|
العظمة في التعمير وليست في التدمير ..!!
هرمز كوهاري
الحوار المتمدن-العدد: 1545 - 2006 / 5 / 9 - 10:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العظمة في التعمير وليست في التدمير..! يا سيد أحمد نجاد ظهر هذه الايام ، شخص آخر يدعي االعظمة ، أي أن بلده صار عظيما!! لماذا لأنه أمتلك حفنة من " البارود " النووي أي اليورانيوم المخصب ، ويا ليت كان بجهوده ، وإنما تصدقوا عليه " الكفار " من الالمان والسوفييت ، الروس لاحقا وغيرهما من دول " الكفر " ولالحاد" على حد تعبير الخمينيين ، وإن الذين تصدقوا عليه ببناء تلك البنايات الضخمة الفخمة ، لا حبا وتقديرا لآل البيت ولا تثمينا لجهود الخمينيين في لعن الشعوب والدول الكافرة التي تأوي وتحمي أمثال سلمان رشدي وغيره !، ولكن بصفقات تجارية وتنافسية بين " حيتان " التجارة العالمية ،وهم مستعدون أيضا أن يبنوا الجوامع والكنائس والمعابد اليهودية ، و يهدمونها بعقود تجارية مغرية بنفس الحماس والمنافسات على عقود الهدم والتخريبأو إذا إقتضت مصلحتهم ذلك .
قال – دي كويلار – أمين عام الامم المتحدة أثناء زيارته للعراق ضمن المساعي الحميدة لايقاف تلك الحرب القذرة، الحرب العراقية الايرانية، قال لموظفي مقر الامم المتحدة في العراق ، جوابا على سؤال وجه اليه : عن متى تنتهي هذه الحرب . أجاب "هناك ثمانية وعشرون دولة تصدّر الاسلحة للطرفين المحاربين !! ،وخمسين جهة دولية وغير دولية مستفيدة من إستمرار الحرب ، أما متى تنتهي فأقول عندما تزيد فاتورة التعمير على فاتورالقتل و التدمير !! .
إن العظمة!! حتى وإن كانت حقيقية ، فتأتي التسمية من الغير ، فليس هناك من الذين إعتبرهم العالم من العظماء قال ، لنفسه أنا عظيما ، مثل عظماء التاريخ الفلاسفة أفلاطون وأرسطوا الذين أسسوا فلسفة المنطق والمبدأ الديمقراطي وكما يقول الفيلسوف الانكليزي برنارد رسل ، : من فلسفة الاغريق بدأت الحضارة و التطور الحديث ، وفي مجال حقوق الانسان كان الرئيس الامريكي ، وكل الشعوب تقر بعظمة غاندي الذي حرر الهند لا بالتهديد بالاسلحة الذرية والبايلوجية ولا بتوزيع مفاتيح الجنة !!على " المجاهدين"،وكذلك تلميذه البانديت نهرو ، وكارل ماركس الذي فتح طريقا أمام الطبقة العاملة وكل الكادحين في العالم ، وأصبحت قانونا إجتماعيا يطبق في جميع أنحاء العالم بتحسين الحالة المعيشية للشغيلة ، حتى وصل الامر في الدول الرأسمالية الى مساهمة العمال برأسمال الشركات عن طريق توزيع الارباح لهم والضمان الاجتماعي إضافة الى أجورهم ، وكان هذا قديما ضربا من الخيال ! والعالم وباستور الذي أنقذ حياة ملايين من الاطفال بإكتشافه طريقة تعقيم الحليب ، ومكتشف التخدير الذي أنقذ البشرية من آلام العمليات الجراحية ، ومخترع النور أديسون ومخترع المولدات الكهربائية ميخائيل فراداي، ومخترع الطباعة التي تطبع كتبك المقدسة وتفرضها على الغير !! وبالمقابل من هدد العالم وخاصة جيرانه لم يعتبر عظيما ، بل أعتبر مجرما الذي أرعب اوروبا والعالم ، العريف هتلر ، ولا ترومان الذي ألقى القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي ، ولم يعتبر عظيما بل أعتبر مجرما المتسكع في شبابه صدام حسين ، من قبل اكثر الشعوب بما فيها شعبك الايراني بالرغم مما إمتلكه من قوة ، ذلك المجنون الذي تجبر على شعبه وعلى الجيران ومنهم على شعبك ، وكان مصيره تلك الحفرة الحقيرة ومن ثم قفص الاتهام ، ثم..!!
ولا أعتقد أنك من الغباء أن تعتقد أن يصدقك جيرانك والعالم بأن ، ما تحاول أن تمتلكه ليست إلا حمامات السلام! ستطلقها في أجواء الجيران ، بل أنهم واثقون بإنها أجنحة الغربان لتحجب شمس الحرية والحضارة والديمقراطية من العراق أولا ثم بقية الجيران ، وبدأنا نلمس هذا في العراق منذ سقوط صدام وزاد عنفا بعد مجيئك أو عملوا الملالي الى نقلك الى موقع المسؤولية وهل يعقل أن تعرّض شعبك والعالم الى الدمار في سبيل أن تبني محطة كهربائية بالطاقة النووية !!، وأنت تملك من الطاقة النفطية والغازية ومساقط المياه ما يزيد عن حاجتك ، وفي الوقت الذي بدأت الشعوب تعارض بل تحارب مثل هذه المحطات لخطورتها في تلويث البيئة ومخاطر حدوث أخطاء فنية أو بشرية ، كما حدث في محطة " تشيرنوبيل "
وأنت يا سيد نجاد ، إذا تريد أن تكون عظيما ، فلا تسلك طريق التهديد والوعيد ، وأن إدعاء العظمة بالتحدي لآجل التحدي، فليست هذه عظمة ، بل العظمة أن تصنع السلام والحرية والديمقراطية والمحبة بين الشعوب ، والعظمة أن تنعش شعبك وتوصله الى ما وصلت اليه اليابان والدول الاوروبية المتطورة.
وأخيرا وأنت مسلما مؤمنا ، اليس إدعاءك بالعظمة تجاوزا على الشريعة الاسلامية التي تقول كبقية الشرائع السماوية : أن العظمة لله وحده ! هل نسيت شريعتك أم تناسيت من وراء العظمة التي تدعيها الآن كما أنك شيعيا أصوليا تؤمن بظهور " المهدي المنتظر" ربما قريبا حسب إعتقادك ! إذا لماذا لا تنتظره ليأتي ويحقق العدل والسلام في العالم من دون القنابل الذرية والتهديد والوعيد والدخول في لعبة العظماء هل جربت لعبة العظماء ، إنها بإعتقادي لا تقل عن لعبة " البوكر " ولو أني أجهل لعبها نهائيا . جعلتك تلك الحفنة من " البارود " النووي تدعي العظمة متجاوزا شريعتك السمحاء ، إذا ماذا نسمي تلك الدول التي تمتلك أطنانا من هذا " البارود " بل عددا لا يحصى من القنابل الذرية والهدروجنية والاسلحة السرية قد لا تعرفها إلا ساعة الصفر إن حلت لاسمح الله .
#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وهكذا أضيئت مدن العراق ، كما أضيئت شوارع بكين !!!
-
تحية إجلال وإكبار لشهداء الطبقة العاملة
-
الاول من مايس ، عيد العمال العالمي وعيد الانسانيةجمعاء ..!!
-
هل وصلنا وإلا بعد ...!!
-
بين الكرادة والمربعة مسافة طويلة ..!!
-
قادة الائتلاف : الائتلاف أولا .... والعراق آخرا !!!
-
كل الشيعة إئتلافيون .. وإن لم ينتموا ..!!
-
حقوق المرأة ومسؤولية المجتمع عنها
-
كيف ومتى بدأ ..تسيس الدين في العراق ..؟ الخاتمة والاستنتاج
-
كيف ومتى بدأ...تسيس الدين في العراق ..؟ ---6
-
كيف ومتى بدأ ..تسيس الدين في العراق 5
-
!!سمفونيات في سوق الهرج والمرج
-
متى وكيف بدأ ...تسيس الدين في العراق ؟
-
على - مرام - تشكيل حكومة الظل
-
متى وكيف بدأ --- تسييس الدين في العراق 3
-
كيف ومتى بدأ - تسيس الدين في العراق 2
-
متى وكيف بدأ -- تسيس الدين في العراق
-
الحكيم يخشى على الديمقراطية في العراق !!
-
النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية ..!
-
النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية [2]
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|