|
تقهقرُ قلب
يسرى الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 6275 - 2019 / 6 / 29 - 10:27
المحور:
الادب والفن
أخبرني .. ماذا أقول لـ الصَّباحِ لو جاء يُسائلني عنك ؟! وعن رسالتك التَّي لـم تصل بعد _________________________ _________________________
أخبرني .. كيف أوقِفُ إنصبابَ قلبي شَغفاً بِك وكلُّ أبوابِ النِّسيان مؤصَدةٌ بـ وجهِ الذَّاكرة _________________________ _________________________
إيلافي لـ تواجدك لا يُجيزُ لك أن تتخذ من شعوري معطفاً مؤقتاً ترتديهِ كلما أجتاحتك موجةُ بردٍ عاطفيّة وترميه بعيداً عند الإكتفاء
_________________________ _________________________
كُلّما ازدادت نسبةُ الإيراقِ في شجرةِ آمالي بِكْ قذفني جفاؤك بـ حجر الخيّبة فـ شَجَّ رأسَ أحلامي هكذا أنت .. تجعلني فِعالُك في كُلِّ مرّةٍ أرتدُّ الى نفسي عكسيّاً بـ كل أنواع الشَّتائم حتى أصحوَ مـن غيبوبتي المقيتةُ بِـك لـ أجد بعدها عمري وقد تناثرَ خريفاً أصفراً في منعطفاتِ حُبِّكَ الزَّائف
_________________________ _________________________
تدهسُني عجلاتٌ من نار لـ أموتَ إحتراقاً بـ أنـينِ الذِّكرى ثُـمَّ أُبعَثُ مُجدداً أنهضُ من رمادي ، وأبتسمُ فـوّرَ وقـوعِ بَصـري على صورتِكَ المعلّقةِ على جدار الحُبّ
_________________________ _________________________
بعد أن شَفَّ الجسمُ وضَعُفَ البصر وانعقد اللِّسان وذبُلت الشَّفتان كانَ لا بدَّ من غيابٍ يُعيدُني إليّ يفتحُ أمامي آفاقَ التَّمرّد ويُعلنُ عن بدءِ نزالٍ جديدٍ في ثورةٍ مفتوحةٍ ضدَّ أغلالِ الحياة أكون أنا الثَّائرةُ فيها بـ رفقةِ قلمي كان لا بدَّ من غيابٍ أُحرِقُ فيه جُثمانَ الصَّمت الذي قَتَلتُهُ بـ الأمس وأتركُه لـ رياحَ النِّسيانِ تذرو رَمادَهُ الأبكم كان لا بدَّ من غيابٍ أغسلُ بـهِ وجـهَ الدَّفاتر من أثرِك وابددُّ فيه ما رانَ على قلبي من زحام إنتظارك كان لا بدَّ من غيابٍ أصفِّفُ فيه القصائد وأشكلها زهوراً على مقاس جديلتي كي أرسمَ الحُبَّ بـ ألوانِ الحُبِّ ولكن !! هذه المرَّةَ في موضعهِ الصَّحيح _________________________ _________________________
كلما نظرت الى المرآة لا أراني بل أراك أقف مذهولة أمام عجزي عن إستعادة ملامحي منك بينما تستصرخني الرُّوحُ ويستغيثُ بيَ الجسد هلمي إلينا وأجمعي الشَّتات فـ شوقكِ المحموم إليهِ أطاحَ بنا في وادي الهلاك _________________________ _________________________
يُؤلمني حقاً أنَّكَ ما زِلتَ لا تعرفُ شيئاً عن النَّزفِ الرُّوحيّ الذَّي أعاني يُؤسفني أنَّكَ لمْ تحضُر يوماً إحتفاليّةَ النِّــيرانِ المُلتهبة التَّي تُقامُ تباعاً في كبدي رُغمَ أنِّي وجهتُ لكَ الدَّعوةَ مراراً لكنَّ جوارحك أبَت إلا أن تكونَ في زُمرةِ ( الصُّمِّ البُكمِ العُميِّ الذَّين لا يفقهون ) _________________________ _________________________
كلما جنَّ اللّيلُ كنتُ أنقضُ جديلتي بـ هدوء فـ تتناثر منها أنفاسك على شكلِ قصائدٍ مُغنّاة _________________________ _________________________
متى ما تحرّرنا من أغلالِ بشريتنا وذابت بيننا الفوارق الطَّبقيّة وتخلصنا من همومنا الدُّنيويّة يُمكننا وقتئذٍ إقامة دولـةَ عشقٍ آمنةٍ خـالـدة
_________________________ _________________________
حـينَ نلتقي .. شئٌ ما يرفعُنا الى الأعالي فـ نسمو في العشق نحلِّقُ فـي روحـانيَّتـهِ وواقعيَّتهِ .. نتوهُ في أشكالِ خيالاته لـ كأنَّ الشَّمسَ تُشرقُ من قلبيّنا لـ كأن السَّماءُ .. تُسدِلُ على وجهيّنا سِتاراً من صفاء زُرقتها حـينَ نلتقي .. لكَ أن تتخيَّلَ حجمَ مهرجانات الفـرح الصَّاخبة التَّي تُقام في أرواحنا كأنَّ أسراباً من الحمام الأبيض يطير حولنا مِلءُ السَّماء يزُّف إلينا الحُبَّ في موكب عُرسٍ ملائكيٍّ مهيب
_________________________ _________________________
سَئمتُ من كَوني شجرة يتَّفيئونَ بـ ظلالي ويأكلون ثِماري واذا ما شاءَ القَدَرُ وألبَسَ أغصاني رِداء اليَباسِ قطَّعوني .. ثُـمَّ بادروا بـ إحراقي حطباً في مواقـدِ الإهمال
_________________________ _________________________
تأكدي ياأمي إنَّ اليوم الذَّي تعتقـدينَ إنَّـه بدايـةً لــ سعادتـي سـ يكونُ ذاتـه يـوم تشييع جَنازتـي _________________________ _________________________
أنا ياأمي ما زلتُ ، أرفضُ فكرةَ الرِّضا بـ النَّصيب وأنتِ ... ما تزالين تُصرِّينَ على قتلـيَ بـ ذاتِ الفكـرة
_________________________ _________________________
حيائي ؛ يمنعني من مصارحته فـ أنا لا أملكُ من الجرأة ما يكفي كيّ أخبرهُ بـ أنَّي بِتُّ على شَفَا حفرةٍ من نارٍ تدعى النَّصيب حيث لا مُنقذَ منها إلّاه
_________________________ _________________________
لستُ مسؤولةً عمّا حدث كانَ عليكم الأخذَ بـ عـينِ الإعتبار بـ أنَّ ليسَ هناك ثمَّةَ نسخةٍ أخرى لـ مفتاحِ قلبي الذَّي أضعتُموه _________________________ _________________________
مؤخراً .. أصبحوا يتعمَّدون قَمعَ مواطن الحديث يتقصَّدونَ تركَ عيونَ أسئلتي ترتقب هلال أجوبتهم دون ثبوت رؤيا لـ بنت شفة يلجمون خيل الأشواق الجامحة بـ لا مسوغ وكثيراً ما كانوا يبرعون ، في إنتقاء الكلمات المُثلجة كيّ يحرقون بها قلبي الملتهب
_________________________ _________________________
لسنا سوى ندوبٌ في صدر الوطن لا تُمحى ما فتئ الزَّمان _________________________ _________________________
لا شئَ يُصلحُ عملَ الذَّاكرة كـ قطراتٍ من زيتِ الحنين _________________________ _________________________
بينما كنتُ أتجولُّ في شارع المتنبي لا أدري كيف انتابني شعور يعقوبَ النبيّ حين قال : ( إنِّي لـ أجدُ ريحَ يوسفَ لولا أن تُفندون ) أ يعقل ياغايةَ المُنى أنَّكَ هنا ؟ هكذا حدَّثني قلبي
_________________________ _________________________
في هذا اليومِ بـ الذَّات آثرتُ الهروب منك، أنأى بـ حرفي بعيداً عنك كيّلا ترى إنشطارَ قلبي الموبوء بِك أحتفي بك وحدي هاهنا دونك .. تحت سقف عزلتي مع ذكرياتنا العظيمة والجوارحُ تنبضُ بهُتافٍ لا يسمعهُ الا الصَّدى
_________________________ _________________________
في الوقتِ الذَّي قرّرتُ فيه نسيانك كيّ أحيا لـ نفسي كانَ أولُ درسٍ أتلقّاهُ على يدِ أستاذ الخطِّ العربيّ هو كيفيّة كتابة اسمك يالـ المفارقة !! كأنَّك تأبى إلا أن تكونَ بصمةً في حياتي غيرَ قابلةٍ لـ الزَّوال
_________________________ _________________________
في الوقتِ الذَّي قرّرتُ فيه كُرهَك وقتلَ كُلِّ المشاعر الحيَّة التَّي تربطُني بِك كانت جوارحي تقترفُ الخيانةَ وتكتبك على صحائفي البيضاء آيـةَ حُبٍّ أسطوريٍّ آيلٍ لـ الخلود
_________________________ _________________________
لا أسفاً عليكمُ ولا نَدَما مَن باعنا بعناهُ ومن تمسَّكَ بنا فقد غَنِما
_________________________ _________________________
لا تُعجبُني الرَّماديّةُ في الحُبِّ !! فــ أمّا أن تكونَ حالكُ البياض او أنَّكَ تُبدي سواداً ناصعاً كيّ أحددَّ على ضوءهِ مسارَ نبضـي المُضطرب
_________________________ _________________________
ليسَ شرطاً أن يكونَ القاتلُ مُسلحاً فـ البعضُ ... يُمارسونَ الجريمةَ بـ دَمٍّ جامد حيثُ لا رادعَ ولا قانونَ يقتصُّ منهم كـ قَتَلَةِ القلوبِ مثلاً !!
_________________________ _________________________
كلّما تقدَّم بنا العمر كلَّما شعرنا بـ تفاهة الدُّنيا نغدو أكثر نضجاً فـ نُحبُّ من أجل الحُبِّ ذاته لا لـ أجل أنفسنا ولا لـ أجل الذَّين أحببناهم
_________________________ _________________________
بـين الورد وبـينه لغةٌ عجيبة ، لا يعرفها إلا الله والراسخون في الحُبّ
_________________________ _________________________
يارحمةَ الله اهبطي على الخالية جيوبِ يومهم من دينارٍ ممزقٍ يغلقون به فم الجوع الكافر
#يسرى_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قبائل الورد
-
تلويحات مبتورة الذراع
-
قوية
-
خناجر الأسئلة
-
ليلة الرُّمان
-
بكاء الملائكة
-
لا وقتَ لديّ
-
إعترافات
-
مغتربون
-
في متناول الإهمال
-
ملوحة الظُّلم
-
جهنَّم العاشقين
-
قمرٌ أحمر
-
عِراقيّة أنا عِراقيّة
-
خريف
-
النَّبضِ العكسيّ
-
موائد الضّجر
-
الى مُتلف الرّوح مع التحيّة
-
خيبة
-
هذيان بوح
المزيد.....
-
بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
-
-دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
-
وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي
...
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|