لم يكن الختان شائعا بين العرب إلا لدى بعض الأحناف وبعض أهل يثرب المختلطين بالقبائل اليهودية ، ولكن لأن الإسلام كان مهتما في بداية الدعوة بالحصول على اعتراف اليهود فقد اتخذ الرسول القدس قبلة وصام عاشوراء وأشيع أنه ولد مختونا ، بل ومسرورا أيضا (أي مقطوع حبل السرة) ، كما ذكر الرسول ختان الرجال والنساء من بين سنن الفطرة ، إلا أن الختان لم يرد في القرآن كفريضة دينية ، وعندما أصر اليهود على إنكار نبوة الرسول غضب عليهم ، وأمر بمخالفتهم في كل شيء فتغيرت القبلة إلى مكة ، وأعلن الرسول صوم تاسوعة ، وقال خالفوا اليهود وصلوا بنعالكم ، ولم يذكر عن الرسول أنه كان يشترط الختان لدخول الإسلام ، أو أنه كان يكشف ملابس الرجال للتأكد من ختانهم ، إلا أن اعتياد الأنصار من أهل المدينة على الختان تغلب في الأذهان وتسللت خدعة الختان إلى السنة النبوية وكتب الفقه فيما بعد 😭
وفي العصر الحديث أثبت الطب وعلم التشريح أهمية الغلفة وخطورة الختان على الحياة الجنسية للبشر ، وظهرت العديد من الأبحاث التي تؤكد أضرار الختان وتُبطل مزاعم اليهود بفوائده ، إلا أن النفوذ اليهودى يمنع أية منظمة عالمية من تبني هذه الأبحاث ، ويخشى العديد من الأطباء ومراكز البحث الخوض في هذا الأمر خوفا من الإتهام بمعاداة السلفية والعنصرية ضد اليهود 🤬
وتوتة توتة ، فرغت الحدوتة 😢
#لا_لختان_الذكور_والإناث
#الختان_جريمة_ضد_البشرية



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكره الشعب الجزائري مصر والمصريين ؟
- الصراع بين القديم والحديث في الكنيسة صراع حضاري :
- المصريون يعبدون الأوثان
- ثوابت الدين الإسلامي
- كيف تسبب عمرو بن العاص في تسلط الكنيسة على الأقباط ؟
- أنا والبابا شنودة ... قصة وطن
- إسرائيل بين الواقع الملتبس والمستقبل المظلم
- معجزات الأنبياء حقيقة أم قَصص ؟‏
- حجاب الرجال
- فصل الخطاب في بدعة الحجاب
- أمنياتنا في العام الجديد
- المرأة التي رفضت حكم الرسول ونصرها القرآن
- منزلة الكلاب في الإسلام
- دور مستر X في ثورة 25 يناير
- محضر اجتماع سري بين السيسي وبوتين ... وعبعاطي
- تحية ليبرالية إلى القائد السلفي نادر بكار
- سيناريو المؤامرة في 25 يناير
- السلفية في ميزان الدين الإسلامي
- إنهم يحرقون علم مصر
- السلفية في ميزان العلم والشرع والإنسانية (4)


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - إسماعيل حسني - حكاية ختان الذكور