السكين غريزة أساسية

أسماء سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 11:36
المحور: الادب والفن
    

جلست بمكتبها بعد انتهائها من بعض الأعمال نظرت لبعض الملصقات على الحائط , لتجد أخبار نشرت بالجرائد لأعمال قامت بها التقطت سجائرها ووضعت واحدة بفمها بشكل تلقائي , نظرت يسارا وهى تبعث بدخان سجائرها لصورة تم إلصاقها بالحائط لحبيب بث اليها مشاعر مختلفة لا تقدر على تفسيرها , تتذكر فيلم "غريزة أساسية "فقد شاهدته كثيرا دون الالتفات أنها بطلة قصة مشابه , أتى اليها صوت محمد منير " بندهك يا طير مهاجر .....بندهك فلاح وبنا يزرعوا في الأرض جنة ..............." تطلق لمشاعرها العنان تفكر بلمساته الدافئة بخوفه عليها ورقته المعهودة , فحين مرضت شاركها الآلام سرد اليها كل ما يحدث حوله فقد أحبها , تحدثه بكل عصبيه و تقول له أريد أن اعرف الحقيقة , دائما ما عرفت أنى سأموت بالسرطان فإذا كانت نهايتي سأقرر أن تكون الآن , افضل أن يكون اليوم وليس بعد اشهر ولا سنوات أرجوك احقني بأي شئ لأموت أنا لا اقدر على المرض , يبكى ويعلل انه لا يرد هذا وانه يحبها فتقول لماذا , أنا لا أريد سواك تحتضنه يروى لها أنها الوحيدة التي اهتمت به دون سواه ولكنه يرفض أن يتراجع عن قراره , تتداخل الأفكار بين مؤيد لجعله الحب الأخير ومعارض لجعله مجرد حامل سكين , , ترى أمام عينيها صورته وهو يأخذ السكين من اسفل الفراش لينهى بها آلماها , نعم لقد اخبرها عن حبه أثناء اجتماعهما بالليل وقد خبأ سكينه , وحين أحست بدمائها تسيل قال أنتي من فعل هذا لقد خضعت لإلحاحك , لم يرى يوما دموعها كما آبى أن يسمع رجائها, تهز رأسها محاولة إبعاد الأفكار عنها , دون فائدة يرتعش جسدها ويرتعد قلبها تتوه منها الأحرف , يأخذها منير من تابوتها لينصحها بان الحب زي الطيور لازم يعيش في النور .....الحب حرية ..., لتعلم أنها طير جريح فتلتقط سيجاره أخرى , قررت التفكير بالحاسة السادسة دائما ما نبهاها أصدقائها لامتلكها, ,تتذكر عندما قالت لصديق قديم انهما سيافترقا لفترة وهو من سيكون السبب و قد حدث هذا بالفعل , تعود من جديد لتفكر لماذا لم أجد مع من أحببت الحاسة السادسة , تتذكر لا كنت دائما أحدثه عن الفيلم فهل كانت تعرف انه سيقتلها , علمت كل العلم أنها لن تثق به مره أخره دائما ستنظر اسفل الفراش خوفا من وجود سكين , إذا قال احبك ستضحك و سيعلم أنها لا تثق به , فترسل إليه رسائل عبر البريد الإلكتروني لتسأله أين خباء السكين وكيف لم تره عندما طعنها لم ترى سوى دمائها وبيده سكين .

#أسماء_سليمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات