أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جلال الاسدي - ثقافة الاعتذار المفقودة في مجتمعاتنا العربية و الاسلامية














المزيد.....

ثقافة الاعتذار المفقودة في مجتمعاتنا العربية و الاسلامية


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6290 - 2019 / 7 / 14 - 14:44
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


ثقافة الاعتذار المفقودة في مجتمعاتنا العربية و الاسلامية ......
ان التركيبة البنيوية لمجتمعاتنا العربية و حتى الاسلامية منها ، اذا و سعنا الدائرة ، مبنية و يبدو متاثرة كثيرا بالثقافة البدوية ، الذكورية التي تفهم الاعتذار كصيغة تعبيرية عن الضعف و الخنوع وهو امر مرفوض في الاعراف الصحراوية ، الذكورية التي تقدس ثقافة القوة و التباهي و التفاخر بآمجادها و رموزها . و هذه الصورة لاتزال منتشره في اريافنا و مناطقنا الشعبية و حتى على مستوى المجتمع المديني ولو بنسب متفاوته . و يبدو ان هذه الثقافة متجذرة في عروق مجتمعاتنا العربية و الاسلامية ولو بنسب ايضا متفاوتة . ما دور الاسرة و المجتمع و حتى الدولة هنا ؟ اعتقد بأن الجميع يقف وقفة المتفرج ، اللامبالي و كأن الامر لا يعنيه او كل طرف يلقي اللوم على الاخر و هذه ثقافة نتقنها جيدا ، للاسف . فالتلاعب باللوم ومهارة تصويبه على الاهداف التي نختارها لعبتنا و نحن اساتذة فيها .
لنغادر مناطقنا و نلقي شئ من الضوء على المجتمعات المتقدمة في العالم على حتمية العودة الى منطقتنا حيث الختام مسك . قرأت مرة عن واقعة كتبتها الكاتبة الامريكية ( بيرل باك 1892 - 1973 ) الحائزة على جائزة نوبل والتي قضت مشوار طويل من حياتها في الصين تقول كنت اتجول في احد الاسواق و صادف ان تصادم اثنين من المزارعين وهم على دراجاتهم المحملة بالخضار فتناثرت اشيائهم على الارض ، توقعت عندها ان يحصل شجار او على الاقل صياح و لكن لدهشتي و استغرابي بدء كل واحد منهم يعتذر للاخر و ينحني و يلقي اللوم على نفسه ، ثم لملموا اشيائهم و غادروا بسلام كل الى وجهته ، ثم تردف قائلة : شعرت بالاسى و الاسف لشعوبنا !! … عندما تشاهد فلم امريكي او اوربي يسترعي انتباهك كثرة استعمال كلمة (sorry ) ، كفاصلة ضرورية في الحوار ، حيث تنقل لنا مشاهد من اعتذار الزوج لزوجته اذا تأخر عن تنفيذ امر او العكس من الام لابنتها او ابنها …الخ
اذن خلاصة القول يجب على مجتمعاتنا ان تبني هذه الثقافة و التي ستمهد الطريق لثقافة اعم و اشمل الا وهي ثقافة التسامح و التعايش و قبول الاخر و التي ستلغي ثقافة العنف و الاقصاء و التناحر التي و رثناها من الاسلاف العظام ، و البداية تكون من البيت اولا و المدرسة و اخيرا المجتمع . و لا ننسى دور الاعلام الهادف و خاصة السينما ، وهي سلاح ذو حدين ، فبدلا من تكريس ثقافة العنف و العهر الداعمة لشباك التذاكر على حساب القيم الانسانية الراقية ، نغذي نزعات الخير في النفس البشرية و نعطيها جرعات زيادة لنبني مجتمعات صحية تطرح لنا نتاجا بشريا نجاري به الامم التي سبقتنا بمشاوير طويلة .



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكفير في الاسلام
- فقراء يسكنهم العدل


المزيد.....




- المحكمة العليا في بريطانيا تدعم تعريف المرأة -البيولوجي-
- المحكمة العليا في بريطانيا تقضي بأن المرأة هي الأنثى بالولاد ...
- وزارة شئون المرأة الفلسطينية تنشر تقريرا يوثق العنف الممنهج ...
- بريطانيا: المحكمة العليا تقر التعريف القانوني للمرأة على أسا ...
- بريطانيا.. المحكمة العليا تقرّ أن المرأة أنثى بيولوجيا فقط
- المحكمة العليا البريطانية: المرأة قانونيا هي المولودة بيولوج ...
- 62 درجة تحت الصفر.. امرأة توثق حياتها في أبرد مدينة بالعالم ...
- -آكشن إيد-: ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النسا ...
- تحقيق واسع النطاق في النيجر بحثا عن امرأة سويسرية
- بسبب أزياء تشابه -ملابس النساء-.. علاء مبارك ينتقد فنانين مص ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جلال الاسدي - ثقافة الاعتذار المفقودة في مجتمعاتنا العربية و الاسلامية