أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - هل تكمل الجزائر مسارها المتفرد ؟














المزيد.....

هل تكمل الجزائر مسارها المتفرد ؟


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 6283 - 2019 / 7 / 7 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تكمل الثورة الجزائرية مسارها المتفرد ؟
--------------------------------------------
بتنا جميعا نتحسس مآلات ثوراتنا . وها نحن اليوم ننتظر افرازات الثورة الجزائرية ويدنا على قلبنا .الجميع يتابع بانبهار وغيرة ، بل وحسد ما يصنعه الشعب الجزائري بجميع مكوناته ، بدءا بنشطاء الحراك الشعبي والجماهيري وانتهاء بقيادة الجيش ، مرورا بالأحزاب وكوكبة من الأساتذة والمحللين الجزائريين . ولا زال الشعب الجزائري يخط بمداد من العقلانية ويمشي بخطى تسامحية كبيرة ، ويعبد الطريق لثورة بيضاء ناصعة قد تخرج أول بلد عربي من كبوة الانقلابات العسكرية والثورات المضادة ، الى شاطئ الديمقراطية الحقة .
يمكننا القول ان الثورة الجزائرية تمثل خروجا سلسلا عن منطق التاريخ العربي ، حيث يمكن التأكيد أن جيمع الأطراف تتنافس للخروج من هذا المخاض العسير بأقل الخسائر . وكانهم جميعهم يرفعون شعار"رابح، رابح" . وقد كان الحوار الرمزي سيد مسار الثورة الجزائرية ، حيث الى الان لم يبرز أي ممثل رسمي للحراك الشعبي ، وهو ما جعل الأفكار تغلي على مهل ، ودفع جميع الفرقاء الى انتاج أرقى وأنبل ما لديهم من افكار . حتى ان قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح ابتكر مصطلح "المرافقة " ، دون أن يطرح نفسه كبديل أو يقفز الى مهام قيادة البلد كما حدث بمصر .
عشرون أسبوعا مرت دون أن تسجل أي احداث عنف قد تحرف مسار الحراك ، او بعبارة أصح وأدق مسار الثورة الجزائرية . الا بعض المناوشات التي قد تصدر من هذا الطرف او ذاك ، وهو ما يمكن أن يدخل في باب "جس النبض " ، دون ان تنفلت الأمور عن السيطرة . يمكن تسجيل أخطاء ارتكبها النظام ابان الحراك كاعتقال رئيسة حزب العمال المعارض وأيقونة التحرير الجزائري السيد "لخضر بورقعة " ، وهو أحد قادة جيش التحرير ضد فرنسا ، وشخصية لها وزنها الكبير على الصعيد القومي .
وهي أخطاء يمكن معالجتها بطريقة أو أخرى . لكن زخم الثورة الجزائرية ظل في تصاعد وتطور ، أجبر قيادة الجيش باعتبارها المؤتمنة على مصير وواقع الجزائر على اعتقال كثير من رموز الفساد في المرحلة السابقة وعلى رأسهم الوزير الأول الأسبق أحمد أويحيى , والرجل القوي في عهد بوتفليقة أخوه سعيد . وبعض من رجال الأعمال .
على العموم يمكن الجزم -الى حدود كتابة هذه الأسطر - ان الثورة الجزائرية قطعت أشواطا كبيرة على درب التقعيد الديمقراطي الرشيد . وهي بذلك تسطر طريقا جديدا لحداثة عربية غير مسبوقة ، مؤسسة على ارادة الشعب ، وليست قادمة من فوق كقشور للالهاء والتسويق الاعلامي المبتذل الرخيص .
دفعت حركة الشارع جميع الأحزاب الى التكتل في جيهة واحدة ، من اسلاميين وليبراليين ويساريين ، ولم يجد حزب جبهة التحرير الوطني، الحاكم الأوحد منذ الاستقلال ، نفسه الا مرغما على تقمص نفس خطاب ومطالب الشارع . الى درجة أن أعضاءه في البرلمان كانوا أول من دفع برئيس البرلمان الى الاستقالة ، باعتباره أحد الباءات الثلاث التي طالب باسقاطها الشارع .
واستطاع الجزائريون أن يقصوا منذ البداية شياطين الثورات العربية ، كالدول الخليجية والدول الاستعمارية . فبات من أكبر الأخطاء أن يقوم مسؤول جزائري بزيارة لاحدى هذه البلدان ، كما أن ساسة هذه الدول فهموا ان اللعب في الجزائر ينبغي أن يتم تحت الطاولة ، وفي الخفاء ، وليس كما حدث في مختلف الثورات بما فيها ثورة السودان .
اذن فقطع الطريق على شياطين الثورات العربية كان ضربة متقنة ، سرعان ما ظهرت ثمارها على أرض واقع الثورة الجزائرية . فحتى رجالات فرنسا كانوا أول من زج بهم في السجن ، وسعيد بوتفليقة والجنرال توفيق "محمد لمين مدين " ، ورئيس الوزراء السابق أحمد اويحيى ، يشكلون ابرز وجوهها .
وكأن اجندة الثورة الجزائرية كانت معدة سلفا ، فحتى حراكاتها الشعبية منعت عنها كل القوى السياسية الحزبية . وكأنهم يريدون أن يقولوا" الشارع سيد نفسه "، ولن يركب على ظهر مآسينا أي سمسار دنيئ .
دعونا نقول ان الثورة الجزائرية ، وخاصة حراكها الشعبي لم يفرز بعد ممثليها ، ان هذه الثورة تروم دفع الجميع الى الاتفاق بصيغة مبتكرة على أنجع السبل لتدبير شؤون الجزائر . فلربما تم استلهام مقولة فوكو "بؤرة ارادة كلية " حيث ينصهر الجميع مرغمين من أجل وضع برنامج انتقالي ، يسطير دستور يوطن لعملية سياسية حداثية بمفهومها الجزائري .
ذلك أن توطين مبادئ الديمقراطية وتفعيلها التفعيل المحسوس الذي يحسه ويدركه ويتذوقه أفراد الشعب ، دونه هرطقة ومجانية تدبيرية كما نعيشها في جيمع أقطار الوطن العربي . حيث قمة الهرم تعنى بكل شيئ في مملكة متسيبة أو جمهورية متفلتة أو امارة مقفولة .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنوار الخائن -رواية 1-
- القضاء أول درجات الارتقاء
- اضحك ، انهم يكرهونك
- البابا في وظيفته السياسية
- الشمكار
- نظرة في بطلان تعاقد الأساتذة
- جاسيندا
- طوبوغرافية الثورة الجزائرية
- صفقة مع السراب
- جراحة عن بعد ، هل تصدق ؟؟
- ايران تربك حسابات الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة
- هل تنجح الانتفاضة في الجزائر ؟
- قضية الخاشقجي بين الاعلام والاستخبارات
- روسيا تلوي عنق اسرائيل
- انهيار الديبلوماسية المغربية
- قضية توفيق بوعشرين والتوظيف السياسي
- لا أمل ...
- صناعة الشرق الأوسط من جديد
- بين اللورد بايتس ووزراء كلينكس
- هل يمكن أن أخالف السيد حسن نصر الله ؟؟


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - هل تكمل الجزائر مسارها المتفرد ؟