|
الرجل المحظوظ الملعون
مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 6302 - 2019 / 7 / 26 - 10:16
المحور:
الادب والفن
محظوظ هذا الرجل حين تدخله امرأة في مقرها السري، وتشير بيدها إلى السماء نحو نجمها السري، وتحكي له حكايتها منذ قطعوا حبلها السُري، مرورًا باللئام الذين مروا مدعين الشرف، ولوثوه عبر مدخل سري... ملعون هذا الرجل الذي يترك المرأة ويجري خلف أحلام السراب، والركام، وخلف أوهام الأكاديميين العجفاء، ويقول لو أن لي كرة ثانية، فتدخلني نفس المرأة إلي نفس السر من جديد... محظوظ هذا الرجل حين تدخله الحكايات والأساطير نحو قلبها المغلق مرتين بفعل نخاسي الرجولة وأشباه الديناصورات، وتجعل مفتاح باب قلبها في رقبتها، أمام صدرها يعلو بفخر نهدها المجروح من سكينة جزار ذكوري قبيح الطلة والذكريات، وقريبا من قلبها المصاب بنزلة برد حين تركت بابها مفتوح للغواية الأولى، فأصابها دوار البرد السخيف، وراحت تعطس في المرتين، وتلعن سلسفيل الهوا والبرد. ملعون هذا الرجل الذي يبكي كلما يغيب الصوت عنه، وكلما تنام الصور في المرايا لتستريح، ويرضى بمجرد قبلتين، وضمة على أطراف السماء، ولا ينتبه للشمس التي غابت في صدره حين ضاقت بها الدنيا، وجاءت نحو صدره العاري تماما من جريمة الحب الأول... محظوظ هذا الرجل حين تحمله أسلاك الاتصالات، وحين تنقله البرمجيات إلى هناك، على حدود الخصر، فيصلي لها فرضها العذري قبل الطواف بكعبة عودها الذي يعجب الزراع، ويدنو من العرش دون احتراق... ملعون هذا الرجل الذي تأخذه المسافات البعيدة، واللغات الأعجمية في الرسائل المشفرة إلى الطيبين في الصحراء، يرجوهم خلاصا، وارتباطًا للأبد حتي الممات، غير خجلان من لغة غريبة لا يعرفونها، ولم يأنسوا منها ومن نارها الحمراء... محظوظ هذا الرجل حين تناديه طفلة من داخل حكاية قبل النوم، وتسأله عن نهاية الحدوتة، وكيف انتهى حال الصياد مع الأميرة، ثم تغفو للمنام... ملعون هذا الرجل الذي كلما يسمع صوتها لا يناديها أحبك يا قريبة، ويا بعيدة، ويا كل حالات الوصل والحياة والممات، أحبك كما انبغى للعاشقين العابدين في الخلوات... محظوظ بقربها هذا الرجل، لكنه نفس هذا الملعون بالبعد!
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يحملُ الآن عني؟
-
عضو ذكري جديد
-
رسائل المشترى
-
رسائل المشترى: الرسالة الثانية
-
رسائل المشترى: الرسالة الأولى
-
حبيبتي ذات التجارب
-
كيف خلق الله الملائكة؟
-
ست ساعات في الجنة
-
هات قلبك
-
أنتِ
-
فاطمة
-
عصفورة سابايا
-
موجة
-
الحمار المحظوظ
-
لو كنتِ هنا
-
أريد امرأة
-
سفرٌ أخير
-
من أحقاد الفلسفة المقدسة (شوبنهاور نموذجًا)
-
جائز جدًا
-
امرأة أحبها
المزيد.....
-
توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية
...
-
السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
-
ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|