أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس إيغو - خطر اللبننة في الغرب: من حوادث التخريب في الشانزليزيه الى احتلال البانثيون














المزيد.....

خطر اللبننة في الغرب: من حوادث التخريب في الشانزليزيه الى احتلال البانثيون


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 6289 - 2019 / 7 / 13 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تميز الأسبوع الماضي في فرنسا بحادثتين تعبران عن الوضع الإنفلاتي الذي وصلت اليه الأمور في المجتمع الفرنسي خصوصاً والمجتمعات الغربية عموماً مع تنامي ظاهرة الإفلات من العقاب، ومخاطر النزعة الفردانية المنفلتة من كل قاعدة ومنطق جماعي ومجتمعي.
مساء الخميس الماضي، انتصرت الجزائر على ساحل العاج بفارق ركلات الجزاء في الربع النهائي من كأس إفريقيا للأمم، تم تحويله الى يوم أسود بسبب إنفلات العنف ومشاهد السلب والنهب في العديد المدن في فرنسا، وخصوصاً مارسيليا وباريس وليون.
في اليوم الثاني، طالعتنا وسائل الإعلام الفرنسية بخبر إحتلال مئات من الأفارقة الغير شرعيين للبانثيون أو مقبرة العظماء في وسط باريس، مطالبين بتسوية أوضاعهم، مدعومين بعدد من الجمعيات التي تلعب بالنار في قضايا لا تمت بأي صلة للمجتمع المدني ولا بقضاياه، بل على العكس من ذلك، تجعل مفهوم المجتمع المدني مطية للتلاعب والاستثمار من قبل البعض لغايات لا علاقة لها بالسياسة والمواطن.
في الجزائر، من ناحية أخرى، كانت المظاهرات الأخيرة ضد الرئيس بوتفليقة سلمية بشكل ملحوظ. حيث تجري يوم كل جمعة مظاهرات حاشدة في كل أنحاء الجزائر، وتدور في معظم الأوقات بطريقة سلمية حضارية، حتى يقال بأن التظاهرات عندما تمر أمام أحد المشافي فإن الحناجر تصمت عن الهتاف احتراماً للمرضى والجهاز الطبي. بين حضارية ومدنية التظاهرات الحاشدة منذ أحد وعشرين أسبوعاً وهمجية الجمهور "الجزائري" الذي نزل الى الشانزليزيه والعديد من الساحات في المدن الاخرى، علينا التساؤل حول ما وصلت اليه المجتمعات الغربية الحديثة في الغرب في القبول بمظاهر الفوضى والتكسير وإساءة الأدب وتحقير رموز الوطن والدولة دون أن يخضع هؤلاء الفاعلون للعقاب اللازم والحازم لمنع الآخرين من ركوب هذه الموجة من الفوضى والتكسير وإنتهاك الآداب العامة.
بالتأكيد، لم يكن هناك عنف في الجزائر منذ الأسبوع الأول لإندلاع الإنتفاضة الجزائرية المباركة، لقد ظل المتظاهرون دائمًا مثاليين، لاحظوا الصمت عندما كانوا يمرون أمام المستشفيات. لكن في فرنسا، قبلت الدولة وجزء كبير من المجتمع هذا الجنوح منذ فترة طويلة. ندع الأمور تمر دون عقاب ولا رادع لتلك العناصر الإجرامية ـ ولا أتكلم هنا فقط عن هذه الحادثة فقط ـ ويجري في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي المسيطر عليه من قبل الصوابية السياسية تبرير تلك الأفعال الشائنة بالشروط الاقتصادية والتهميش الاجتماعي، وبأن هؤلاء ناس معذبون على الفور. إنه خطاب الضحية الذي يمنع أي تظاهر للسلطة من قبل الدولة والمسؤولين عنها، هذا إن لم يتواجد حتى داخل جهاز الدولة والحكومة من يتبنى هذه النظرة التبريرية في كل مرة تحدث أعمال عنف ومظاهر شائنة في الشارع. إن ما يحدث في الشارع الفرنسي وبقاء الدولة ومن يتحكم بها من النخب عاجزة عن فعل أي شيئ تشكل وصمة عار. وأنها ليست جديدة، وطالما بقيت هذه الدولة عاجزة، والإفلات من العقاب هو القاعدة، فلن يتغير شيء.
من ناحية يصرخون وينظرون إلى أنفسهم كضحايا، ومن ناحية أخرى يعطون جميع المكونات للحفاظ على الشك في هذا الخطاب. وحتى لو كنا في داخلنا نشعر بالظلم، لا يكون اعتراضنا على الظلم بالفوضى والكراهية. وبعد ذلك، فإن هؤلاء الذين نزلوا ليحتفلوا بطريقة سوداء هويتهم الجزائرية كان عليهم لو كانوا بالفعل صادقين أن يذهبوا الى الجزائر ليساهمو في الحراك السلمي الرائع الذي يجري هناك كل يوم جمعة، إنهم يعتمدون دائمًا على الهوية التي تناسبهم: يوم هم فرنسيون، وفي اليوم التالي هم جزائريين حتى التكسير، وفي يوم آخر يصبحوا فجأة مسلمين، لا بل إسلاميين يزاودون على المسلمين العاديين بإسلامهم.
يجب أن يتوقف كل هذا العنف المنفلت في الشارع الفرنسي، وعلى الدولة والحكومة في فرنسا بالخصوص، وكل الدول والحكومات الغربية بالعموم مسؤولية تاريخية، فقد وصل الأمر الى درجة قريبة من حرب الشوارع، ليست بهذه الطريقة تبنى مجتمعات التعايش الوطنية، إن العنف في الشارع والإساءة الى الأدب والمدنية غير مقبولة، والمساواة بين المواطنين أمام القانون غير قابلة للتفاوض، لكنها لوحدها غير كافية للوصول الى مجتمعات مطمئنة، يجب قمع الجنوح بنفس الخطورة، بغض النظر عن مصدره، سواء أكان مرتدياً سترة صفراء أو سوداء أو خضراء.



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والتراث: معضلة وجودية
- كيف يمكننا تسمية عصرنا الحالي؟
- الأصولي ومفهوم الرهاب والتطهّر
- الشعب ضد الديموقراطية أو الديموقراطية ضد الشعب
- بين استراتيجيات الإصلاح النهضوي للشيخ وداعية الليبرالية، وال ...
- المفارقة العالمية العولمية
- من المحيط الى الخليج: رياح منعشة تهب علينا من جبال الاطلس
- هل تصبح العلمانية ضحية التحديث والعلمنة؟
- عصر الاستهلاك االكبير
- كيف أخفقت النهضة العربية
- هل فعلاً مجتمعاتنا العربية غير جاهزة للديموقراطية؟
- لماذا انهزم الربيع العربي
- بين النوايا الخضراء المشبوهة والسترات الصفراء المحرومة
- كيف الخروج من هوّة التأخر؟
- العرب والإخفاق الحضاري المزمن
- العرب والحداثة والتحديث
- اللقاء الصدمة مع الحضارة الاوروبية الصاعدة
- الظرفية التاريخية المعاصرة في العالم العربي وأهمية العامل ال ...
- ثقافة الماينبغيات والخطاب العربي الغارق في المثل الأفلاطونية
- لماذا ينجح الواعظ الديني حيث يفشل المثقف الحديث


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس إيغو - خطر اللبننة في الغرب: من حوادث التخريب في الشانزليزيه الى احتلال البانثيون