سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 6300 - 2019 / 7 / 24 - 23:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(وجهة نظر!)
واقعيًا وحتى الآن ليس ثمة الا الفشل الفاضح! ... ومحاولة تحقيق ربيع الديموقراطية العربي لم يبدأ مع هذه الثورات الأخيرة العفوية (الغاضبة) و(الحالمة) إنما بدأ منذ عهد الاستقلال في عدة بلدان عربية أخذت وجهًا وطنيًا ليبراليًا في البداية كما في ثورة 2019 في مصر ثم أخذت الطابع العروبي القومي الاشتراكي وأخذ يأتي ربيع ثم يسقط ويتحول إلى خريف للفشل المرعب ، حتى ثورات العسكر - أي ما سمي بحركات الضباط الأحرار والبعثيين والقوميين الاشتراكيين - هي ثورات للشباب العربي الذي تغلغل في الجيوش العربية لأحداث تغيير سريع وآمن من فوق !!... وهي ثورات احتضنتها الشعوب العربية بقوة وحماسة منقطعة النظير ويكذب عليك من يقول لك العكس!!... ولكن ما النتيجة!؟؟.. النتيجة أن كل هذه الثورات المدنية والعسكرية فشلت ليس بسبب المؤامرات المزعومة من الرجعية والامبريالية التي يعلق عليها الفاشلون العرب الكبار والصغار فشلهم بل بسبب تخلف النخب العربية بأجنحتها المختلفة (الاسلاماوية والعلمانية والقومية والاشتراكية والليبرالية...الخ) وعدم ايمانها العميق أو فهمها العميق لقضية ومشروع توطين الديموقراطية في العالم العربي !... هذا من أهم أسباب الفشل المتواصل فليس هناك حتى تفاهم على مفهوم الديموقراطية وعلى الطريقة العقلانية لتكييف وتوطين هذه الديموقراطية في البيئات العربية المختلفة!... هي مجرد ثورات عارمة للتعبير عن الغضب والحقد والغلّ وعن الأحلام الرومانسية والشعارات الطوباوية غير الواقعية، والتي سرعان ما تثور في جنون ثم تنثلم كفقاعات في الهواء لتنتهي لصراعات سياسية تعكس أمراض المجتمعات العربية!، لهذا لا يمكن تصور ثورة شعبية من أجل الديموقراطية قبل حصول اصلاح عميق وحقيقي في فكر وأخلاق وثقافة النخب العربية أولًا وخصوصًا (الثقافة السياسية) ثم في فكر وثقافة وأخلاقيات الشعوب العربية ثانيًا وإلا سنظل نكرر ونعيد نفس التجارب الفاشلة التي تعيدنا للوراء مرارا وتكرارًا ... نثور على حكامنا ثم تثور علينا (أمراضنا الاجتماعية المزمنة) فتتلقينا في الحضيض!.
سليم نصر الرقعي
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟