محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 6278 - 2019 / 7 / 2 - 02:40
المحور:
الادب والفن
مشهد من رواية ( زمن الخراب) التي ستصدر عن مكتبة كل شيء في حيفا . قريبا .
محمود شاهين
بدت لمى وكأنها ثملت ، فقد ألقت رأسها على فخذ محمود ورفعت ساقها اليمنى لتلقيها على ركبة ساقها اليسرى المتكئة على المقعد ، ولتنحسر تنورتها عن كامل فخذيها ، ليبدو كيلوتها الصغير بالكاد يغطي فرجها ..
ملس محمود على شعرها وهو يتساءل:
- لمى هل سكرتِ؟
- لا أعرف! عندي رغبة لأن أنسى كل شيء إلا أنت ! أريد أن أكون معك ، ومعك فقط !
- لكن إن سكرتِ لن تتذكريني !
- لن أنسى وجودك معي حتى لو شربت كل ما أحضرته من خمر !
- ماذا في وسعي أن أفعل لك ؟
ولم تتريث ولو للحظة لتجيب:
- ضاجعني!
- مجنونة ! ألم تجدي غير عجوز مثلي لتمارسي معه الحب خارج نطاق علاقتك بأبيك ؟
- لا أحب الشباب ، ولا أحب الكهول الأغبياء .. ربما رأيت فيك شيئا من أبي الذي لم أمارس الجنس مع غيره .
- لكن أباك انسان عادي كما فهمت منك ، وربما متخلّف!
- وربما رأيت فيك ما ينقص أبي.. كنت أتمنى لوأن أبي يحمل جزءا يسيرا من ثقافتك !
- هل تحبينه ؟
- أعتقد ذلك، وإن كنت في بعض الأحيان أجد نفسي واقعة في مشاعر متناقضة تجاهه!
- عذرا لسؤالي الغبي !
- لا أعتقد أنه سؤال غبي!
- هل لي بسؤال شخصي؟
- اسأل ما تشاء!
- منذ متى وأبوك يمارس الحب معك ؟
- منذ طفولتي المبكرة ربما كنت في سن الرابعة أو الخامسة ، فهو من كان يحممني بعد أن فطمتني أمي كما أعتقد ! وبدأ الجنس معي في الحمّام !
لم يصدق محمود ما سمعه .. ولم يجد نفسه إلا وهو يهتف :
- يا إلهي ! أي مجنون هذا هو أبوك ؟
ولم يدرك محمود أنّه بسؤاله وردة فعله على إجابة لمى ، قد نكأ الجراح العميقة في دخيلتها. فقد غيرت من وضع استلقائها وانكفأت على وجهها وشرعت في البكاء وهي تحاول أن تغمر رأسها بين فخذيه.
****
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟