بعلي جمال
الحوار المتمدن-العدد: 6301 - 2019 / 7 / 25 - 17:36
المحور:
الادب والفن
ق ق ج
حين تعتلي كف الصخر الأزرق تشعر بضآلة و رعشة تباغتك ...المكان مفتوحا على عمق الوادي ،هناك يتعانق و إنسياب المنحدر الملتف حول جسر الشيطان . باولو فاغر فاه تتمجد بين هذيانه رسومات حائطية لعملاق الماء .
- ألا تخاف الجنية ؟!
- أفزعتني .
وقف على رأسي ،لا أعرف من اين خرج ؟ هل كان ينام في تلك المغارة ؟
- كلنا نخاف .
جلس بجانبي على صخرة بحذاء عوسجة برية ..
اخذ فما من قرورة الماء و قال:
_ سيجارة ؟
- تفضل.
اخذ سيجارة واعاد العلبة مكانها ،اشعلها ،أخذ نفسا عميقا ،حبسه كمن يصارع ثيران هائجة تم نفثه كصرخة مدوية ..نظر أسفل السفح وقال:
- هل يمكن ان نتوقع ما يحدث؟
- ربما ؟
- لكننا كثير ما نعجز في الإختيار.
كلامه بقدر غموضه ذا بعد كوني . شكله لا يوحي بشيئ ،يشبه الكثير من المشردين او المجانين ...بعضهم عركتهم الحياة و دربتهم المحن . الدنيا تعلمك حين تقسو عليه ..
- تظن اني مجنون ؟ قهقه بصخب ،تعالى صداه من عمق الوادي ..لم ينتظر جوابي ،انطفأت السيجارةبين أصبعيه ،أشعلها ،اخذ نفسا أطول ،خفت ان يختنق، نفثه بعنف وبصق ..
- يقولون اني مجنونا ! ماذا تظن انت ؟
-لا أعرف.
- على فكرة أحب أن يناديني الناس بالمجنون . يحررني ذلك من قيود المجتمع الزائفة .
-هل تعيش هنا؟
-تعتقد أني مجنونا؟
- لا ...
ضحك بهدوء هذه المرة .
- قلت لك تستطيع ان تناديني بالمجنون . المكان لا يخيفني ،رهبة الوادي اقل شراسة بل أحن من كثيرين ..أتعرف؟ ارى اني صخرة صغيرة في هذا المكان المقدس ..لهذا حتى كلاب الشارع لا تؤذيني ..تنام بين قدمي.
- من انت ؟
-هل تعرف انت من انت؟ هل تعرف من بنى هذا المكان ؟
اخذ سيجارة اخرى ،وقف دون ان يقول شيئ،انحدر في درب صخري كهر لزج ..لما إختفى سمعت صرخة تقول :
- الله ...الله
#بعلي_جمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟