السعيد عبدالغني
شاعر
(Elsaied Abdelghani)
الحوار المتمدن-العدد: 6278 - 2019 / 7 / 2 - 02:39
المحور:
الادب والفن
إلهى ، إنها المسافة اللعينة التى تقتلنى وهذا ما يجعلنى أنشد العزلة لكى أتماهى مع كل شىء يذكرنى بتلك المسافة التى تفصلنى عنك .
دائما ما يخبرونى شيئا عنك
كم أنت بعيد عنهم على الرغم من أنك حي بهم .
أنت من خلقتهم ، وحدك من يطيل أعمارهم ولكنهم يخفونك عني .
كم أود أن أعيش وحيدا ، خارجا عن عالمهم .
يا لغواية العزلة !
أستطيع الوصول إليك فقط عندما أبتعد عنهم
وذلك بالتحديد ما يجعلنى أحزن
بحكمك علي أن يكونوا حدودى .
الآن قد اختفى حزني
وستبدأ سعادتي ، تلك السعادة التى تنبعث بغرابة من أحزانى العميقة .
لقد بدأت أن أفهم . أنت معلمي وأنت من ترشدني
وأخيرا لقد بدأ الأمل يدخل علي وبدأت أنعم بالمعرفة .
***
عندما يأتى الرهبان بعيون طاهرة كالسماء الصافية
والفؤوس فى أذرعهم ،
وألسنتهم تنطق بمريم العذراء
والمسابح بين اصابعهم المدماة
تخرج رقائق الطعام من جيوبنا خارج المنزل
ونسعى مختبئين فى قلنسواتنا بعمق كالسحب المختفية
راكعين ، متوجهين ناحية ظلال الكنيسة
بخشوع ورهبة
منتظرين بركاتك إلينا ، أيتها العذراء .
***
إلهي ،
قد شارف منتصف الليل على القدوم
وأنا اجلس أنتظرك فى الظلام وهذا الصمت العظيم ،
أنا آسف على كل آثامي .
لا تطلب منى شيئا
أكثر من أن أبقى فى الظلام ، ظلامي النفسي ،
وأن لا تسمع أذني أي ضوضاء غير صوت أفكارى التى تملأ فراغ تلك الليلة التى أنتظرك فيها .
كى أبقى فى ذلك الظلام الجميل لقدرى الشفاف
دعنى أبقى لاشىء أمام ذلك الضمير الشاحب الضعيف .
وبالنسبة لموقفى من العالم
دعنى لا أأمنه أبدا .
خلال تلك الظلمة ، قدنى إلى نورك الأبدي .
خذنى من الناس إلى المعانى اللانهائية التى يحتويها سلامك وعظمتك .
نورك هو ظلمتي .
لا أعرف أي شىء عنك وبقدرتى المحدودة لا يمكننى التخيل كيف سأعرفك .
لو تخيلتك لأخطأت .
ولو خلت أنى أفهمك لتشوشت .
وإن كنت واعيا أنك أنت ، لجننت .
الظلمة تكفينى .
***
فى اتجاه واحد نحن دائما نسير
ونسير ويكأننا لا نعرف وجهتنا .
وفى اتجاه آخر نحن قد وصلنا .ولا يمكننا أبدا أن نصل لملكية الاله فى الحياة .ولذلك نحن سنظل نسير فى العتمة .ونحن فى الحقيقة يتملكنا فضله . وبذلك المفهوم نكون قد وصلنا ونسكن النور .كم علي أن أسير فى الطريق الذى وصلته كى تكتمل معرفتي بك .
#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)
Elsaied_Abdelghani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟