شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6291 - 2019 / 7 / 15 - 10:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عنصرية العفولة ..!!
بقلم : شاكر فريد حسن
تشكل العفولة أحد البؤر العنصرية في البلاد ، رغم التواجد المكثف للعرب طوال أيام السنة فيها وخاصة من قرى المرج والبلدات الزعبية المجاورة لها ، ودعمهم الاقتصادي لها من خلال الشراء من مجمعاتها التجارية ، وهي مدينة تتأثر بالأجواء العنصرية والسياسية العامة التي ينتهجها ويمارسها حكام اسرائيل ضد جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية فوق ارضها وفي وطنها ، الذي لا وطن لها سواه .
وقد جاء قرار بلدية العفولة اغلاق المنتزه العام أمام " الغرباء " والمقصود " العرب " ، ومن ممارسة حقهم الطبيعي الانساني في السكن واستئجار البيوت ، فضلًا عن التظاهر في الشوارع ضد الاقامة فيها ، كتجسيد حقيقي لهذه العنصرية البغيضة المقيتة ، فكرًا وممارسة .
ولكن هؤلاء العنصريون القابعون في بلدية العفولة لم يفكروا من شدة غطرستهم وغرورهم ، من أن هناك سيتصدى لخطوتهم العنصرية وقرارهم البائس منع العرب من دخول المنتزه العام ، ويرغمهم عنه .
فقد ارتفعت الأصوات المطالبة بمقاطعة العفولة تجاريًا ، والتصدي للقرار المخجل ، سياسيًا وشعبيًا وقضائيًا ، وسارع مركز " عدالة " تقديم التماس للمحكمة المركزية في الناصرة ، انتهى بإرغام بلدية العفولة على التراجع عن خطوتها العنصرية وفتح المنتزه أمام الجميع .
وهذا القرار القضائي هو مكسب سياسي هام ، ومن يعتقد ويظن أن العرب اهل البلاد الأصلانيين هم " دخلاء " و " غرباء " فهو مخطئ وواهم ، ومن الضروري أن يفهم جميع العنصريين والفاشيين ، أن مثل هذه المواقف والممارسات والقرارات والخطوات العنصرية لن تمر مر الكرام ، وان الجهاز القضائي في اسرائيل ، على كل علاته ، لن يجيز ذلك .
إن الحضور القوي لجماهيرنا وكفاحها ووحدتها الوطنية الشاملة ، كل ذلك قادر على اسقاط كل المخططات والمشاريع العنصرية الترانسفيرية التي تستهدف البقاء والوجود العربي الفلسطيني في البلاد ، وسوف تتكسر عند اقدامهم كل خطوات الفصل العنصري الابرتهايدي ، وكل مزاعم ومظاهر الاستعلاء والغطرسة العنصرية ، والسيطرة على الحيز العام ، دون أي اعتبار لشعبنا العريق الباقي في وطنه ، المتجذر في عمق تراب الوطن إلى الازل .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟