أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يعقوب الهنداوي - ح ش ع والمسألة الكردية - الانقلاب على الجماهير ومعاداة طموحاتها (12)















المزيد.....

ح ش ع والمسألة الكردية - الانقلاب على الجماهير ومعاداة طموحاتها (12)


محمد يعقوب الهنداوي
كاتب

(Mohamed Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 6289 - 2019 / 7 / 13 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحزب الشيوعي العراقي والمسألة الكردية

المرحلة الثالثة:

الانقلاب على الجماهير ومعاداة طموحاتها

الآن، وبعد أن شرح بيان الحزب مفصّلاً وبوضوحٍ تامّ طبيعةَ المعركة وشخّصَ قواها المتقابلة، ماذا سيقترح وبماذا سيبادر؟

دعم مبادرة الجماهير الفلاحيّة وخوض معركة تأديب الاقطاعيّين حتى نهايتها؟

تنظيم عصيانات في المعسكرات وثكنات الجيش وإنذار السلطة لتسحب قوّاتها وتعتذر للجماهير علناً وبالراديو؟

احتلال مراكز المدن الرئيسية والمرافق المهمة وإسقاط الحكومة؟

أم الاكتفاء بتركيع السلطة وإجبارها على تسليم العناصر الرجعية في الدولة والمجتمع لممثّلي الجماهير والدعوة الى برلمانٍ وطني يُشرف على السياسة والاقتصاد الوطني؟

لا... لا... إن شيئاً من هذا لم يحدث، ولن تتاح للشيوعيّين عندنا وللحركة الجماهيريّة فرصةُ الحلمِ به يوماً، لأن الحزب الشيوعيّ العراقي دعا الحركة الجماهيرية فوراً الى... التراجع أمام السلطة، التراجع الذي لا معنى ولا مبرّر له سوى خوف قيادة الحزب ذاتها من مبادرة الجماهير الى استخدام العنف ضد قوى الردّة،

فلنتابع:

"بسبب ذلك نجمت حالة من التوتر في كردستان تستوجب النظر إليها بصفاء(!!؟) ومعالجتها وفق مصلحة صيانة الاستقلال الوطني"...

النظر الى الحالة المتوترة بصفاء وشاعرية وصيانة الاستقلال الوطني، أي الدفاع عن السلطة وحمايتها، يضيف البيان:

"فالمستعمرون الإنكلو-أميركان وشركاتهم النفطية وأعوانهم حكّام إيران وتركيا وبالاعتماد على عملائهم في الداخل يبذلون الآن جهوداً فائقةً لاستغلال الوضع لإرباك الوضع في البلاد(!!) واضعاف الجانب العراقي في المفاوضات النفطية و: تهديد وحدة البلاد واستقلالها الوطني".

أي ان الاقطاعيين وحكومتهم يدافعون عن الاستقلال الوطني ووحدة البلاد بوجه الجماهير التي يحرّكها المستعمرون الإنكلو-أميركان وأعوانهم حكام إيران وتركيا الذين يَدْعون الى استقلال كردستان وتشكيل حكومة كردية.

يقول بيان الحزب الشيوعيّ العراقي نصاً:

"إن الشاه وأسياده يبذلون المستحيل لإلهاء الشعب الكردي بلعبة الحكومة الكردية" و "يقوم عدد من الأغوات بنشاطٍ محموم يحثّ على التمرّد المسلّح وهم يحاولون التستّر على حركتهم الاستعمارية بشعارات قومية زائفة وبإسم الدفاع عن مصالح الفلاحين والكرد وكردستان".

وهكذا فجأة، تحوّلت الحكومة وعملاؤها الاقطاعيّون الذين يعتدون على الجماهير ويسفكون دماءها، الى قوّة وطنيّة تدافع عن وحدة البلاد وتحمي استقلالها بينما تحوّلت الجماهير الثوريّة، وفي البيان ذاته، الى عملاء لشاه إيران الذي صار، بدوره، يحرّض الشعب الكردي على الاستقلال وتشكيل حكومة كردية(!؟) وأصبح المدافعون عن الفلّاحين والكرد وكردستان "أغوات" وحركتهم "استعماريّة رجعيّة" وكأنّ الذي سرد لنا ذلك الوصف التفصيلي للأزمة كان حزباً آخر في بلدٍ آخر وليس نفس الحزب في نفس البيان وفي نفس اللحظة،

بل وأكثر من هذا، سيجعل البيان ذاته مطالبة الشعب الكردي بحقّه في التحرّر والوحدة قلاقل رجعيّة يثيرها المستعمرون لإشغال المتفاوضين في برلين، يقول البيان نصّاً:

"لصرف أنظارِ قوى السلام في العالم عن حلّ مشكلة برلين سلميّاً وإشغالها بقلاقل تثيرها في مناطق اخرى".


تُرى عن أيّة برلين وأيّ قوى سلامٍ يتحدّث حزبنا الشيوعي في الوقت الذي تتعرّض فيه جماهيرنا للقتل على أيدي الاقطاعيّين تدعمهم سلطة قاسم الوطنيّة التي تحرّك قطعاتها العسكريّة ضد شعبنا، حسب ما ذكره نفس بيان الحزب هذا؟

وما علاقة أهل كردستان ببرلين حتى يتوجّب عليهم الموت صامتين وبلا أيّة قلاقل كي لا ينزعج المجتمعون في برلين ولا تفرّ مذعورةً من بين أيديهم حمامات السلام؟

نؤكّد هنا ان الحزب الشيوعيّ العراقي لا ينطلق في دعواته هذه من الجهل أو سوء الفهم، بل هو يُدرك تماماً طبيعة الظروف والحالة الموضوعيّة التي تحيط به، فيقول في البيان ذاته:

"ان السياسة الدكتاتوريّة التي تُفْرَض الآن على البلاد، والأزمة الراهنة في كردستان هي جزءٌ من الأزمة السياسيّة والاقتصاديّة العامة في البلاد: أزمة السياسة اللاديمقراطية"...

ويقرّ البيان ذاته انّ من الواجب:

"أن تتوقّف الحكومة عن اضطهاد القوى الديمقراطيّة والوطنيّة في كردستان وفي أنحاء البلاد الاخرى وإطلاق سراح الموقوفين والمحكومين الوطنيّين وتطمين الحقوق والحريّات الديمقراطيّة بما فيها الحقوق القوميّة للشعب الكردي، وتحويل البند الثالث من الدستور المؤقّت الى حقيقة واقعة بالعمل على تمتّع الشعب الكردي بحقوقه الادارية والثقافية..."

هكذا تقلّصت حقوق الشعب الكردي الى حقوق إداريّة وثقافيّة بينما تبخرت الحقوق السياسيّة!!

ويتابع بيان الحزب:

"...والسير بحزم في تطبيق قانون الاصلاح الزراعيّ والكفّ عن إسناد الاقطاعيّين والأغوات ضدّ جماهير الفلاحين وإلغاء ضريبة الأرض عن الفلاحين وإلغاء التضييقات على زراعة التبغ وشمول كردستان بمشاريع التصنيع ومعالجة مشاكلها الاقتصاديّة والمعاشيّة".

وبعد ان أَفرَغَ البيان شحنتَه الانفعاليّة في عريضة طلباته الموجّهة الى الحكومة، وحتى تستجيب السلطة، أو لا تستجيب، لتلك الطلبات، يلتفت الحزب الشيوعيّ العراقي الآن للجماهير الكرديّة ليعلّمها بمنطق الواعظ أن تكون عاقلةً هادئةً وأن تحبّ حكومتها وتحترمها وتطيعها في كلّ شيء وألاّ تندفع بدسائس الاستعمار الهادفة الى اضعاف حكومتنا الوطنيّة...

يقول البيان:

"تعلم جماهير الشعب في كردستان ان مصلحتها الصميمة ترتبط بالدفاع عن الاستقلال الوطنيّ للبلاد، وبمثل هذه السياسة فقط تستطيع الحكومة أن تقوّي مركزَها وتقف بوجه دسائس الاستعمار وعملائه وبوجه تهديد الجيوش الاستعماريّة في الكويت...وضد مغامرات الاستعمار الأمريكي عدوّ قضيّة صيانة السلم في العالم(!!)."


وهكذا، بدلاً من قيادة الجماهير وتصدّر نضالاتها وتطويرها ودفع حركتها نحو تبنّي أكثر البرامج ثوريّة، برنامج الطبقة العاملة، ولتتخلّى عن تردّدها وميوعتها، بدلاً من ذلك، كان الحزب الشيوعيّ العراقي، رغم اعترافه بتضافر كلّ العوامل الذاتيّة والموضوعيّة للحركة الجماهيريّة وضغطها بإتّجاه التحرّك الحاسم والسريع، كان الحزب، على العكس، يجرّ الحركة الجماهيريّة الى الوراء معيقاً إيّاها عن التقدّم واعظاً إياها أن تتحمّل المزيد من صفعات الاقطاعيّين والرجعيّين وسلطتهم الحكوميّة المتلفّعة بأرديةَ الوطنية الفارغة، وذلك بدعوى:

لكي "تستطيع الحكومة أن تقوّي مركزها"

ولدعم "قضيّة صيانة السلم في العالم".


* * *



#محمد_يعقوب_الهنداوي (هاشتاغ)       Mohamed_Aziz#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَيْنَ يَدَيْك يَهيمُ الهَوى
- ح ش ع والمسألة الكردية - من التحريفية الى الخيانة (11)
- ماذا يَظِنُّ الياسَمِينُ
- خائفٌ مِنْكَ عَلَيْكْ
- ح ش ع والمسألة الكردية - من المبدئية الى التحريفية (10)
- الديمقراطية للعراق و ... الحكم الذاتي لكردستان (الحلقة 9)
- تَوَهّمْتُ فيك شِراعي
- القيادات السياسيّة الكردية هجينة مشوّهة التكوين مزدوجة التبع ...
- لُبْنى
- أُمّي
- الحركة الكردية المسلحة (الحلقة 7)
- الثقافة الكردية والنزعة القومية (الحلقة 6)
- اسْرجِي لَوْعَتي إنّني أَوّلُ العابِرين
- ممنوعون من التطور أم عاجزون؟ (1)
- رَضعْتُ النّارَ مِنْ ثَديِ الثُريّا فأرّقَني سطوعُكِ في عِظا ...
- المرأة والفلاح والطفل الكردي (الحلقة 4)
- (والت ويتمان) عندليب أمريكا الصدّاح
- أفكار أولية عن العلمانية والدين (1/4)
- هكذا يَكتُبُ الرّائي رُؤاه
- المثقف العنكبوت


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يعقوب الهنداوي - ح ش ع والمسألة الكردية - الانقلاب على الجماهير ومعاداة طموحاتها (12)