طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.
(Talal Seif)
الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 02:18
المحور:
الادب والفن
حينما أقف على جسر لشاطئين...
أحدهما: يسقي ربه عشقا، والآخر يحمل فوقه كتفيه هما وألما، وكأنني فى حضرة الحلاج بين أسلاك وصخور الفنان القدير جلال جمعة. ذلك الذي نعي بحداثته من يدعي الحداثة، نثرا بفرشاة طائشة تحت ادعاء التجريد، أو ذلك الذي يصنع من قمامة الخردة تكوينات مشوهة بوصفها نحتا، وما هي بالنحت. استطاع جلال جمعة بموهبته الفائقة وخبرته الممتدة لعقود، أن يتجاوز الصغار الشباب والكبار المخضرمين، نحو حداثة نابعة من صميم الموهبة والثقافة الأصيلة. مكونات من حديد، تجعلك تصرخ فى حالة من الانتباه القسري: الله
تشكيل ينتظر نفخ الروح، التي هي الله، فيهيم العاشق فى مولاه، فلا هو ولا أنا ولا أغيار وأشياء، فينادي المنادي: يا الله، فيجيبه الحلاج: لبيك وسعديك، ما فى الجبة غير الله، لا تجسيدا ولا تشبيها ولا حلولا، ولكنه توحد العاشق فى المعشوق. سبحان من أعطى الحديد روحا بيدين من طمي النيل. يدا جلال جمعة التي تحركها روح ملتبسة من جدران معابد اخناتون، وحكايات ثوبان ذي النون. جلال جمعة بأعماله يبرئ الحلاج من خطيئة الكفر. يمنحنا مساحة مغايرة للمألوف ، فيصبح للحديد قلبا، وللصخور ذاكرة المحبين.
الحق ربما أقول: أنني أقل بكثير من الكتابة عن شيخ العشاق ومبرئ الحلاج ورائد الحداثة فى فنون التشكيل. سلام عليك يا سيد. فى مرسمك وبين أولادك الصخر وروح الحديد وقلب الإنسان
#طلال_سيف (هاشتاغ)
Talal_Seif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟