سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 6280 - 2019 / 7 / 4 - 01:12
المحور:
الادب والفن
ما احيلى ايام الطفولة
اتمنى لو ترجع ساعة
لانال الحنان والفرح
وروعة المحبة
باحتضان امي لي
فما زال في فمي
طعم خبزها المليوح
اكلتها بنهم من يديها
عرائس مدهونة
بالزيت والزعتر
مع لبنة
هدهدتني بساعديها
تشتشتني
امي رحمة
محبة
ينبوع غبطة وسرور
يدها رفق وانس
زرعت في قلبي
بسمة الزهور
روعة التواضع
مكارم الاخلاق
اولها صدق اللسان
وحب الناس
كل الناس
لا فرق بين علي
محمد وروني والياس
ارى في جمالها
وطيبها
سناء بهائها
وصدقها
وحبها الكبير لي
بسمة سلوى وعزاء
لانها
اجمل الامهات
دعاؤها لي
مع كلمة يا حبيبي
اصدق صلاه
وبسمة الشمس
تعد عندي ظلمة
اما بسمتها
انفاسها
عبير ورد عابق
وكم اطل الناس من بيوتهم
ليروا الله في بسمتها
وعفتها
هي فلاحة بسيطة
ما تت وهي تعمل في الارض
ليتك يا امي بيننا
فاين كالام بين بني البشر
وانا
اركع اجلالا وتعظيما لك
يا امي الحنونة
يا رياحين العمر
عاطفتي مثل عفتي
صدقي مع نظافتي النفسية
والجسدية
اغلى كنوزي في الحياه
لانها جزء من صدقك
عفتك وروعتك
ودائما اخاطبك
في بيت قبرك
في كل لحظة
ارى روحا
تحوم حول منزلي
راجية رؤيتي والاولاد
انا
اكن لها الوقار
والحب والفخار
امجدها في الليل والنهار
اركع امامها
كانني
اركع امام الله
اقول لها
سيزداد الطيبون مثلك
ويغيرون وجه الحياه
حياة بؤس وشقاء
العابس الرهيب
ليغدو اكثر جمالا
بشاشة وبهاء
واشراقا
************
امي لم تمت
رغم رحيل الجسد
بسمتها في قلبي نبض
حنانها
اسمها
مات لحم الشفاه منها
لكن بسمتها
لم تمت
اقبل يدك
لانها يد الله
بين الارض والسماء
وكانت تسالني
كثيرة هي الثروات في الارض
ولماذا هناك جوعى
حفاة وعراة
وفقراء
فاقول لها
هناك وحوش ليس في الوعور
وحوش بزي انسان
يهرولون لتكديس المال
ماتت مشاعرهم
تحجرت ضمائرهم
لكن الارض يا امي
ملك للفقراء
للعمال والفلاحين
سينتصرون في المستقبل
ويرسخون السلام
والعدل والتاخي والوئام
امي عاشت الحياه
يغمرها الرجاء دائما
ان تحمل الخير لها
ولكل الناس
واذا تلاشى هذا الرجاء
اي معنى يبقى للحياة بعد
والطيب لا يعيش وحيدا
كنت طيبة يا امي
وشدتك للناس
اواصر الحب الريفي
يا اجمل الامهات
حبي لك
تعلقي بك
مثل حبك
للمنكوش
والنكش للتراب
مثل تعلقك
وارتباطك
باسم الله الكبير
ايمانك العفوي الفطري
ايمانك الوطيد
بالناس كل الناس
افراد اسرة واحدة
اجمل ايمان
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟