|
نبوءة النحس في فارنا
خالد صبيح
الحوار المتمدن-العدد: 6278 - 2019 / 7 / 2 - 21:31
المحور:
الادب والفن
صحوت في الصباح معتل المزاج مثقل الراس اكثر من المعتاد.
كان صباحا خريفيا غائما مشبعا بالرطوبة. شعرت بالصداع والخمول مع ان لجسدي حيوية رياضية. لم اشرب ليلة البارحة خمرة، التي لا أشربها عادة بافراط، ولهذا أثار استغرابي بقدر ماضايقني ثقل المزاج هذا. من يشربون الخمرة عادة يشعرون باعتلال المزاج في صباحاتهم بسبب الصداع. بعد زمن سأعرف باني اعاني من كآبة، كآبة متجذرة لها صلة بخبرات الطفولة. أي في نشأتي الأولى، كآبة ستجعل الوان حياتي كامدة باهتة.
أي كان السبب ففي النتيجة صحوت معتل المزاج ومتضايق. بعد الحمام والإفطار السريع صرت في مكان عملي. زاد منظر المكان الرطب والموحش من شعوري بالضيق. أعمل في متجر يبيع ملابس اطفال بالجملة. المكان في مبنى قديم أشبه بالقبو، إضاءته ضعيفة وشباكه المعدني العتيق صغير ومكتظ بأشياء تمنع الضوء الشحيح من الدخول.
عودتني (كراسميرا ) جارتي التي تملك متجرا يطل على الشارع الآخر، رغم طيبتها ومرحها، على أنها أول من ينقل لي الأخبار السيئة؛ أخبار الموتى والمفلسين وتحركات رجال الجمارك والضريبة المبتزين والمرتشين، وللأمانة فهي تنقل أحيانا بعض الأخبار السارة، إن وجدت مثل هذه الاخبار طبعا.
جاءت الي قبل أن أبتدئ يومي الذي أبدأه عادة بتحضير قدح قهوة سريع (نسكافة)، قالت:
ـ الم تسمع الخبر؟
توجست من نبرة صوتها وتعبير وجهها الحزين، فأجبتها بضيق خفي:
ـ لا ! ماذا؟
ـ ثائر مات البارحة، دهسته سيارة في الليل ومات على الفور.
تكشف الان بعض من سر اكتئابي واعتلال مزاجي. كنت بهذا المزاج المتكدر كأني استبق، بإحساس غامض، هذا الخبر المشؤوم.
كعادتي، حين تفاجئني الأخبار الحزينة لا أريد تصديقها. لكن ما قالته (كراسميرا) عن موت (ثائر) حقيقة كما كل حقائق الموت الأخرى التي عايشتها وكابدت مراراتها ولم أكن أرغب، كما أنا الآن، بتصديقها.
السماء ماتزال غائمة باصرار والجو ينث رطوبة ووحشة، وفي جسدي يتسرب ببطء نعاس ثقيل اجتاحني، ورغبة في النوم أو الهروب بعيدا عن لحظات هذا العالم الظالمة في مفاجآتها وقسوتها.
لم يكن لثائر، كما هو شأننا جميعا، أهل أو أحد يعني به. جميعنا منفيين ومعزولين ونعيش حياة بلا أمل. قرر بعض من له حكمة أن نقوم، نحن اصدقائه وابناء بلده، بواجب دفنه وإخبار أمه في الكويت، التي أهملته، بخبر موته.
هل سيفجعها موته المبكر والمفاجئ؟
كان ثائر قد بلغ السابعة والثلاثين من عمره في عام موته. قبل هذا مات عراقيان في وقتين مختلفين في مدينة (ڤارنا) الساحلية بطرق ملتوية وهما في سن السابعة والثلاثين أيضا. ماتا سكرانين كما مات ثائر، ودعّا الدنيا وهما فاقدين لوعيهما، واستقبلا الموت بجسد خدرته الخمرة ورأس غلفها الضباب. ماتا سكرانين لأنهما عجزا عن احتمال تحديات الحياة حين تكون مختلفة عما الفاه. ماتا ولحقهما ثائر وكأنهم بموتهم المبكر والمفاجئ، كانوا ينتحرون. فالإنتحار ليس فقط قتل النفس، الانتحار رغبة داخلية، غير مدركة وغير مفسرة، بالموت، تحيل الانسان وكل كيانه الى مشروع موت جاهز للتحقق في أي لحظة. يعيش المرء بهذه الرغبة نمط حياة كأنه سيناريو واع لميتة مؤكدة. شيء يشبه الشغف بالسرعة في قيادة السيارات التي هي أيضا ( أمنية سرية بالموت).
قبل موت ثائر تلبسني هاجس من تهويمات وتخاريف الخيال الجامح، أن نحسا قد أصاب مدينة (ڤارنا) سوف يؤدي الى موت أحد عراقييها المنفيين حين يبلغ عامه السابع والثلاثين، وأني سأكون الشخص القادم الذي ستتحقق به هذه النبوءة. كنا، ثائر وأنا، في نفس السن.
مات هو ونجوت أنا وتحققت نبوءة النحس في (ڤارنا).
مزاج معتل، صداع، يوم غائم وخبر موت مؤلم ومزعج وفوق هذا كله جاءني جواد ليؤكد لي الخبر الذي تشبثت بأمل أن تكون (كراسميرا)، التي لاتخطئ في الأخبار السيئة، قد اخطأت هذه المرة في نقل الخبر. وجواد هذا يتحلى ببلادة و(فهاوة) ربانية كثيرا ماجعلني أشك في أن سبب التخلف وانعدام القدرة على التطور والتفاعل الايجابي مع البيئة هو سبب بيولوجي عضوي وليس نفسي أو ثقافي كما يقترح بعض المفكرين والعلماء.
خرجنا بعد ذلك جواد وأنا الى مكان ما. فضيلة هذا الشخص هي أنه يحتمل بصبر تعكر مزاجي وميلي للتشاجر مع سواق السيارات المستهترين في مدينة لا يحترم أحد فيها القوانين. كنت أشتم السائقين بصوت عال ومستفز لكنهم لا يملكون الوقت للتشاجر معي بأكثر من الصراخ والشتم من داخل سياراتهم.
بالنسبة لي كان خرق قوانين المرور من السائقين الذي شاع وصار سمة سلوكية بارزة علامة تدني حضاري تعيشه هذه البلاد.
جاءنا أحد مواطنينا الذي درس القانون ولم يدعونه يزاول مهنته لأسباب تتعلق بلون بشرته وبخلفيته الاجنبية. سرد لنا وقائع الحادثة وقال ان ثائر كان سكرانا وخرج مع صديق له، بلغاري، وصدمته سيارة (ميكروباص) مسرعة عند عبوره الشارع، وهرب سائقها. لكن صديق ثائر، رغم سكره هو ايضا، استطاع أن يسجل رقم السيارة. غير أن الشرطة قد تآمرت، بسبب رشوتها من محامي سائق السيارة، التي عُثر عليها في مكان بعيد بعد الحادث، وأيضا لأسباب قومية، فالقتيل أجنبي والقاتل ابن الوطن، وحررت محضرا غير حقيقي بسرقة السيارة في وقت أبكر من وقت وقوع الحادث. وبهذا يكون صاحب السيارة قد تخلص من المسؤولية الجنائية لأنه، بحسب المحضر المزيف، لم يكن هو من يقود السيارة عند وقوع الحادث. ولم يقّل القضاة (نبلا) عن الشرطة فصدقوا بالمحضر وأُغلق بسرعة ملف القضية الذي لم يفتح أصلا.
ومات ثائر مجهولا في بلد غريب.
ذهبنا الى المستشفى أو للمشرحة عند الظهر، وكنا ستة أو سبعة أشخاص نشكل مجموع العراقيين المتبقين في المدينة بعد أن هجرها الآخرون الى المنافي الاخرى. دخل الجميع لإلقاء نظرة على الجثمان. لم أشأ الدخول، كان منظر الموتى يبعث أسى وحزنا في نفسي لاينجليان بسهولة. لكن (رافع)، أصر مؤنبا، بعدما خرج وعلامات الألم بادية على وجهه، على أن أدخل:
ـ مايصير! ادخل شوفه دقيقة واطلع.
رضخت لإلحاحه ودخلت.
كان تعبير الألم والمفاجأة مايزالان مرتسمين على وجه ثائر رغم الموت. كان وجهه أصفر تنتشر فيه الكدمات، رجله اليمنى مكسورة ومطوية تحت جسده وبقعة دم جافة ماتزال عالقة ببنطاله الممزق.
شعرت وكأنه بفمه المزموم وسحنته الغاضبة يعاتب الدنيا ويعاتبنا على مصيره.
تركناه للتشريح على أن نعود في الغد لأخذ الجثة ودفنها.
حكى لنا القانوني العراقي الذي تكفل بالاتصال تلفونيا بأم ثائر التي تسكن الكويت أن أمه لم تصدق خبر موته في البداية.
قلنا لها بدون مداراة إن ثائر قد مات.
تصورت في البداية أن هذه محاولة لاستدرار بعض النقود منها له. فقد سبق وأن اتصل بعضنا لشرح وضعه المادي الصعب لها بعدما تخلت عن مساعدته ماديا بسبب تضايقها من تصرفاته غير المسؤولة. قالت لهم:
ـ خلي يموت وشنو يعني.
لكن بعدما تأكدت من جدية كلامهم اخذت في العويل وأغلقوا هم التلفون.
كانت المكالمات التلفونية مكلفة، والجميع في أزمة اقتصادية، وفي الازمات والغربة يصير بعض التقتير سلوكا مألوفا.
***
تلعب الأحداث الكبرى، غالبا، دورا مؤذيا في المصائر الفردية.
كان صعبا على ثائر البقاء في الكويت بعد أحداث احتلالها وتحريرها بهزيمة العراق العسكرية، فارسلته أمه، المتزوجة من كويتي، مع مبلغ جيد الى بلغاريا، البلد الاوربي الوحيد الذي يمكنه السفر اليه حينها. وقد حاول ثائر، مثل كثيرين، أن يبدأ حياته بتجارة صغيرة تنمو وتكبر مع الأيام. لكن مؤهلاته البسيطة لم تعنه على النجاح في عمله التجاري. فهو ليس لديه تحصيل دراسي يعينه، ولا كان قد مارس عملا تجاريا، بمعنى أنه لم يعش في السوق ليتعلم قيمه وأخلاقياته، وهي الوسيلة الاخرى الأهم لأي نجاح تجاري. والأسوأ أنه قد دخل عالم التجارة بقلب طيب، وطيبة القلب في التجارة مؤهل فشل وليس مؤهل نجاح. والنتيجة الحتمية لحالته كانت الفشل.
وهناك أشياء اخرى لعبت لعبتها في فشله. فقد جاء مكبوتا من حرب ثمان سنوات في العراق، وحياة جافة ومحدودة هناك. ولانه يفتقد للوسامة وللثقة بالنفس، في مجتمع عنصري، فقد لجأ الى العاهرات ليسد جوعه الجنسي المتراكم. ولأنه صعلوك قديم فقد أضاف للعاهرات الخمرة والقمار.
وهذه الأشياء تنهك كل شيء في الانسان؛ جسده وجيبه وأحيانا أخلاقه.
كان يقول أنه يريد أن يعوض مافاته من ملذات في حياته كلها.
ثم يضيف ضاحكا مبرزا أسنانه الكبيرة المثلومة:
ـ العمر قصير ولا يحتمل الجدية في العيش.
التقيته أول مرة حينما كنت العب شطرنج في ناد صغير يرتاده هواة اللعبة. قال لي مرافقه العراقي أنه يبحث عن شقة. تاسفت له لاني لم أكن جديرا في تقديم العون له، فقدم لي هو نصيحة كارثية لنقلتي القادمة، لم آخذ بها، لأنها كانت ستنهي الدست بخسارة مؤكدة.
كان هو يحب الشطرنج أيضا.
وستكون لنا جولات مرحة من اللعب حينما تجمع بيننا الظروف لاحقا.
أحببت حينها دماثته وبساطته وطيبة قلبه التي فاض بها وجهه ومفرداته البصرية الدافئة والبريئة.
لقد جسد ثائر حالة من حالات الضياع المتعددة التي عاشها الشباب العراقي الذي صهرت عذاباته الحرب والاستبداد. فقد اراد هؤلاء الشباب، وبطريقة ملتوية، أن يوجدوا لأنفسهم كيانا وحياة بعدما سرقتها منهم الحروب. وقد فشل أغلبهم، كانت قدراتهم أدنى من طموحاتهم ورغباتهم.
وهكذا توالت اخفاقات ثائر، وأخذت أمه تلومه وتتاخر في مساعدته لانها تعتبره، محقة، قد أساء التدبير.
وقف أحمد أمامي وقال مع اهتزاز ضئيل غير ملحوظ في رأسه:
ـ يجب أن نقوم بجمع التبرعات لمصاريف الدفن.
ثم أضاف بعد صمت قصير ببطء وهدوء:
ـ أنا استطيع أن أتكفل بالمصاريف. هي ليست شيئا كبيرا، ولكن الفكرة هي تعزيز التضامن بيننا، ومن أجل بعث الطمأنينة بين الجميع أن هناك من سيقوم لهم بالواجب، يعني القصد هو أن نخلق تقليدا ايجابيا. فنحن في بلد غريب ولا أهل لنا، لنكن أهلا بعضنا للبعض الآخر.
أحمد اكبر الجميع سنا. وأقدمهم في البلد. وأفكاره عملية دائما.
وافقته بطبيعة الحال. الفكرة جيدة وليس أمامنا خيارات عديدة.
قُدمت التبرعات تقريبا من كل أفراد الجمع الصغير. بعض المتبرعين قدم تبرعه بكرم كأنه يريد ان يعوض قصوره مع ثائر في حياته أيام افلاسه المريرة والطويلة. كان الجميع يشعر في قرارة نفسه بالقصور والذنب. أخذت أشعر بتأنيب ضمير لأني لم أبادر مرات لمساعدته كما يجب. لقد ساعدته بحدود قدراتي، هذا صحيح، ولكن ليس للحد الذي يمكن أن ينقذه من معاناة الحاجة والضياع.
بدرجة وأخرى أعتبر أننا، أقصد جميع من عرفه، كنا مسؤولين عن مصيره المحزن.
أقنعته مرة في أن أنسب شيء له الآن هو السفر الى احدى بلدان اللجوء الاوربية ليعيش مطمئنا مضمونا. خلقت له باقتراحي ذاك حلما جميلا. لكنه كان بحاجة لشيء من النقود لينفذ هذه الفكرة ويحقق الحلم.
الافكار موجودة بوفرة دائما. لكن المشكلة تكمن غالبا في القدرة على تنفيذها.
ليس ثائر وحده من كان يعاني غموض المصير. كلنا نعاني هذا الشعور المر عدا من اختار أن يكون هذا البلد المرتبك مكانه الأخير للعيش. ليس هناك غرابة ولا غضاضة في أن يتخذ المرء قرارا باتخاذ بلد ما بلده الاخير. فحين يُغلق الوطن في وجه أبنائه، ويجحد حقهم فيه، تكون كل القرارات مشروعة. حتى قرار الخيانة المستهجن من الجميع دون استعدادهم للتساؤل حول سبب ومشروعية هذا الاستهجان.
صار الوطن بكوارثه لعنة ومصدر لآلام مزمنة. ولم يعد أحد بقادر على الأحزان.
وحب الوطن في النهاية ليس أمرا بديهيا. هو خيار ككل الخيارات الأخرى في الحياة. والخيارات تحكمها أشياء لا تدخل البداهة ضمنها.
دخل ثائر في أيام ماقبل موته في الاجواء الرثة للواقع الجديد الذي تعيشه البلد. أضحى مهلهل المنظر ومرتبكه، وصار قطعة من واقع التردي في (ڤارنا) التي غدت أغلب شوارعها مهملة مليئة بالأوساخ، وغدا لونها رماديا رغم اشراقات الشمس الدائمة عليها.
جاء مرة عندي قبيل انتهاء وقت العمل. استقبلناه، زميلي وأنا، بمرح ومزاح كعادتنا لكنه فاجأنا بانهياره وبكائه بصوت منتحب. رمى على الارض بعصبية وانفعال أوراق نقدية صغيرة وقال:
ـ تعبت.. والله تعبت.
وأجهش في بكاء حزين ومكسور .
كان موقفا صعبا لي. وأدركت حجم ألمه ومعاناته.
ستبقى صورته وهو ينتحب بألم في ذلك الغروب الحزين في مخيلتي وتطفوا على سطح ذاكرتي كلما تذكرته أو تذكرت تلك الأيام الثقيلة.
طلب منا أن نتصل بأمه في الكويت لنشرح لها وضعه الصعب لتساعده.
أبدت أمه حينها استعدادا فاترا.
ولم تساعده.
ربما ستعيش أمه مدى حياتها حرقة أنها تسببت، بسلوكها، في موت ابنها تلك الميتة المؤلمة والرخيصة.
أقول ربما. فليس من شيء أكيد في هذا العالم المقلوب.
في يوم الدفن كان فوق المقبرة الهادئة شمس دافئة وسماء زرقاء حانية. وتناثرت في السماء بضع غيوم بيضاء ناصعة أضفت على الجو الخريفي لمعانا وألقا جذابا. حضر معنا، لإضفاء لمسة دينية على الموقف، لبنّانيان، سني وشيعي، وشيخ مسجد تركي لينجز مراسيم الدفن.
حين بدأ الشيخ بإجراءاته اعترض اللبناني الشيعي قائلا:
ـ مايفعله خطأ. أيريد أن يعلمنا ديننا.
اللبنّاني الآخر، وكان قد قد عاش سنوات في أميركا، لم يتدخل لأن شيخ المسجد صديقه ومثله سني.
لم يكن أي منا، نحن العراقيين، من كان يفهم بوضوح في أمور الدفن وأصوله الدينية. وقفنا بشكل خاطئ لنصلي وليس بيننا من يعرف الصلاة غير اللبنانييّن وشيخ المسجد وصديقي الأفغاني الذي حضر المراسم مجاملة لي.
انتهت بطريقة ما الاجراءات. ودفناه. نثرنا ترابا على جثمانه وواريناه أرضا غريبة لم تكن حانية عليه مثلها مثل أرض وطنه الجاحد.
عند مغادرتنا لفتت انتباهي امرأة شابة كانت تقف بلا حراك عند قبر صغير وتتأمل سارحة بنظراتها نحو أفق غير مرأي. تقدمت الجميع ببضع خطوات نحوها فلاحظت أن القبر كان لطفل. هو ابنها، وقد أحاطت بالقبر صوره وألعابه؛ دب صغير بفرو بني، وشموع، وقدح ماء مملوء عند رأسه كي لايظمأ في قبره الموحش.
المرأة ساهمة بنظراتها بعيدا نحو أفق الغيب البعيد.
بقيت هي واقفة تناجي بصمت حزين من في القبر وعدنا نحن.
***
من به حاجة للحزن ولايجد مايثيره في دواخله، عليه باقرب مقبرة وسيعثر هناك على مايثير في نفسه قدر ما يحتاج من الحزن والأسى.
***
تناولنا في بيت أحمد طعام غداء كبديل عن مجلس العزاء.
ليس هناك من يتقبل التعازي وليس هناك من يعزي.
نحن كنا المعزين ونحن من يتلقى التعازي.
المصاب مصابنا.
عدنا في تلك الجلسة الى طبيعتنا الأولى؛ نثرثر ونمزح ونضحك لنداري شعورا مرًا واحساسا فظيعا بالفراغ خلفته واقعة الموت. كنا نحاول أن نتكيف مع فكرة قاسية وصادمة، رغم بداهتها، هي أن الموت هو الشيء الأكيد الوحيد في هذه الحياة وأنه الحقيقة الوحيدة المطلقة فيها.
تركنا بيت أحمد في تلك الظهيرة وهو يشعر بنعاس القيلولة وكلنا يفكر بصمت:
من الذي سيكون عليه الدور في المرة القادمة؟
#خالد_صبيح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أهل الخارج
-
هويات الارهاب المتعددة
-
زيت وماء
-
العنف في السياسة 22
-
العنف في السياسة 1-2
-
لمحة سريعة عن الازمة الوزارية في السويد
-
التحولات السياسية في الانتخابات السويدية
-
حجج لا تشيخ
-
وماذا بعد؟
-
حراس العقيدة
-
في حتمية زوال (اسرائيل)
-
من شّب على شيء شاب عليه
-
طفح الكيل في السليمانية
-
أولوية الأولويات
-
ممكنات التغيير في العراق
-
لمحة عن الصراع في الحركة القومية الكردية
-
تحديات الاستفتاء
-
شيء من الماضي
-
حلقات مفقودة من سيرة (مناضل)
-
مديح زائف
المزيد.....
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
-
3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV
...
-
-مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|